غارة أمريكية تستهدف قوات لـ«داعش» تهاجم الجيش العراقي

بغداد ـ «القدس العربي» ـ من مصطفى العبيدي: لأول مرة منذ انسحاب القوات الأمريكية من العراق قامت طائرات أمريكية بقصف مواقع مسلحين يشتبكون مع القوات الحكومية في جنوبي العاصمة بغداد. وتشهد مناطق جنوبي بغداد كجرف الصخر واللطيفية واليوسفية معارك منذ بداية هذا العام دون حسم من أي طرف.
وقالت القيادة الوسطى للجيش الأمريكي ان ضربة جوية أمريكية استهدفت موقعا لتنظيم الدولة الاسلامية جنوب غربي بغداد كان يطلق النارعلى قوات حكومية، في توسيع لحملة ادارة الرئيس باراك اوباما ضد الجماعة المتشددة التي استولت على مساحات واسعة في العراق وسوريا.
وكانت الطائرات الأمريكية منذ اعادة نشاطها في العراق مؤخرا تركز قصفها على مواقع داعش في الموصل ومناطق الحدود السورية العراقية شمال وغرب العراق.
وفي اطار ردود الأفعال الرافضة للتحالف الغربي ضد داعش حذرت ميليشيات عصائب «اهل الحق» الشيعية من مغبة التعاون مع الولايات المتحدة والتحالف الدولي للقضاء على تنظيم داعش، واكدت عدم بقائها في الجبهات في حال ارسال امريكا قوات برية الى البلد.
وقال المتحدث باسم»عصائب أهل الحق» نعيم العبودي لـوسائل الاعلام ان «جميع فصائل المقاومة الاسلامية (الشيعية) لا ترغب في ان تكون داخل التحالف الدولي الذي شكلته الولايات المتحدة لانها جزء من المشكلة التي هي الداعم الاول لها وللارهاب». واوضح العبودي ان «الحركة لا تخطط  للانسحاب من الجبهات لانه تكليف شرعي وطني ومن غير الممكن ترك الانتصارات المتحققة ولاسيما في تكريت وامرلي وغيرهما من المناطق الاستراتيجية وتمكين الولايات المتحدة من ركوب الموجة في هذا الوقت الحرج»، مستدركا «الا بوجود قوات امريكية برية فحتما لا يمكن لاي جهة وطنية التعامل معها بأي ظرف كان».
وظهر العديد من ردود الأفعال لدى القوى السياسية العراقية تجاه مؤتمر باريس والتحالف الغربي ضد داعش.
فقد اعتبر النائب الكردي عن كتلة التغيير النيابية درباز محمد، الثلاثاء، أن مؤتمري جدة وباريس وسلسلة المؤتمرات الداعمة للعراق في محاربة الإرهاب ستعطي لأمريكا الغطاء الدولي لتحجيم النفوذ الإيراني في العراق، فيما بين أن الأمريكان تذرعوا بوجود المسلحين للدخول الى المناطق السنية بقوة وإقامة إقليم فيدرالي على غرار كردستان.
وقال محمد في بيان إن «مؤتمري جدة وباريس وسلسلة المؤتمرات الداعمة للعراق في محاربة الإرهاب ستعطي لأمريكا الغطاء الدولي لتحجيم النفوذ الإيراني بالعراق وإعادة المكون السني بقوة الى الواجهة»، مبينا أن «تلك المؤتمرات من وجهة نظر المتابع الاعتيادي تدعم الشعب العراقي ضد الإرهاب ولكنها في الحقيقة تأتي في إطار الصراع الجيوسياسي بالشرق الأوسط ضد توسع النفوذ الإيراني».
وأضاف محمد أن «الصراع في سوريا والحدود المفتوحة بين البلدين أدت الى أن يتخذ الأمريكان من وجود هؤلاء المسلحين ذريعة للدخول الى المناطق السنية بقوة»، مشيرا الى أن «هذه الحالة باتت ورقة في يد الأمريكان للضغط على حكومة بغداد وعودة المكون السني بقوة، ولمساعدة السنة أيضا على تحرير مناطقهم من تنظيم داعش، واقامة إقليم فيدرالي لهم على غرار إقليم كردستان».
وتابع أن «أمريكا لا تستطيع أن تحقق هذا كله بمفردها، إذ أنها تحتاج الى غطاء دولي لدخول العراق ومحاربة داعش كذريعة لتحقيق أجندتها»، لافتا الى ان «تلك الاجندات تضمنت تقوية النفوذ الأمريكي في العراق وتحجيم النفوذ الإيراني عن طريق الكرد والسنة «.