تخيلات نوستالجية لأربع فنانات.. أصدقاء وأحداث وتحولات وذكريات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
– September 23, 2014


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الذكريات النوستالجية غالباً ما تنبثق كتخيلات لا ندركها ولا نميزها إلا بغموض وضبابية. تحملنا إلى مكان معين، أو إلى رائحة أو ملمس أو حادثة مترسبة في ذاكرتنا. لذا، استدعت «غاليري جانين ربيز»، الروشة ـ بيروت، أربع فنانات تشكيليات إلى معرض بعنوان «تخيلات نوستالجية» (يستمر إلى 17 تشرين الأول 2014)، ليكشفن لنا عن تخيلاتهن الشخصية النوستالجية بأعمال تشكيلية وفوتوغرافية. هنا، على جدران الغاليري، يلعب المنزل أو العائلة دوراً مثيراً وفعالاً في الأعمال التي تقدمها دالية بعاصيري وشفا غدار. بينما يلعب الأشخاص والمواضع والأحداث أدواراً تفجيرية للمشاعر النوستالجية عند لورا فرعون التي تحاول أن تعبر عن عواطفها الدفينة عبر تمزقات تجريدية فاقعة. وتحاول ريما مارون، من خلال عدستها الفوتوغرافية ان تبرز المعنى خلف لقطات الصور التي تطاردها.
تحاول دالية بعاصيري (المولودة في صيدا عام 1981) والمقيمة الآن في بيروت، أن ترسم وتجهز فنياً ما حدث في صيف صيدا عام 2013. تشتغل على المكانية الحاضرة والحاملة ذاكرة الماضي وتطلعات المستقبل. المدهش هنا، جداريتها التجهيزية بعنوان «الصورة الشخصية»، التي تحتوي حوارات فنية مع أنحاء من منزلها الصيداوي الذي تعرض للحرق. تدمج دالية الغريزة التملكية لمنزلها بصراع البصمات وبالحدث التدميري، متناولة ما هو عشوائي في الفن وما هو مقصود. فالبقايا في علاقتها بالكيان الفني الكامل تظهر في وجود تجهيزي للشوفاج وللثريتين و«للشطافة» البلاستيكية الحمراء. تستخدم بعاصيري مادة الفحم والرماد والماء ومواد التنظيف، سعياً للحصول على بياض للذاكرة يرافق عمليات الهدم والتنظيف وإعادة البناء.
يراود ريما مارون (مصورة فوتوغرافية ورسامة تشكيلية مولودة في لبنان عام 1983) مشهد حلمي يتكرر متنوعاً بلمسات تشكيلية، وباستمرار. إنه رؤية عن صديقة قد نعرفها وقد لا نعرفها. ريما متواجدة في حالة تساؤلية مقلقة مع تلك الحديثة. وباستعمال تقنية التصوير الفوتوغرافي تتمازج وتتباين التدخلات التشكيلية في تظهير الصور في اتجاه أن تتلاشى معالم ذلك الحلم ـ الرؤية، تدريجاً. وفي الصور الثلاث تبقى الفتاة جالسة على الكنبة تفكر كيف ترجع إلى تلك الحديقة الخيالية وإلى ذلك البيت المفقود.
وتجسد لورا فرعون (مولودة في باريس عام 1985 ـ ومقيمة في بيروت) في لوحتيها مرور الزمن بكوارثه الفجة وبقسوة تشكيلية تجريدية صادمة. اللوحتان متأثرتان بالتحديات الدموية التي تعصف بمشرقنا العربي. تركز لورا على التغيرات البيئية والكارثية في الأرياف. هي تقاوم التعبير المباشر والانطباعي، بمواد وأدوات مختلطة بطبقات تلوينية ناتئة ونافرة، تعبر عن فوضى الصراع بعيداً عن أي أساس مكاني ترتكز عليه. فالطبيعة التجريدية الصادمة تجمع عند لورا بين الماضي والحاضر بلا مقاييس محددة.
أخيراً، تسعى شفا غدار (مولودة في عام 1986 في جنوب لبنان ومقيمة اليوم في بيروت) لإعادة تجميع ذكرياتها الممزقة من خلال الاشتغال على مجموعة كبيرة من النباتات التي تجسد علاقة شفا بطفولتها. كان والد شفا يلتقط الصور الفوتوغرافية. لكن شفا أعادت طباعتها ولوَّنتها بطريقة تشكيلية منمنمة مميزة وجديدة لتحولها إلى نوع من الشرائح الكيميائية ـ النباتية التي تشبه ما يدرسه علماء النبات، لكنها شرائح تتميز بالغموض الإيحائي الذي يحتاج إلى جهد تفسيري كبير يدمج علم النبات بالفن التشكيلي. لكن غدار استطاعت،
وبنجاح، أن تنتقل من الصور المطبوعة الرقمية، إلى الشرائح التشكيلية المصغرة التي تعبر عن تخيلات نوستالجية قابلة للتفسيرات المتنوعة.

ألسفير : صفوان حيدر
 
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]