هيثم القيم .هل لايزال شعار الأسلام هو الـحل ... صالـحاً ...؟؟
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60555مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: هيثم القيم .هل لايزال شعار الأسلام هو الـحل ... صالـحاً ...؟؟ الأحد 28 سبتمبر 2014 - 15:34
هيثم القيم .هل لايزال شعار الأسلام هو الـحل ... صالـحاً ...؟؟
24/09/2014
لابد من التنويه أبتداءً أن هذا الـشِعار ظهر في حُـقبة الثمانينيات عندما تحالف كل من حركة الإخوان المسلمين وحزب العمل المصري وحزب الأحرار المصري تحت قائمة واحدة للترشح لأنتخابات البرلمان المصري .. وهو شعار أخوانـي بالدرجة الأولـى، وقد طـرحـهُ الأخوان كشعار سياسي / أنتخابـي .. حالـهُ حال شعارات بقـية الأحزاب الليبرالـية والديمقراطية لـغرض الـفوز بالأنتخابات ..!هل نظرية: (أن العيب ليس في الأسلام .. بل في المسلمين ...!!) كافية لـتبرير الأستمرار بالتمسّك بالشعار .. أم أنها أصبحت مُستهلكة .. لأن الذي يـبحث عنهُ الناس ويـهمُّ حياتهم، ليس النص الجميل المثالي .. بل التطبيق الـعملـي الملـموس للنص الجميل ..!الـنظريـة أو العقيدة لا تكتسب قيمتها وصلاحيّـتها ألاً عـند الـتطبيق، خصوصاً الـنظريات التي لها مساس بحياة الناس ..! أذ لـو تـفـحّصـنا مُعظم النظريات والعقائـد والأديان والـفلسفات على طول المسيرة الـبشرية .. لـوجدناها مثالـية في طروحاتها ومبانـيها النظرية والفكرية .. لكنها تـبـقى مجرّد كلام على الـورق، مالم تأخـذ طريقها الى التنفيذ .. ويعيشها الناس عملياً ..!عندما نقول الأسلام هو الـحل .. أمامنا خيارَين .. الأول هو تطبيق الجوهـر الأخلاقـي للأسلام، دون التفاصيل الشرعـية المتـعلـّقـة بأحكام المعاملات والفروع التي تــُعالج المشاكل والسلـوكيات اليومية للناس والعلاقات الـبينيـّة لهم .. وأمامنا النموذج الماليزي والتـركـي .. كمثالـين ناجحـين لهذا الـخـيار .. ونـتذكـّر هنا مقولـة مهاتير محمد باني نهضـة ماليزيا عندما قال : (عندما أردنا الصلاة توجـّهنا الى الـكعبة .. وعندما أردنا بناء ماليزيا تـوجـّهنا الـى الـيابان ..!).الجوهـر الأخلاقـي للأسلام هو أشاعة العدل (المساواة الأنسانية) والمساواة والعدالـة الأجتماعية (المساواة بالحقوق والواجبات) والحريات ورفض الـظلم والفساد ..!الخيار الثانـي هو تطبيق كل نصوص الأحكام الشرعية ونصوص المُعاملات حرفياً .. باعتبار أن هذه النصوص صالـحـة لكل زمان ومكان ...! وأمامنا نموذج دولـة داعش (الأسلامية) وقبلها نظام الأخوان في السودان ونظام طالبان الأفغانـية ... وهـي نماذج لا تــُشرّف أحــد ...!!نصوص الأحكام الـشرعـية ونصوص المعاملات، لو أردنا تطبيقها حرفياً ستصطدم بجملة من الموانع والـعقبات ..!أذ بعد تطوّر المسيرة البشرية نحو أعلاء الجانب الأنساني في تعاملات البشر والمساواة بين الناس بغض النظر عن دينهم وطائـفتهم وعقيدتهم ولونهم وجنسهم .. وشيوع مفاهيم وتطبيقات حقوق الأنسان، والحريات العامـة والخاصـة، والديمقـراطية، وأحــترام الـرأي الآخـر، ومساواة المرأة بالرجل من حيث القيمة الأنسانية والحقوق المدنية ، وحقوق الطفل ... ألخ ، سيصطدم تطبيق تلك النصوص بهذه الموانع والتطوّرات الحضاريـة التي وصلت اليها المجتمعات والدول الأخــرى، ويـصبح متناقضاً حـتى مع الطبيعة البشرية الأنسانـيـّة ...!و بما أن أي دولـة تـتبنـّى هذا الخيار هي ليست معزولـة في جزيرة نائـية عن باقي العالم .. بل مرتبطـة بجملة من المصالح والتبادلات الأقتصادية والألـتزامات والتواصل مع العالم .. عليه ستجد هذه التطبيقات تناقضاً مع المحيط الدولـي، ومِن ثم رفضاً وشجباً من دول العالم، وبالتالـي أنعزالاً عنه، وهو ما يعني موت سريري لهذه الدولة ...!!! أذ لا يـُــعقل أن نأتـي اليوم وفي عصرنا الـراهن هذا لـنـُـطبـّـق حـدّ السرقـة بقطع يـد السارق مـثلاً .. أو رجـم الـزانـي والزانـية بالحجر ..!!
هيـثم الـقـيـّم
مستشار أعلامـي / مؤسسة التضامن للصحافـة والنشرمستـشار ثـقافـي /
منظمة دار السلام لـحقوق الأنـسان
هيثم القيم .هل لايزال شعار الأسلام هو الـحل ... صالـحاً ...؟؟