بيروت ـ «القدس العربي» ـ من سعد الياس: بعد إعلان خبر وفاة المغني اليوناني ديميس روسوس، تصدّرت أخباره نشرات الأخبار في معظم وسائل الإعلام اللبنانية التي استعرضت محطاته الفنية في لبنان، وآخرها في عام 2013 حيث شارك في مهرجانات صور الدولية وغنّى أغنية Goodbye my Love. ولكن أبرز القصص والروايات التي لقيت الاهتمام هي قصة اختطافه في لبنان في عام 1985 ومسارعة رئيس حركة أمل نبيه بري آنذاك الى إنقاذ حياته حين تدخل للإفراج عنه بعد خطف الطائرة «تي دبليو أي» الرحلة 847 التي كان روسوس على متنها في عام 1985، ليتلقى بري بعدها شكراً من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان على مساعيه في الوساطة. وكانت منظمة تطلق على نفسها تسمية «منظمة المضطهدين في الأرض» تبنّت يومها اختطاف طائرة «تي دبليو أي» الرحلة 847، وتمت العملية في 14 تموز/يوليو 1985 واستهدفت طائرة لشركة «تي دبليو أي» كان من المقرر ان تقوم برحلة من أثينا إلى روما وهي تحمل على متنها 153 مسافراً، وبعد فترة قصيرة من الإقلاع أصدر شخصان أوامرهما لقبطان الطائرة بتغيير وجهة الرحلة إلى الشرق الأوسط، مستعملين مسدسات تمكنوا من تهريبها عبر نقاط التفتيش في المطار. وكان المغني اليوناني ديميس روسوس أحد ركابها، وفي حينها لعب الرئيس نبيه بري الدور الأكبر في عملية الإفراج عنه مع 40 آخرين، وقد عاد روسوس وزار لبنان مرات عديدة.
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رد: وفاة المغني اليوناني ديميس روسوس تعيد ذكرى اختطافه في لبنان وتدخل نبيه برّي للإفراج عنه السبت 31 يناير 2015 - 12:27
لم تكن مسارات الفنان اليوناني ديميس روسوس (واسمه الحقيقي أرتيميوس فانتوريس روسوس)، ــ الذي رحل ليلة السبت الأحد الماضي، وأذيع خبر وفاته أمس عن عمر 68 سنة بسبب السرطان – لم تكن مسارات محددة وعادية، بل عرفت الكثير من التعرجات والانعطفات، إن على مستوى حياته الشخصية، وإن من الناحية الفنية. ففي عشرينيات القرن الماضي، هاجرت عائلتا جديّه لأبيه وأمه إلى الاسكندرية (مصر)، حيث كانت الجالية اليونانية تشكل حالة كبيرة في تلك المدينة وكان والده مهندساً في إحدى شركات البناء. في تلك المدينة، ولد ديميس روسوس العام 1946، لكن وكما تقتضي التقاليد، نشأ في بيئة أورثوذكسية، وإن لم يمنعه ذلك من التأثر بالموسيقى العربية التي شدته، وبخاصة في جانبها الكنسي، إذ التحق بكورس الكنيسة الأورثوذكسية في الاسكندرية ليكون منشدها «المتفرد» خلال خمس سنوات، تابع فيها – على حدة – دروساً في السولفيج كما في العزف على الغيتار والترومبيت. ربما من هنا نفهم تعلقه بالعالم العربي الذي لم يتوقف عن زيارته وعن الغناء فيه – (على الرغم من اختطاف الطائرة التي كان على متنها، من مطار بيروت في ثمانينيات القرن الماضي وخلال إحدى جولات الحروب عندنا). كل شيء كان هادئاً بالنسبة إليه في تلك الفترة. لكن بعد تأميم قناة السويس، فقدت العائلة ثروتها، وعادت إلى موطنها، لتعيش العائلة في ظلّ ظروف مغايرة، إذ على الرغم من كل شيء، لم يكن «المهاجرون» اليونانيون الذين يعودون إلى بلادهم، يُعتبرون «يونانيين أصليين». ربما من هذا الشرخ – على الرغم من اللغة – انشدّ الفتى الذي كانه، أكثر، إلى الأغنية الإنكليزية والفرنسية. حتى أنه شكل فرقة مع زملائه لغناء البوب. هذه الفرقة الشابة، قررت ذات يوم أن تذهب إلى انكلترا للاشتراك في حفلة، وما إن وصلت إلى نقطة الجوازات حتى أعيدت إلى فرنسا لأنها لا تملك تأشيرة دخول. كان من بين أعضاء الفرقة «فانجاليس»، المؤلف الموسيقي الذي اشتهر فيما بعد بسبب كتابته العديد من موسيقى الأفلام الأميركية. في أي حال، كانت فرنسا تعيش يومها مناخات أيار 68، وفي ظل هذه «السياسات» الجديدة التي لاحت في الثقافة الفرنسية، عرفت موسيقى الفرقة نجاحاً كبيرا قبل أن ينفرط عقدها بعد سنوات. لسبب موسيقي بحت: كان فانجاليس يرغب في التخلص من موسيقى البوب، بينما روسوس، يريد الذهاب أبعد في ذلك. من كان على حق أكثر من غيره؟ من وجهة نظر موسيقية بحتة، لا بدّ أن نجد فانجاليس على حق، إذ هو اليوم واحد من أكبر مؤلفي الموسيقى في العالم. لكن ذلك لا يعني أن ديميس روسوس مرّ مرور الكرام في المشهد الغنائي. لكنه لم يكن وحيداً، إذ إن أغنيته وغناءه تنتسب في حضورها إلى ملايين الأغاني المتشابهة، وإلى حيّز من موسيقى معروفة مسبقاً، بينما ذهب زميله إلى تأليف أمتن بكثير. لا بدّ أن يتذكر الجميع ديميس روسوس عبر ميزتين: صوته المختلف عن باقي زملائه ووزنه الضخم (قبل أن يجري عملية تخفيف الوزن). وزنه هذا أضاف إلى حضوره هالة أخرى، ساعدت كثيراً في انتشار حضوره وبخاصة من نهاية السبعينيات إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي. تلك فترته الكبيرة، ليبدأ بعدها بـ «التهاوي»، لا لشيء إلا لأن هذا النوع من الموسيقى لم يعد مستساغاً، إذ جاءت أنواع أخرى لتحل محله. في أي حال، لا بدّ أن يثير رحيله الكثير من الحنين وبخاصة عند أولئك الذين نشأوا على صوته، إذ كان فعلا صديق المراهقين ومن يقعون في الحب للمرة الأولى. أما الموسيقى، فستبقى في مكان آخر بالتأكيد.