العامري في العراق يقلد نصرالله والحوثي : هارون محمد
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60641مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: العامري في العراق يقلد نصرالله والحوثي : هارون محمد الخميس 5 فبراير 2015 - 1:10
العامري في العراق يقلد نصرالله والحوثي : هارون محمد
العامري في العراق يقلد نصرالله والحوثي
مواقف وسياسات لو تم ربطها ببعضها لتوصلنا إلى أن العراق خاضع إلى النفوذ الإيراني على غرار لبنان واليمن، والعامري في العراق هو مثل نصرالله في لبنان، والحوثي في اليمن. العرب هارون محمد [نُشر في 05/02/2015، العدد: 9819، ص(9)] لم يجد رئيس مجلس النواب سليم الجبوري غير نائب رئيس الجمهورية نوري المـالكي يقبل بجمعه مع قـائد ميليشيات (بدر) هـادي العـامري، بعد أن اعتذرت قيادات توصف بأنها نافذة ومؤثرة في الشارع الشيعي ابتداء من المرجع السيستاني ورئيس الحكومة حيدر العبادي، مرورا برئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم وزعيم التيار الصدري، وانتهاء بوزير الخارجية إبراهيم الجعفري، عن التوسط بين الاثنين بعد أن وصلت العلاقة بينهما إلى درجـة أن هادي العامري هدد سليم الجبّوري وزملاءه نواب محافظة ديالى السنة بالتصفية الجسدية أو الاعتقال، في أحسن الأحوال، إذا وطأت أقدامهم حدود المحافظة المنكوبة. وصحيح أن المالكي وهو حليف سياسي للعامري منذ انشقاق الأخير عن المجلس الأعلى مطلع عام 2010، وصاحب فضل بتعيينه وزيرا للنقل في حكومته السابقة، قد نجح في إقناع قائد ميليشيات (بدر) في الاجتماع مع رئيس البرلمان العراقي الأحد الماضي، إلا أن المعلومات التي تسرّبت من الاجتماع تؤكد بأن العامري ما زال على رأيه في منع نواب ديالى السنّة من زيارة مساقط رؤوسهم وتفقّد ذويهم وأقاربهم وناخبيهم في الوقت الراهن. ونزولا عند رجاء المالكي فقد “تكرّم” وأعطى وعْداً بأنه سيسمح لرئيس مجلس النواب وحده بزيارة أهله وعشيرته في ناحية المنصورية التابعة لقضاء المقدادية، عندما تتحسن الحالة. وعندما يعتذر السيد السيستاني والعبادي وعمار ومقتدى والجعفري عن التوسط بين زعيم ميليشيا بدر ورئيس البرلمان، فإنهم يدركون، سلفا، أن وساطتهم غير مجدية لأن العامري، شاؤوا أم أبوا، بات لا يحترم أحدا ولا يعير اهتماما لأي منهم، ووصل به الغرور حداً جعله يستنكف حضور اجتماعات مجلس النواب وهو عضو فيه دون أن يجرؤ رئيس المجلس على محاسبته، كما فعل مع العديد من النواب المتغيبين وفرض غرامات عليهم وصلت إلى ملايين الدنانير في ديسمبر الماضي. وعندما نحذر من أجندة العامري السياسية والطائفية في العراق، فإننا ننطلق من جملة من الوقائع والأحداث والحقائق الموجودة على الأرض بطلها بلا منافس “أبو حسن” لا غيره، وهو للعلم لا يخفي أهدافه ولا ينكر أغراضه ويتحدث بصراحة تصل، في بعض الأحيان، إلى استخدام مفردات شوارعية، واذهبوا إلى اليوتيـوب وشاهدوه بالصوت والصورة كيف يصف نائب رئيس الوزراء صالح المطلك؟ وكيف يبرر تقبيله ليد علي خامنئي خلال مشاركته في اجتماع وزراء النقل في الدول الإسلامية في طهران؟ وكيف يعظّم قائد فيلق قدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني ويقول عنه إنه هبة ربانية؟
اقتباس :
العامري لا يستحي من عمالته لإيران ويقول بملء فمه إنها "أمه وأبوه"، ويصف خامنئي بأنه قائد الأمة الإسلامية، ويسمي قاسم سليماني "المجاهد العظيم"
وأكثر من هذا فإنه يوعز للصغار من أتباعه بشتم نواب ووزراء ومحافظين، كما حصل لأحد محازبيه ويدعى حارث الربيعي مدير ناحية أبي صيدا الذي اتصل هاتفياً بعدد من نواب محافظة ديالى وهدّدهم بأنه سيكسّر رجل أيّا منهم يزور القضاء الذي يتعرض سكانه إلى جرائم وانتهاكات وتهجير ونسف بيوت وتجريف بساتين وهدم مساجد، ولم يجد النائب صلاح مزاحم غير بيان صحفي يصدره الاثنين الماضي يقول فيه: إنه أبلغ السلطات الحكومية والجهات الأمنية بفحوى تهديد موظف إداري صغير بدرجة مدير ناحية لـ“ممثلي الشعب”، ويبدي استغرابه من عدم ملاحقته قضائياً، ويستغرب أكثر من عدم السماح لوزير الدفاع (السني) خالد العبيدي ورئيس لجنة التحقيق بمجزرة بروانة من زيارة مسرح الجريمة. وإذا كانت سطوة العامري في محافظة ديالى وجرائم ميليشياته ضد السنة العرب قد فاقت التصور، فإن إجراءاته ضد الشيعة المخالفين له تأخذ خطا ناعما بعيدا عن إزهاق الأرواح وسفك الدماء لحسابات طائفية، كما حدث في منطقة الكرادة الشرقية مطلع الأسبوع الحالي عندما أمر ميليشياته بخطف الأمين العام لحزب الله العراقي/ جناح المجاهدين عباس المحمداوي وأغلق خمسة مقرات لأجنحة أخرى تحمل اسم هذا الحزب وهي: الغالبون والمختار والفتح العظيم والنجباء والجند المكين، حتى أن إحدى وكالات الأنباء المحلية الرصينة عنونت تقريرها الإخباري عن الحادث بـ“بدر تضع حداً للتنافس على اسم حزب الله”، وفي رأي العامري أن منزلة واسم حزب الله مقدسان في لبنان، ولا يصح تشويههما بكيانات صغيرة في العراق حتى لو كانت شيعية، ويضطر رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى مداراة خيبته بإعلان “الكرادة منطقة مجردة من السلاح” في إجراء يتماهى في حقيقته مع ما أقدم عليه العامري. ومعلوم أن ميليشيا بدر لها أربعة مقرات متجاورة في هذه المنطقة وحدها في حي المسبح ومحلة الناظمية قرب مصنع باتا ومحلة سبع قصور وحي الجادرية، وجميعها شغالة وحراسها أمامها وعلى سطوحها يحملون المدافع الرشاشة والأحاديات والكيسيات دون أن يشملها قرار العبادي. ومرة أخرى لا نستهدف العامري شخصيا عندما نتحدث عن خطورته على حاضر العراق ومستقبله، خصوصا أنه لا يستحي من عمالته لإيران ويقول بملء فمه إنها “أمه وأبوه”، ويصف خامنئي بأنه قائد الأمة الإسلامية، ويسمي قاسم سليماني بـ“المجاهد العظيم”، ويستهزئ بحكومة العبادي ويقول: لولا إيران لانتقلتْ إلى المنفى، وهذه المواقف والسياسات لو ربطها ببعضها محلل سياسي منصف لتوصّل، حتما، إلى نتيجة واحدة تتمثل في إخضاع العراق بالكامل إلى النفوذ الإيراني على غرار لبنان واليمن، ويكون هادي العامري في العراق مثل حسن نصرالله في لبنان، وعبدالملك الحوثي في اليمن، بينما سوريا لا تحتاج إلى مثل هؤلاء فبشار الأسد وحده يفي ويكفي. وانتظروا مفاجآت العامري في بغداد وأحداث الكرادة مقدمة لها، واجتياح “البدريين” وحلفائهم العصائب والميليشيات الخاضعة لإشراف أبي مهدي المهندس وتدريب الجنرال سليماني والعميد محمد جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني للعاصمة، بات مسألة وقت، والحجة جاهزة وهي حماية بغداد من “الدواعش” في حين أن الهدف الحقيقي أبعد وأكبر. كاتب سياسي عراقي
العامري في العراق يقلد نصرالله والحوثي : هارون محمد