نواف أبو الهيجاء ابن فلسطين (البلاد) في تموجاتها الطبيعية الخصيبة من البرتقال والليمون والزيتون والتين والصبار والخروب، البلاد التي عانت الاحتلال والحرب والجوع والتشرد، والغربة التي ذاقها أبو الهيجاء طفلاً وهو يفتح عينيه ووعيه على نزوح بعد نزوح وشتات بعد شتات يصفها بجملة: " لا بد أنها القيامة التي تحدثوا عنها دائماً. الموت والنار والهجيج من البيوت والركض إلى حيث الوعر". ولد نواف محمود عبد القادر ابو الهيجا في قرية عين حوض جنوب حيفا سنة 1942، وهو في سن السادسة هاجمت العصابات اليهودية قريته مما دفعه التشتت القسري للوصول الى معسكر الشعيبة بالبصرة جنوب العراق، وبعد ذلك انتقلت اسرته الى بغداد. وفي عام 1963، جرى ترحيله من بغداد باتجاه دمشق وبعدها توجه الى الكويت ثم عاد الى بغداد سنة 1981. وبعد الغزو الامريكي البريطاني الايراني الاسرائيلي المشترك لبغداد سنة 2003، تعرض للمطاردة وعلق في مخيم الكرامة الصحراوي على الحدود العراقية-الاردنية. وبعد عامين سمح النظام الاردني بدخوله الى عمّان وما ان مرت اربع سنوات حتى ابعده النظام الاردني الى دمشق ليستقر في مخيم اليرموك. وفي عام 2013 قرر مغادرة دمشق بسبب حصار النظام السوري للمخيم متجها نحو بيروت حيث توقفت نبضاته هناك بسبب ارتفاع حاد لضغط الدم، ولكنه ابى الا ان يترك كتابا جديدا بعنوان "فلسطيني جداّ" كتبَ فيه عن الشام: "الانكليز مثل البرد سبب كل علة.. شوارب الانكليز الحمراء ولفة الحاج وخيانات العرب أوصلتنا لهذا.. لو اجتمعت كلاب الدنيا المسعورة فلن تنال منك عظمة ساق، ولا نهشة من قدم". يعد ابو الهيجا من خريجي جامعة بغداد/ كلية الادب وهو من الكتاب القدماء في العراق وعمل في الكثير من الصحف والاذاعات. وقد نعاه الشاعر العراقي عبد المنعم خمندي بقصيده يقول فيها: "لماذا رحلتَ وأبقيتنا للمراثي أحتى جراحك تكتبُ ملحمةً. أحتى تنام فلسطين في راحتيك. حلمتَ بعمّان منجى وبيروت قد فارقت ظلها. شوارع بغداد مغسولة بالدماءْ وما من ملاذٍ يضمُّ هواكَ سواها السماءْ". مؤلفات ابو الهيجا: أوسع العالم، ما أضيق الفسحة ما أكبر الأفواه، وما أصغر الرؤوس. ما أكبر المساحة، ما أكثر القضبان ما اضعف الصوت، ما أوقح السجان ما أيسر الهدم، ما أصعب البنيان...
+ ---- - وفاة الروائي الفلسطيني العراقي نواف ابو الهيجا نواف أبو الهيجاء ابن فلسطين (ال