البيت الآرامي العراقي

في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل Welcome2
في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل Welcome2
في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البيت الارامي العراقي
الادارة
الادارة
البيت الارامي العراقي


في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل Usuuus10
في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 10368
تاريخ التسجيل : 07/10/2009

في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل Empty
مُساهمةموضوع: في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل   في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل Icon_minitime1السبت 14 مارس 2015 - 0:42

في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل
******************************************
بقلم :الاستاذ خير الدين الدباغ
**********************************
الموصل 10-3-2015
بعد أيامٍ لم أخرج فيها من البيت ، قررت الذهاب (مشياً) إلى باب الجديد لشراء لحم ! .
لَبِسْتُ معطفاً صوفياً ثقيلاً ، معطفٌ مضى عليه ربع قَرْن مَنسياً في خزانة الملابس وألْجأني إليه إلحاح الأهل !، خوفاً عليّ من لفحةِ بردٍ أرْدَتني أختُها طريحَ الفراش لعدّة أيامٍ .. قبل أيام !.
ما أن خرجت من البيت حتى غمرتني ( ذُكاءُ) بكل بهائها وسَناها ودفئها ، وفوجئت بيوم جميل ، تملؤه وتُظلّله نسائم ربيع يندفع بكل عنفوانه وحيويّته ، شمسٌ ضاحكةٌ تبعث الدفء بمن يستحقّ ومن لا يستحقّ ممن خلق الله !، وتهزأ بمن لا يعرف قدر الإنسان وقوّته ، فيتوهّم ..ثم يتشبّث بمخلوقاتٍ هزيلةٍ مؤقّتةٍ لا تدوم لحظات من عمر الشمس ، وينسى الصَمَد خالق كل شيء !.
رجعتُ القهقري وأنا أرفع ما على رأسي من حِمْل ، ثم أخلع المعطف الثقيل الذي يُذكّرني بعباءة الأعرابي التي كان يلبسها في الجمعة والعيدين ... !، أسرعتُ بلبس (جاكيت) وخرجتُ قبل أن تتحوّل دهشة الأهل إلى سين وجيم !.
الطريق إلى باب الجديد يمرّ بشارع الغزلاني الذي يمتدّ جنوباً إلى المطار ومعمل السكّر وألبو سيف...وهو شارع له تأريخ حافل ، فقد كان شريان الموصل الرئيس أيام كان المعسكر في شبابه وكان معمل السكر ومجمّعه السكني الجميل في نشاط لا يفتر...أيام كانت زراعة البنجر تحصد ذهباً ، ذهب مع من ذهب !.
أخذت الإتّجاه الآخر ، مررت بجامع الإحبيطي الذي يقابل ساحة السجن القديم التي تبدو كخلية نحل ، بحركة البناء وضجيج ماكنات اللحيم وغيرها ، إتّجهتُ بعدها شمالاً إلى باب الجديد !.
إلتقيت بصديق ، في محلّه أمام نادي الفتوّة الرياضي العتيد ، جلست عنده نفَتّشُ في دفاترنا القديمة ونسعد بتذكّر مواقف كاد يعفو عليها الزمن ، محلّه مُزدحم بمواد مستعملة ، دواليب كراسي مناضد أدوات مطابخ وحمّامات ، فوجئت بإنعكاس صورتي وصاحبي على مرآةٍ قديمة مركونة ، أدهشتني صراحتُها ووضوحُها ! وذكّرتني بالصديقُ المخلصُ : مرآةُ صديقه ! .
تدافعت أفكار كثيرة...
أهذه الأمتعة بقايا ورُكام أحلام وآمال وحيوات !...
أهي نهايات أم بدايات !!...
أهي بداية حياة سعيدة أبت إلاّ أن تبدأ بجديدٍ يلائم جِدّة قلوبها وشبابها !!، فباعت القديم بلا أسفٍ ولا ندم ! .
أم أنها إيذاناً بنهاية حياةِ صفاءٍ ووئام واجتماع.. عُكِّرتْ ! فإنتهت هنا يقلّبها الشريف والوضيع ! وأصحابها مبعثرون في الأرض يقلّبهم الزمان كيفما شاء ، والحسرة تملأؤهم على أيام هذا المتاع !!.
أكملتُ مشواري وقد تيقّنت أن كل نهايةُ هي : بداية...بداية !!.
وكم هو مرعبٌ ومُخيف أن يظنّ الإنسان ويعتقد أن النهاية هوّةٌ سحيقة لا قرار لها !! ، وهنا الضياع والرعب الأكبر الذي يجعل الكثيرين يعبّون من الحياة بكل قواهم قبل النهاية النهائية المظلمة...كما يظنّون !.
وصلتُ دورة باب الجديد ، ومن (نهاية) شارع الفاروق ، أطلّ موكبُ عرسٍ بهيج يؤذن بـ (بداية) حياة جديدة ، ومن جهة (باب لكش) و (الثلمي) كان موكب تشييع حزين صامت ، تقابل الموكبان ، سكتت كل الزغاريد والأصوات ، وقف موكب (البداية) باحترام ليفسح المجال لموكب (النهاية) ، منظرٌ مَهيبٌ يختصر حِكَماً ومناقشات كثيرة !.
تذكّرت ما ذهبت لأجله ، فاتّجهت إلى سوق اللحم المجاور ، وقفت أمام دكان تزدحم على واجهته لحوم طازجة ، لعجول وخراف تَفَنّنَ في حُسن عَرْضِها صاحبُها المتمرّس ، سلّمتُ عليه ، فردّ بحرارةٍ ، وَوُدّ راكَمَتْهُ بيننا سنون طوال ، كَبُرت إبتسامتُه وهو يقول : قبل دقائق كُنت على بالي !، عندي لك لحم ضأنٍ ممتاز.. مع باجته ! ...
نهاية تؤذن ببداية لذيذة !!!.
ربّ اجعل ( نهاية ) حياتنا ( بداية ) سعادة أبدية لا نهاية لها...
في جنّتك وفي ظلّ رحمتك ورضوانك ....
*الصورة بعدسة الاستاذ خير الدين الدباغ 10-3-2015

في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل 10155513_1064664153560546_5228821828020888597_n
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في الطريق إلى باب الجديد...في الموصل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الاخبار العامة والسياسية General and political news :: منتدى المنبر السياسي والحوار الهادئ والنقاش الجاد الحر Political platform & forum for dialogue & discussion-
انتقل الى: