صابئة ميسان يتعمدون بالماء استعدادا لرأس السنة المندائية

صابئة ميسان يتعمدون بالماء استعدادا لرأس السنة المندائية

19/07/2010

احتشد العشرات من أبناء طائفة الصابئة المندائيين في محافظة ميسان صباح اليوم الاثنين في المعبد الديني (المندي) المطل على نهر دجلة بمدينة العمارة لأداء طقوس التعميد استعدادا للاحتفال بالعيد الكبير (دهوا ربا) الذي يمثل نهاية السنة المندائية واستقبال السنة المندائية الجديدة ويستمر ثلاثة أيام

وقال رئيس مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين في ميسان بدر جاسم حمادي لمراسل وكالة العراق بيتنا: "ان أبناء الطائفة يتعمدون اليوم بالماء الجاري لنهر دجلة تبركا بالعام الجديد كما ستهيئ العوائل المندائية قوتها من المواد الغذائية وتنظيف بيوتهم وحاجياتهم وقبل العيد بيوم واحد ويسمى يوم /كنشي وزهلي/ أي النظافة والاجتماع ويقومون بخزن الماء والطعام واستعمالهما على مدى ليلتين تكرص فيها وتستغرق 36 ساعة متواصلة تبدأ من قبل غروب الشمس حتى مطلع صباح يوم جديد.
وأضاف حمادي: "ان هذا العيد يمثل أهمية خاصة في نفوس طائفة الصابئة المندائيين فهو يوم مقدس تنتصر فيه قيم الخير على الشر ومعالم النور على الظلام التي أرادت بالإنسان الشر والهوان ولذلك يتوجب على المندائيين في عيد الكرصة بالطهارة القصوى وتجنب التلوث إلى أقصى حد طوال وقت الكرصة حيث تحلق الأرواح النورانية في ملكوت العالم العلوي برحلة قدسية تبدأ قبل غروب الشمس حتى مطلع صباح يوم جديد عرفانا بقدرة الخالق العظيم.

واوضح حمادي: "انه بعد انقضاء فترة الـ (36) ساعة من الكرصة يخرج الصابئة إلى المندي لتبادل التهاني واستقبال المهنئين من أبناء الطائفة والطوائف الأخرى.
وطالب حمادي وزارة المالية بتمليك مبنى المندي الذي شّيد على ارض تابعة للدولة حيث سبق وان وافق محافظ ميسان على مفاتحة وزارة المالية لتمليك الأرض المشيد عليها المندي الى مجلس شؤون طائفة الصابئة المندائيين.
ويقول مؤرخ شؤون الطائفة في ميسان ناصر عامر: "كان المندائيون سابقاً يجتنبون لمس أي شيء غير طاهر، حتى أطفالهم الذين لم يصطبغوا، او من تعرض لنضح دم أو نجاسة وما الى ذلك، ولهذا فهم يتناوبون الحراسة وهم في يقظة تامة طوال ليلتي الكرصة،

يذكر ان الصابئة المندائيين من سكان العراق القدماء ترتبط أهم طقوسهم الدينية المصباتا (الصباغة)، بمياه الأنهار الموجودة بكثرة في جنوبي العراق، وهو الفعل الذي اشتق منه اسم الصابئة، لذلك تركز وجودهم في الجنوب.
فيما تشير كتبهم الدينية إلى أن (الطيب) المنطقة الموجودة شمال شرق مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان هي عاصمتهم الدينية.//
تقرير: ماجد البلداوي ميسان (إ ب ا)-

وكالة العراق بيتنا