اقتباس : رحلة الحياة، تأخذنا في متاهات وصعوبات وأحياناً قليلة راحة ومسرات، وتلتقي مع أناس وأشخاص، منهم من يمر بحياتك مرور الكرام ومنهم من يترك بصمة بتصرفاته وأفعاله أو أقواله أو بهم جميعاً... واليوم أًرثي لكم أحد أولئك الأشخاص الذين قلما يجود الزمان مثلهم، إنه المغفور له نجيب قونجا الذي إنتقل الى الأخدار السماوية يوم السبت 4/25/2015 عن عمر ناهز السبعين عاماً قضاه في العمل الطيب والخير... تعرفت على هذا الشخص (النجيب) قبل عدة أعوام، يأسرك فيه تواضعه الجم وهدوئه المحبب وبساطته المتناهية وعمله بصمت لشعبه وأبنائه وإخوته الكلدان هنا في وطن الحرية الجديد وهناك في الوطن الجريح أو في بلدان الإنتشار، كان المرحوم رجل أعمال ناجحاً متفوقاً وعضواً في لجنة الإبرشية الكنسية لعدة سنوات ومن الأعضاء البارزين في أخوية فرسان كولومبوس وعضو الهيئة الإدارية للنادي الكلداني الأمريكي ومساهم ومتبرع بسخاء لكل نشاط أو فعالية تهم كنيستنا وشعبنا ومواطنينا الكلدان بسرية تامة ودون أن تعرف اليد اليسرى ما تفعله اليد اليمنى... كم من المرات إستقبل في بيته العامر إخوته وأبنائه اللاجئين الكلدان الهاربين من بطش الحكام والزمان ويصطحبهم من الحدود أو من المطار ويعينهم في خطواتهم الأولى في الإستقرار ويتابعهم دائماً وهؤلاء أصبحوا له عائلة كبيرة ثانية يفتخر بها في هذه المدينة وغيرها، لقد كان آخر نشاط له في باحة الكاتدرائية يوم الأحد قبل أن يفاجئه المرض في تنظيم وتوزيع إستمارات برنامج تبني عائلة واحدة من المُهجرين... لقد ترك هذا (النجيب) عائلة كبيرة من الأبناء والأحفاد وترك عقيلته السيدة المصون برناديت قونجا التي آزرته وساندته في كل مراحل حياتهما المشتركة وكانت له الحضن العائلي الدافيء، الزوجة والأم والأخت والصديقة في دروب الحياة في صعوباتها وأحزانها وفي أتراحها ومسراتها... وداعاً أيها الكلداني الأصيل... وداعاً أيها الرجل المؤمن... وداعاً أيها الرجل الكريم... وداعاً أيها الصديق الذي سيفتقده أصدقائه كثيراً... وداعاً أيها الزوج والأب والأخ... وداعاً يقولها لك كل من عرف خصالك... وداعاً أيها النجيب (نجيب) أسمٌ على مُسمى... وداعاً أيها الفارس الذي ترجل... وداعاً والى الأخدار السماوية يارب... وداعاً نجيب قونجا...