كرة القدم كانت في البداية لعبة وهواية، ثم تحولت الآن لتجارة واقتصاد وعلم يقوم على أدق التفاصيل، هي تغيرت إلى حد فاق كل التوقعات، ومع هذه التغييرات نسينا جانباً مهماً من حياة اللاعبين، هذا الجانب هو “أنهم بشر!”.
قرأت سابقا تصريحاً لمهاجم بايرن ميونخ إيفيكا أوليتش عن مسألة تجديد عقده وهو التصريح الذي أوحى لي بفكرة هذا الموضوع، فلأول مرة اقرأ من لاعب كرة كلاما بهذه الصراحة “لدي أسرة ولدي أطفال في المدارس، أريد أن أعرف في أي مدرسة يجب تسجيلهم”، هم يسجلون أبناءهم في المدارس مثلنا تماماً؟…هكذا كان سؤالي، الأندية والصحافة تنسى هذا عند التعامل مع النجوم، فنحن نرى أوليتش مجرد مهاجم يحتاجه فريق كذا وكذا، وننسى أنه انسان له علاقات أخرى وأبناء وأهل.
اللاعب السفاح كما يحب محبيه تسميه يونس محمود، صاحب 34 عاماً لديه حياة خاصة يعيشها حاله حال كل اللاعبين ولكن حالته تكاد تكون بسيطة جدا بالرغم من نجوميته الكبيرة فهو يكون في قمة سعادته وهو مع اصدقائه الذين كانوا معه منذ الصغر فهو يتردد على المقهى ليلا ويلعب مع اصدقائه "الدومنة" و"الطاولي" هذه اللعبتين المفضلة لديه اينما ذهب حتى في معسكرات المنتخب الطويلة وتحتاج الى تفكير وتركيز مثما يكون في الملعب اكثر اللاعبين تركيزا.
عندما نذكر أن هؤلاء اللاعبين بشر… عندما نذكر أنهم مثلنا وأن أصلهم طين ومرجعهم تراب….فإن كرة القدم سيصبح لها طعم أجمل وسنفهم الكثير الكثير مما يجري من حولنا، فالمسألة ليست أرقام وحسب!
في النهاية، انتظرونا في الحلقات المقبلة ولاعب اخر.