الحشد يستعين بمستشارين ايرانيين و4 آلاف مقاتل سني في معارك شمال تكريت
الثلاثاء 26 ـ 05 ـ 2015
المدى پررس / بغداد
يرافق مستشارون ايرانيون متخصصون في حرب الشوراع فصائل من الحشد الشعبي تخوض معارك في شمال تكريت ،
وتساعدهم في الحفاظ على مصفى بيجي، وهو المنشأة النفطية المهمة ، والتي خسرتها القوات العراقية لاكثر
من مرة واعادت السيطرة عليها ، وفق كلام مسؤولين محللين .
ولا تجد العشائر السنية التي تقاتل هناك الى جانب الحشد الذي يقوده زعيم منظمة بدر هادي العامري والقوات العراقية
مانعا في تواجد هؤلاء المستشارين الى جانبهم في الحرب ضد " داعش " ، حيث تزج القبائل بنحو 4 آلاف
من متطوعيها في معارك حاسمة، بحسب وصف المعنيين بالشأن الامني ، لتحرير كل المحافظة من التنظيم المتطرف .
ويبدو من سير المعارك ان الصراع على ( مصفى بيجي ) قد حسم مؤخرا، بين القوات الحكومية وتنظيم " داعش "
لصالح القوات العراقية ، التي تقول اطراف قبيلة مقاتلة في المحافظة بأنها باتت " تحت السيطرة الان " ،
فيما تتجه الانظار نحوبلدة صغيرة تعتبر مركز نفوذ المسلحين والنقطة الاهم
في امداد التنظيم بالسلاح وبالعناصر لارتباطها بمنطقة وعرة وصحراوية تتصل في نهايتها بسوريا .
والبلدة التي تدعى بـ " الصينية " لا تبعد اكثر من 10 كم عن بيجي ، وتقول عشائر في تكريت
بانها وقعت تحت سيطرة المسلحين قبل اشهر من سقوط الموصل في 10 حزيران الماضي ،
ويحظى المسلحون داخلها بدعم من السكان المحليين .
واعلنت هيئة الحشد الشعبي ، عن انطلاق عمليات ( لبيك ياحسين ) لتحرير مناطق من شمالي محافظتي
صلاح الدين والانبار من سيطرة تنظيم ( داعش )، وفيما أكدت أن تلك العمليات ستستكمل ماحققته عمليات
( لبيك يا رسول الله ) ، اشارت إلى أن عمليات تطهير مصفى بيجي من عناصر التنظيم " مستمرة "
وسيحرر بشكل كامل خلال الايام المقبلة .
بلدات صغيرة وخطرة :
يقول منير الصالح وهو عضو مجلس في محافظة صلاح الدين ان " العمليات العسكرية الجارية في المحافظة
منذ ايام تهدف الى تحرير قضاء بيجي بشكل كامل ومنطقة الصينية التي تعد مركزاً مهماً لتواجد المسلحين " .
بالمقابل يشير الصالح في تصريح لـ " المدى " الى ان هناك " عمليات اخرى تجري في مناطق شمال غرب الدجيل ،
في بلدةتدعى ( سيد غريب ) " ، وهي بلدة صغيرة خالية من السكان تقريبا ، وترتبط مع الانبار عبر مناطق صحراوية ،
وتعد مركزاً للهجوم على قضاء الدجيل، جنوب سامراء ، حيث لم تؤمن القوات الحكومية طوال الاشهر الماضية
سوى الشارع العام فقط .
والهجوم على ( سيد غريب ) هو جزء من حملة عسكرية تستهدف منطقة اخرى تقع الى الجنوب من البلدة الاولى
وهي ( الاسحاقي ) ، وهي اولى المناطق التي سقطت بيد " داعش " في المحافظة بعد يومين من سقوط الموصل
في الصيف الماضي ، ويضيف الصالح ان " تلك المناطق الخطرة لايوجد فيها سكان ، واغلبهم نزحوا الى احياء قريبة " .
بالمقابل يتحدث الصالح وهو احد شيوخ العشائر في صلاح الدين تعليقا على اخبار تسربت بوجود
قوات خاصة ايرانية تقاتل الى جانب القوات العراقية لاستعادة مصفى بيجي بان " الامر غير صحيح ،
لكن يوجد مستشارون ايرانيون الى جانب بعض الفصائل التابعة للشحد الشعبي " .
ويقول الصالح ان هؤلاء المستشارين " متخصصون في رسم الخطط العسكرية وقتال الشوراع " ،
كما اكد ان العشائر التي تقاتل هناك لا تجد حرجا في وجود الايرانيين .
ونفت وزارة الخارجية الايرانية ، الثلاثاء ، ارسال طهران اسلحة وقوات للعراق لاستعادة مصفى بيجي .
وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الاميركية ، قالوا ان قوات ايرانية من النخبة ستدخل العراق اللقيام
بدور هجومي لتحرير مصفاة بيجي ، وبأن القوة صغيرة تمتلك من المؤهلات القتالية الكثير فضلاً
عن دخول فصيل من المدفعية والاسلحة الثقيلة معها ، سيتمركز في الخطوط الخلفية كدعم لتلك القوة القتالية .
مصفى بيجي مرة اخرى :
وبقى الاميركيون قلقون بشأن سيطرة مسلحي " داعش " على مصفاة بيجي ، لانها توّفر الاموال الطائلة للتنظيم
لممارسة نشاطه في العراق ، لكن احد ابرز الزعماء القبليين الذي يقاتل اتباعه الى جانب القوات الحكومية
يقول ان " مصفى بيجي اصبح تحت السيطرة ، وبأن القوات تعد اطواقا عسكرية لتامينة بالكامل " .
ويضيف الشخصية العشائرية البارزة في صلاح الدين مروان الجبارة في تصريح لـ " المدى " بأن " العميات العسكرية
التي تجري في شمال تكريت ، جاءت لتحرير قضاء بيجي ، الذي مازالت احياء صغيرة فيه تحت قبضة المسلحين " ،
فيما يشير الى ان " العمليات تجري بالتزامن مع تحركات لعمليات تجري للهجوم على منطقة الحويجة ، التابعة لكركوك " .
ويكشف الجبارة عن ان العمليات العسكرية يشارك فيها نحو 4 آلاف من المقاتلين السنة ، من قبيلة الجبور
والجيسات ( القيسيين ) ، فضلا عن قبائل اخرى من شمر التي تسكن منطقة الشرقاط التي مازالت تحت سيطرة التنظيم .