بعد مقتل "أبو سياف الداعشي".. القوات الأمريكية تحتجز جاريته الإيزيدية

عقب مقتل "أبو سياف"، القيادي البارز في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، احتجز القوات الأمريكية في إحدى قواعدها في العراق، السبية الإيزيدية التي اتخذها أبو سياف، جاريةً له.
وقٌتل أبو سياف في إحدى العمليات التي تشنها قوات التحالف الدولي، في شرقي سوريا، الجمعة الماضي، وهو من أبرز المسئولين عن إدارة الموارد المالية للجماعة الإرهابية.

فيما كشف ممثل الديانة الايزيدية في العراق والعالم برين سعيد تحسين بك، أن الفتاة الايزيدية التي كانت برفقة أبو سياف عند مقتله، نُقلت إلى عاصمة إقليم كردستان العراق مدينة أربيل، موضحًا أن الفتاة الإيزيدية محتجزة لدى القوات الأمريكية على ذمة التحقيق، في محاولة للتوصل إلى معلومات حول مصير الإيزيديات الأخريات اللواتي تم بيعهن من قبل "أبو سياف" وزوجته، وبالطبع معلومات حول خطط تنظيم "داعش".
وأشار تحسين بك إلى أن الجانب الأمريكي تعهد بتسليم الفتاة لممثلي الطائفة الإيزيدية فور إنهاء التحقيق معها، لإعادتها إلى ذويها.
كانت زوجة الإرهابي أبوسياف وهي عراقية من مدينة الموصل، شاركت في بيع الايزيديات العراقيات لعناصر "داعش"، هي الآن معتقلة في سجن مطار بغداد الدولي.
كشف هشام الهاشمي الباحث العراقي المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، عن هوية القيادي في تنظيم "داعش" المتشدد في سوريا والعراق الذي قتل في العملية العسكرية الأمريكية، يوم الجمعة، المعروف بأبي سياف، واعتقلت زوجته التي كانت تلقب باسم أم سياف.
وأشار الكاتب العراقي إلى أن القيادي في "داعش" المعروف بأبي سياف، والذي لقي مصرعه ليل الجمعة في عملية عسكرية أمريكية، يدعى "نبيل صادق أبو صالح الجبوري"، وهو مساعد مقرب من المتحدث باسم التنظيم المتطرف "أبو محمد العدناني".

من جانب آخر قال المسئولون في الولايات المتحدة الأمريكية، حسب CNN: إن الرجل الذي قتل في العملية العسكرية كان المسئول عن تنظيم قطاع النفط والغاز لدى تنظيم "داعش" الإرهابي، ويعرف بأبي سياف، فيما يطلق على زوجته اسم أم سياف، وأضاف المسؤلون أن العملية كانت تستهدف اعتقاله، ولكنه قتل خلال الاشتباك الذي وقع أثناء العملية.
وقال آشتون كارتر وزير الدفاع الأمريكي: إن مقتل القيادي بداعش الملقب بـ"أبو سياف" هو صفعة قوية للتنظيم الإرهابي، مضيفًا أنه أمر بتنفيذ العملية، بناءً على تعليمات من الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وأضاف كارتر أن أبو سياف كان أحد المشاركين في قيادة العمليات العسكرية لتنظيم "داعش"، كما كان له دور في إدارة العمليات المالية للتنظيم، وأن زوجته كانت تُلقب بأم سياف، وتم اعتقالها خلال العملية وتم نقلها إلى العراق.. كان لها دور هي الأخرى ضمن قيادة التنظيم.
من جانب آخر أكد مسئول أمريكي رفيع، أن القيادي في تنظيم "داعش" المتطرف المُلقب أبو سياف، الذي قُتل في عملية نفذتها وحدة من القوات الخاصة في عمق الأراضي السورية ليل الجمعة، كان يحمل الجنسية التونسية.
وأضاف أنهم قاموا بإبلاغ الحكومة التونسية بشأن العملية التي جرى تنفيذها في أحد الحقول النفطية بالقرب من مدينة دير الزور، شرقي سوريا، وأسفرت عن مقتل 10 على الأقل من مسلحي التنظيم المتشدد.
كان نشر ناشطون في المعارضة السورية، الأحد الماضي، معلومات عن مقتل القيادي بداعش "أبو سياف" في أول عملية إنزال ناجحة للقوات الخاصة الأمريكية في سوريا، أكدت تفاصيلها مصادر وزارة الدفاع بواشنطن.

تحت عنوان "تقرير حول الإنزال الأمريكي في حقل العمر النفطي"، قالت لجان التنسيق المحلية: إن العملية بدأت عند الساعة الواحدة بعد منتصف ليل السبت بتوقيت سوريا، بتحليق لطائرات التحالف.
بعد ساعتين تقريبا، أنزلت مروحية أمريكية مجموعة من الجنود الذين خاضوا مواجهات مع مقاتلي تنظيم الدولة، أسفرت عن مقتل أبو سياف، الذي وصف بـ"مسئول النفط في داعش"، ومتشددين آخرين.
حاول عناصر داعش، استخدام نساء وأطفال كدروع بشرية في حقل العمر، إلا أن الجنود الأمريكيين "تمكنوا من فصل الأبرياء وقتل نحو 12 مسلحًا من التنظيم المتطرف"، أبرزهم أبو سياف، وهو تونسي.
وجرى تبادل إطلاق النار من مسافات قصيرة جدًّا وحصل التحام بين المسلحين من الطرفين؛ الأمر الذي يفسر مقتل القيادي رغم أن توجيهات الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كانت تقضي باعتقاله.
أسفرت العملية، التي جرت تحت إشراف أوباما وبالتنسيق مع السلطات العراقية ودون علم دمشق، عن تحرير شابة إيزيدية كان أبو سياف وزوجته "يستعبدانها"، على ما قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، برناديت ميهان.

تواجه نحو 3 آلاف فتاة وامرأة إيزيدية أشد صور العنف الوحشي على أيدي عناصر "داعش" في العراق وسوريا.
ومنذ سيطرة التنظيم الإرهابي على منطقة الإيزيديين في جبل "سنجار" وغيره، في أغسطس الماضي، أدخل الدواعش الإيزيديات في الإسلام بالاغتصاب والإكراه، واتخذهن جاريات يُتاجر بهن في أسواق العبيد العائدة بتاريخها إلى عصور الجاهلية والرقيق، وذبح رجالهم وأطفالهم.
كانت إحدى السيدات تدعى "أم سمية المهاجرة"، التي انضمت للتنظيم، كتبت مقالًا، تحت عنوان "سبايا أم عاهرات؟" زعمت فيه أن النساء اللواتي تعرضن للسبي على يد عناصر التنظيم دخل عدد منهن الإسلام بإرادتهن وبعضهن أصبحن حوامل، معتبرة أن السبايا أفضل من العاهرات الموجودات في الدول الغربية، "دول الكفار". 
أعربت عن انزعاجها من أنصار التنظيم الذين هاجموا "السبي" واعتبروه اغتصاباً للنساء، مشيرة إلى أن عدداً من أنصار التنظيم بمجرد أن ركزت وسائل الإعلام على حادثة سبي الإيزيديات هاجموا هذا الفعل وأنكروه.
والغريب أن "أم سمية" أبدت فخرها بقيام "داعش" بسبي العديد من النساء، قائلة: "قمنا بالفعل بالقبض على نساء الكفار وسقناهم بحد السيف كالغنم"، وتابعت "إبداعاتها" متعهدة بإقامة سوق للنخاسة.
وكان التنظيم الإرهابي نشر وثيقة يعلن فيها عن أسعار السبايا اللاتي وقعن في قبضته، وتضمنت الوثيقة سعر المرأة الإيزيدية والمسيحية البالغة من العمر 30 إلى 40 سنة يصل إلى 75 ألف دينار (60 دولارًا أمريكيًّا)، أما الأعمار من 20 إلى 30 فيبلغ 100 ألف دينار (85 دولارًا أمريكيًّا)، ومن 10 أعوام إلى 20 تبلغ قيمتها 150 ألف دينار (125 دولارًا أمريكيًّا)، أما الطفلة من عمر سنة 9 سنوات فكانت الأعلى ثمنا فهي بـ200 ألف دينار (170 دولارًا أمريكيًّا).
وقام التنظيم الإرهابي بتوزيع منشورات تخص السبايا وجواز التمتع بهن، وإمكانية جمع الأختين على فراش واحد أو السبية وعمتها أو السبية وخالتها.