* هيثم ، أنس ، ولؤي ... يـا أيهـا الفرسان الذين ترجلتم عن صهوات جيـادكم الأصيلة مكرهين*
هـا هي فرق الموت تعود الى بغداد ومدن عراقية أخرى من جديد وأيـادي أرهـابييهـا القتلة الآثمة تقترف جريمة جديدة وتقتل ثلاثة من أبنـاء الطـائفة المندائية في محلة الطوبجي ،، السلام ،، ببغداد وهم امنون في محلهم التجاري ،، صياغة ،، قبل أن تجف دمـاء الشهداء وتندمل جراح الجرحى في الجولات الاجرامية السابقة في بغداد ، والموصل ، وكركوك ، ومدن أخرى وينظم المواطنون هيثم حميد خضير ، أنس هيثم حميد ، ولؤي أسعد حميد الى قـافلة شهداء العراق المحتل الجريح ، وبهذه المنـاسبة الأليمة ليسى لنـا الا نقول لأحبائنـا في مدينة دار السلام الأكارم ...
أنه طريق الآلام وينبوع الدموع يـا أبناء شعبنـا المظلوم الذي فرض عليكم بالقوة منذ غزو وأحتلال وطنكم الحبيب ، فبدل الديموقراطية والرفاهية التي وعدكم بهـا الغازي المحتل جلب لكم العنف والأرهـاب والدمـار بكل أشكاله ، ففي كل يوم جديد يسقطون شهداء جدد لينظموا الى قـافلة شهداء العراق الذين يروون بدمـائهم الزكية أرض الرافدين الطاهرة ويكتبون بهـا سفر العراق ليولد من جديد حرا مستقلا موحدا كمـا كـان على مر الزمن ، وهـا هم المواطنون الأبريـاء من أبنـاء بغداد الحضارة يسقطون شهداء ليلتحقوا بتلك القافلة الكبيرة من شهداء العراق الأبرار ، نتيجة عملية أجرامية خسيسة للأرهـابيين الذين جـاء بهم المحتل من كل حدب وصوب .
فبـبـالـغ الأسى ومزيد الأسف تلقينـــا نبــأ أستشهاد هذه النخبة الخيرة من أبنـاء الطـائفة المندائية أحد المكونـات الأصيلة للشعب العراقي الأبي ، نشاطركم الأحزان بهذا المصاب الأليم سائلين الباري عز وجل أن يتغمد الفقداء الغالين الثلاثة برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جنـاته ويلهمنـا ويلهمكم جميعـــا جميل الصبر والسلوان ، رافعين الأكف مبتهلين اليه تعالى أن لا يريكم اي مكروه ويحفظكم من كل سوء انه سميع مجيب .
ألا شلت الأيدي الخبيثة التي أطلقت عليهم تلك الرصاصات القاتلة وقضت عليهم وهم امنون في محلهم التجاري ،، صياغة ،، في محلة الطوبجي ،، السلام ،، ببغداد في يوم ربيعي جميل ، حيث تمت تصفية مئات الأشخاص من أبنـاء هذه الطـائفة المسالمة منذ غزو واحتلال العراق .
يقول أحباء الشهداء الثلاثة ... هيثم ، أنس ، ولؤي ...
يـا أحبـاؤنـا .... أيهـا المسافرون عبر السحاب الراحلون الى مـا وراء الغمـام في السماء العليـــا ، كيف مضيتم سريعـا دون وداع ، ولمـا غادرتمونـا بهذه العجالة وأنتم في عز الشباب ومقتبل العمر ، وشجرة حياتكم الخضراء المثمرة في قمة عطـائهـا .
لقد ذهبتم يـا أحبـاء وتركتم في النفوس لوعة ، وفي القلوب غصة ، وفي العيون دمعـا وخاصة لدى من شارككم الحلوة والمرة طيلة حياتكم عائلاتكم الكريمة ورفـاقكم ومحبيكم ، لكنكم رغم بعادكم عنـا فأنتم تعيشون معنـا ، وفي أفكارنـا ، وفي أحلامنـا ، وفي ضمائرنـا ، نذكركم مع الأصيل ، ونراكم عند الفجر بسمة حلوة في أفواه الأطفال الصغار ونسمعكم نشيدا شجيـا مع تراتيل الأبرار والصديقين في الفردوس السماوي .
فناموا قريري العيون في مثواكم السرمدي يـا قرة أعيننـا ، ومهجة قلوبنـا ، وتـاج رؤوسنـا ، ولتسعد أرواحكم الطاهرة في عليائهـا فمـا هذه الدنيــا الا دار فناء وزوال .
فوداعـا يـا أحباؤنـا الغالين وداعــا ...
كنـا نتمنى أن نكون معكم في الوطن الحبيب ،، العراق ،، وأنتم تودعون الشهداء الأبرار الى مثواهم الأخير ليواروا الثرى في بغداد أرض الآبـاء والأجداد قرب أضرحة الشهداء الأبرار ، لنشارككم ونعزيكم ونخفف عنكم بعض الألم ، ولكننـا للأسف الشديد نعيش في الغربة المقيتة بعيدين عن الوطن المفدى الاف الأميـال , اه ... اه ... اه كم هي مريرة لحظات توديع الاحباء الوداع الاخير لاسيما حينما يكونون شهداء أبرار ورموزا مفيدة ومعروفة في العائلة والمجتمع والوطن , ولكنها ارادة الله جل جلاله ولا راد لارادته تعالى .
أدامكم الله بخير برعايته الألهية ذخرا وملاذا لشعبكم الكريم ، ويجعل هذا المصـاب الأليم خـاتمة أحزانكم .
ونطلب منه تعالى أن يمن بالشفـاء العاجل على الجريحين .. أسعد هاني ، وفراس شاكر غليم ... ويسبغ نعمه السماوية على عائلتيهمـا ومحبيهمـا لتحمل هذا الحادث الجلل والمصاب الأليم .