الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: الإستيلاء على منازل المسيحيين في كركوك بالعراق السبت 1 أغسطس 2015 - 11:37
كركوك (العراق) في 31 يوليو /إم سي إن/ كشفت مصادر مطَّلعة في مركز محافظة كركوك، "وجود إستيلاء على منازل المسيحيين في المدينة من قبل أشخاص متنفِّذين ينتمون إلى أحزاب وتيارات مختلفة". وقالت المصادر في حديثها للوكالة، اليوم، "أن العشرات من منازل المسيحيين في كركوك، تمَّ الإستيلاء عليها بعد أن هاجر أصحابها العراق بعد الإجتياح الأمريكي في 2003".
وأضافت المصادر "قيام أشخاص، مدَّعين بملكية أربعة منازل تعود للمسيحيين المهجَّرين من خلال وثائق مزوَّرة، بهدمها وتحويلها إلى ساحات لوقوف السيارات، قبل أيام".
وفي ذات السياق كشف مسؤولون وناشطون مسيحيون، وجود مئات التجاوزات على أملاك ومنازل المسيحيين في العاصمة العراقية "بغداد"، وعدد من التجاوزات الأخرى في محافظة البصرة أقصى جنوب العراق، وتجاوزات في محافظة نينوى المحتلة من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي. وكان البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانية، قد أعلن مؤخرًا "وجود إستيلاء على أملاك ومنازل المسيحيين في العاصمة العراقية بغداد ومحافظات أخرى من خلال عقود مزوَّرة"، مطالبًا "الحكومة العراقية التحقيق في الموضوع ومحاسبة المتورِّطين والموظَّفين الفاسدين، وإعادة الأملاك إلى أصحابها".
كما كانت كتلة الرافدين المسيحية في مجلس النواب العراقي، قد أعلنت على لسان النائب عماد يوحنا، "وجود ميليشيات خارجة عن القانون وأحزابًا دينية، لم يسمها، بالإستيلاء على منازل المسيحيين وخطفهم وتهديديهم في العاصمة بغداد وكركوك"، معتبرًا أن "ما يجري للمسيحيين يرتقي إلى التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي". وأكَّد يوخنا أن "رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وعد بإيقاف كل هذه التجاوزات، وإعادة البيوت إلى أصحابها، إلا أنه لم يفِ بذلك على الرغم من المناشدات العديدة من قبل المرجعيات الدينية المسيحية"، داعيًا جميع المرجعية الدينية في العراق "بوقف الاعتداءات والتجاوزات وإصدار فتوى تحرم إستملاك بيوت المسيحيين عنوةً".
وفي ذات السياق كان "رئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود أعلن، في 30 كانون الثاني 2014، "إتِّخاذ إجراءات صارمة بشأن ملف الاستيلاء على عقارات المسيحيين"، مؤكِّدًا "أن القضاء يتابع بسرعة وحرص هذا الملف". ورغم الوعود الكثيرة من رئيس الوزراء العراقي، ورئيس القضاء الأعلى، بمتابغة ملف الإستيلاء على ممتلكات المسيحيين، لم يتمّ إتّخاذ إجراءات قانونية بحق المجرمين، وإعادة الممتلكات إلى أصحابها.
وكان المسيحيون العراقيون، قد تعرَّضوا إلى هجمات منظَّمة من المتشدِّدين الإسلاميين بعد عام 2003، راح ضحيتها حوالي ألف شخص مسيحي، ولم تسلم دور العبادة من الأديرة والكنائس، حيث تمَّ إستهدافها ولأكثر من مرَّة، وكان أكثرها دموية، مذبحة كنيسة سيدَّة النجاة في بغداد في 30 تشرين الأول 2010، والتي راح ضحيتها أكثر من خمسين مسيحيًا من المصلِّين في الكنيسة.
وفي السادس والسابع من أغسطس الماضي، واجه المسيحيون أكبر عملية تهجير جماعية، بعد إحتلال تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" لمناطقهم التاريخية في سهل نينوى، حيث هُجِّر أكثر من "125" ألف مسيحي أغلبهم فضَّلوا إقليم كردستان، حيث يعيشون في مخيَّمات تفتقر لأبسط مقوِّمات الحياة الكريمة وفي ظروف صعبة للغاية، وقد ترك العراق حوالي عشرين ألف شخص منهم إلى دول الجوار لإتِّخاذها كمحطَّة ثانوية للهجرة، لحين منحهم حق اللجوء إلى إحدى الدول الأوربية أو الأمريكية أو أستراليا أو كندا من قبل منظمات الهجرة الدولية.