الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60486مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: د سيار الجميل : اصحاب اللحايا الجمعة 7 أغسطس 2015 - 0:15
د سيار الجميل :اصحاب اللحايا
06/08/2015
كتب لي احد الاصدقاء في صفحتي هو د. فواز الرفاعي ( من العراق ) على الخاص بأن هذا المنشور الاخير الذي كنت قد كتبته ونشرته على الفيس بوك قد جاء بمنتهى الانفعالية فكان غير متوازن ، واشكره على لباقته وادبه الجم واعتذاره على تطفله – كما قال - ، كما وانني اشكره ثانية لأنه أثار موضوعا جديدا كنت افكر به طويلا ، ولكنني اطمئنه بأنني كتبت " النص " وانا في منتهى العقلانية ، اذ اتساءل : متى كا...نت الخواطر شعرية كانت ام فكرية متوازنة في عالم متقلب ومتناقض في دواخله ؟ ومن العقل ان نقول بأن للكلمة حريتها ومسؤوليتها في آن واحد ! واذا كان جيل اليوم قد وجد نفسه امام كثرة من الملتحين الذين كانوا يحلقون وفجأة تحوّلوا الى اصحاب لحايا ، فان جيل الامس تربّى على اصول تربوية مدنية ، اذ كان يفترض بأي رجل بالغ ( باستثناء رجل الدين المعمم او مهما كان دينه في العراق او غيره ) في مجتمعاتنا المتمدنة ان يحلق لحيته يوميا في الصباح او مرتين في الصباح والمساء .. فمن المعيب قبل ثلاثين سنة ان يترك الرجل لحيته طويلة عسكريا كان ام مدنيا !! ويحّرم على العسكري ترك لحيته 24 ساعة بلا حلاقة .. والسبب كما كان يعرفه القاصي والداني ان الاصول تقضي بنظافة الوجه حفاظا على وجه الانسان من الاوساخ ، ولكي يريح جلد وجهه ويتمتع بقدر من المسحة الجمالية ، وان يكون حقيقيا لا مزيفا .. اليوم ، اختلطت الامور بين الدين والدنيا ، فهناك من يهذب لحيته ليبقي له سكسوكة عربية او يحددها على نحو جمالي لا دخل لنا بهذا وذاك اذا كان محتفظا بتقاليده المدنية او العشائرية ! ولكن ان يطلقها طويلة تعشش فيها الاوساخ وتغدو مرتعا للبكتيريا والاوساخ من اجل اغراض يؤمن بها او عدة اهداف يتاجر بها فهذا اسلوب غير متمدن ابدا .. ولكن الانكى من ذلك ان يبقيها لحية خفيفة ليلعب بها على الطرفين مثلما يفعل اولئك الذين يؤمنون بالاسلام السياسي في العراق سنة كانوا ام شيعة .. ، مثل هذا النوع منافق حقا ، ويزيدها البعض ( في مصر خصوصا ) طبع طرة سوداء على جبهته ليقال انها سيماه على وجهه من اثر السجود !! الحقيقة ان مجتمعاتنا متناقضة اليوم على اشد ما يكون التناقض ، وخصوصا في بلدان مثل ايران والعراق وسوريا والاردن ومصر يكثر فيها هذا النوع من البشر !!! ويقل في بلدان مثل تركيا ولبنان وتونس والمغرب فالأغلبية تحلق لحاها بما فيهم الرئيس التركي الاسلامي رجب طيب اردوغان وطاقمه !! وعليه ، فان العادة اجتماعية ووصولية وليست منزلة من السماء .. لقد انقسمت مجتمعاتنا منذ العام 1979 بين صنفين من البشر لتتشكل هويته بين ملتحين وغير ملتحين بين الرجال ، وبين محجبات وبين سافرات بين النساء ، والهوية سياسية اجتماعية معلنة قبل ان تكون دينية خفية .. وقد تفاقم التعصب ازاء هذا الانقسام بشكل مرير وتداعى الى حدوث مشكلات معقدة لا حاجة لمجتمعاتنا بها ابدا في مثل هذا الزمن ، خصوصا وان اصحاب اللحايا هم بشر مثلنا وليسوا بأناس مقدسين او ملائكة قد انزلوا من السماء .. تحياتي لكم جميعا ..