البيت الآرامي العراقي

 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Welcome2
 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Welcome2
 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

  الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Usuuus10
 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60487
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Empty
مُساهمةموضوع: الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية    الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Icon_minitime1الإثنين 10 أغسطس 2015 - 11:01

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

تشهد الأوضاع في سوريا اختراقات دبلوماسية وعسكرية وشعبية جديدة لمحظورات سابقة.
كان لافتا، على الصعيد السياسي، إعلان السعودية أخيرا عن زيارة قام بها ضابط الاستخبارات السوري الكبير علي مملوك إلى المملكة التقى فيها ولي وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان. وجاء الإعلان بعد أسبوع من تسريب أوساط محسوبة على النظام السوري للخبر، وتزامن مع زيارات قام بها وزير الخارجية وليد المعلم إلى روسيا وإيران وعُمان.
المملكة أوضحت أن اللقاء تمّ بناء على اقتراح روسيّ. وبيّنت لهجة المصدر السعودي عن انزعاج من استغلال دمشق للحدث، إذ اعتبرت أن «اللقاء أسقط القناع الذي يخفي وجه النظام السوري وتعرية رئيسه بشار الأسد أمام الروس».
وجاء الاتفاق الأمريكي الروسي المفاجئ الذي نتج عنه قرار لمجلس الأمن بالإجماع حول جرائم استخدام أسلحة كيميائية، وتصريح الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن وجود «بارقة أمل» في سوريا «لأن روسيا وإيران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لمصلحة الأسد»، ليرفع بورصة التكهنات حول انفتاح الطريق نحو حل سياسي في سوريا.
تشير الأحداث الأخيرة في سوريا حقيقة إلى أن الرياح «لا تميل لمصلحة الأسد» وهناك وقائع عديدة تدعم هذا. فبعد استيلاء فصائل المعارضة المسلحة على أغلب محافظة إدلب الشمالية، تساقطت أغلب قرى سهل الغاب في ريف حماه أمام تقدمها الجديد. وإذا استمر تقدم المعارضة فهي ستصل إلى تل يونس الذي يطلّ على ريف اللاذقية وتصبح «القرداحة»، مسقط رأس عائلة الأسد، في مرمى نيرانها المباشرة.
يضاف إلى ذلك صمود المعارضة أمام حملة تدمير شاملة لمدينة الزبداني وحصار يقوم به «حزب الله» مع جيش النظام، وتقدّم لفصائل معارضة أخرى على جبهتي داريا وجوبر، في ريف دمشق، مما أضاف ثقلاً إلى انتصاراتها في ادلب وحماه.
الحدثان الشعبيان البارزان كانا حصول مظاهرات في اللاذقية عاصمة الساحل السوري، وفي مناطق أخرى كالحي الشمالي وقرية بسنادا، وهي مسقط رأس العقيد حسان الشيخ، الذي قتله سليمان الأسد، ابن عمّ الرئيس السوري، قبل أيام، وكان شديد الدلالة استخدام الجمهور، وهو من الحاضنة الشعبية للرئيس، شعار «الشعب يريد إعدام سليمان».
الحدث الآخر الذي لا يقل دلالة هو خروج مظاهرات في غوطة دمشق الشرقية تندد بممارسات الفصيل المعارض «جيش الإسلام»، والذي باتت حواجزه تتصرف كحواجز النظام السوري. كما تحدثت أنباء عن قيامه بعمليات خطف واعتقال وقتل عديدة داخل المناطق التي يسيطر عليها، وهو ما يشير إلى تململ سكان هذه المناطق من ممارسات الاستبداد وانتهاك حقوق السوريين من أي طرف جاءت.
يأتي ذلك بينما وصلت إلى «القدس العربي» أنباء عن اعتماد «البيت الأبيض» استراتيجية قانونية جديدة ستسمح لواشنطن بالدفاع عن فصائل من المعارضة السورية وتوجيه ضربات جوية ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
أسباب هذه التطوّرات عديدة لكنّها ترتبط أساساً بحدثين كبيرين: الأول هو إنجاز الاتفاق النووي الإيراني، وبذلك انتهت ضرورة مراعاة واشنطن لطهران في ساحات اشتغالها، من اليمن، وصولا إلى سوريا ولبنان. والوجه الآخر لذلك أن طهران نفسها ستكون مضطرة للتلاؤم مع حالة «الدولة الطبيعية» التي تلتزم بالقوانين الدولية، مما يرتب انكفاءها بالتدريج عن حالة «الدولة المارقة».
كما أن روسيا، المنهكة بالعقوبات الاقتصادية وتراجع الروبل والتي يستنزفها القتال في أوكرانيا والقوقاز، تجد أن تجربة الاتفاق النووي الإيراني وفّرت لها مكاناً مهما بين مقرّري مصائر العالم وقرّرت أن تستمر فيه.
الحدث الثاني هو دخول تركيّا المباشر في العمل العسكري داخل سوريا، من خلال فتح قاعدة «أنجرليك» لقوات «التحالف» واستهدافها قوات «حزب العمال الكردستاني»، وعملها على موضوع «منطقة آمنة»، مما يدفع عملياً إلى توازنات عسكرية وسياسية جديدة في سوريا.
رغم التعقيد الهائل للوضع السوري فالواضح أن هناك خيوطاً عديدة تتقاطع وتشير إلى أن هيكلية النظام السوري صارت موضوع الصفقة الجديدة الممكنة. لكن مسار المفاوضات حول الاتفاق النووي، الذي يتم البناء عليه، لا يتشابه مع مسار المفاوضات حول سوريا، بسبب طبيعة النظام نفسه، ووجود لاعبين آخرين، إضافة إلى إيران وروسيا وأمريكا.
رأي القدس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

في حياته ـ وأترك، إلى مقام آخر ـ تفاصيل مماثلة شهدتها السنوات التي أعقبت رحيله ـ وقع محمود درويش (1941 ـ 2008) ضحية أنماط شتى من التعامل الأحمق مع قصيدته؛ سواء عن سوء نيّة وسابق تصميم وترصّد، أو عن حسن نيّة ناجم عن إفراط في التبجيل. وفي ذكرى رحيله السابعة، التي صادفت يوم أمس، التاسع من آب (أغسطس)، أجدني أسترجع نموذجين من تلك الحماقات؛ كلاهما ينتهي إلى المآل ذاته: إلحاق الإجحاف الشنيع بشخص الشاعر أوّلاً، وبشعره استطراداً.
الشيخ محمد سعيد رسلان أزهري طبيب، وحامل دكتوراه في علم الحديث، اعتاد الوعظ في مسجد قرية «سبك الأحد»، في مركز أشمون، محافظة المنوفية، في مصر. وهو سلفي، كما يعلن عن نفسه، له مؤلفات عديدة حول أفكار ابن تيمية وفتاواه؛ الأمر الذي لم يمنعه من التقلّب الدائم في المواقف السياسية، بين تأييد الإخوان المسلمين تارة، أو تأثيمهم طوراً بوصفهم «صنيعة للإنجليز والأمريكان»، وتأييد محمد مرسي رئيساً، ثمّ التنكّر له والاصطفاف خلف انقلاب عبدالفتاح السيسي. وذات يوم، خصص الشيخ خطبة كاملة لإثبات كفر درويش، والدعاء عليه بقطع اللسان، اتكاءً على السطور التالية من مجموعة «محاولة رقم 7»، 1973 (شيخنا يسمّيها «المحاولة رقم 7»):
ـ «هذا الذي يُسمّى محمود درويش، وهو عضو الحزب الشيوعي الفلسطيني، ويُقال إنه شاعر المقاومة»، هكذا يستهلّ الشيخ خطبته، ثمّ يقتبس درويش: «كلّ قاضٍ كان جزّاراً/ تدرّج في النبوءة والخطيئة/ واختلفنا حين صار الكلّ في جزء/ ومدينة البترول تحجز مقعداً في جنة الرحمن/ فدعوا دمي ـ حبر التفاهم بين أشياء الطبيعة والإله/ ودعوا دمي ـ لغة التخاطب بين أسوار المدينة والغزاة/ دمي بريد الأنبياء». ثمّ يقتبس سطراً إضافياً، يستفظعه إلى حدّ تكراره: «فسبحان التي أسرت بأوردتي إلى يدها»؛ ثمّ يقتبس المزيد: «وها نحن بين الطهارة والإثم شيئان يلتحمان وينفصلان/ كأنّ الأحبّة دائرة من طباشير/ قابلة للفناء وقابلة للبقاء/ وها نحن نحمل ميلادنا مثلما تحمل المرأة العاقر الحلما/ وها أنت مئذنة الله حيناً/ وقبعة لجنود المظلات حيناً/ كانت صنوبرة تجعل الله أقرب/ وكانت صنوبرة تجعل الجرح كوكب/ وكانت صنوبرة تنجب الأنبياء».
شيخنا الهمام حرّ في تأويل شعر درويش كما يشاء، وأياً كانت مقادير السطحية والتسطيح، أو الجهل والتجهيل، أو التزييف والتشويه والإفساد، في تأويلاته. له، أيضاً، أن يذهب أبعد، فيجزم بأنّ هذه الأمثلة «فيها ما فيها من التطاول غير المسبوق على مقام الألوهية، ومقام النبوّة، ومقام القرآن العظيم».
ما ليس من حقّ الشيخ ـ المؤمن، لا ريب، بالحديث الشريف: من غشّنا ليس منّا ـ هو أن يعبث بالشعر الذي يقتبسه، فيقدّم ويؤخّر ويجتزئ ويقتطع… حيثما قادته غريزة التكفير، إذا جاز التعبير، إلى مفردة تنفع في تصيّد الكفر: نبوءة، الرحمن، الإله، الأنبياء، الطهارة، الإثم، الفناء، العاقر، مئذنة الله… ليس من حقّ الشيخ، أيضاً، أن يسخّف الفصحى، لغة القرآن في نهاية المطاف، فيسجن معانيها الرحبة في خرم إبرة، ويُفقر دلالاتها ويهبط بها إلى أسفل سافلين.
النموذج الثاني قدّمته للإنسانية صحيفة «الثورة»، السورية الحكومية، وسبق لي أن أشرت إليه هنا؛ حين شاءت تكريم درويش، فترجمت شعره من العربية إلى… العربية! تلك كانت حال قصيدة «طباق»، مرثية درويش لصديقه الراحل إدوارد سعيد، التي قرأها الشاعر في عمّان، صيف 2004؛ ونُشرت بعد ذلك في صحيفة «الدستور» الأردنية، و»المستقبل» اللبنانية (التي كانت تُوزّع في سوريا)، ثمّ في عشرات الصحف العربية والمواقع على شبكة الإنترنت؛ كما ألقاها درويش، في مناسبات لاحقة عديدة. لكنّ أياً من عباقرة «الثورة» لم يسمع بالقصيدة، حتى اكتشفها أنيس المهنا في «الأهرام ويكلي»، التي تصدر بالإنكليزية، فلم ينتبه إلى عبارة «ترجمة منى أنيس» أسفل القصيدة، فاعتبر أنها إنما كُتبت بالإنكليزية أصلاً، وترجمها إلى العربية!
هنا بعض الأمثلة الكارثية في «الترجمة»:
ـ يقول درويش: «أدافع عن شجر ترتديه الطيور»، ويترجم المترجم: «أدافع عن البلاد والمنفى/ في طيور شجرة مكتظة الأوراق»!
ـ درويش: «وأكتب: ليس الجمالي إلا بلوغ الملائم»، والمترجم: «فالجمال يكمــــن في الوصــــول برباطة جأش»!
ـ وخذوا هذه الفريدة، التي حوّلت الخصية إلى رصاصة! يقول درويش: «وأمّا أنا فحنيني صراع على/ حاضر يمسك الغــــد من خصيتيه»، فيترجمـــها صاحبــــنا هكذا: «حنيني كفـــاح من أجل حاضر/ ســنملكه غداً بالرصاص»!
ـ والمترجم، الذي حذف 65 سطراً، يتبرّع فيزيد على النصّ من عندياته. يختم درويش: «وداعاً/ وداعاً لشعر الألم!»، ويترجم صاحبنا: «منشغلاً.. باحتفال وداعي…./ الوداع… أدوار/ إنها قصيدة الألم الوداعية…»!
وهكذا، يذكّرنا الشيخ رسلان، كما تفعل «الثورة»، بما اهتدى إليه جدّنا أبو الطيب المتنبي: عن الحماقة، التي ليست مثل أيّ داء، لأنها أعيت مَنْ يداويها!
صبحي حديدي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]
صديقي ماهر سلامة تشكلت لديه نظرية خاصة حول سر رشاقة المواطن الهندي بعد متابعة حثيثة منه لمحطة «بولييوود» وتتمحور النظرية حول «أسرار العشق الهندي»، حيث لا توجد قصة حب، إلا ويتخللها الكثير من الركض والجري وصعود الجبال وأحيانا الشجر.
بالفعل موروثنا عن قصص العشق الهندية المتلفزة يشير لمشهد دائم ومتكرر، فالمرأة تركض أو تتراقص وسط حقل أو على هضبة أو بين جبلين أو في الغابة، وكل ما يفعله الحبيب الذكر هو اللحاق بحبيته والإمساك بطرف ثوبها ثم تبادل التلامس بالكاد حتى تفلت المرأة وتتسلق أقرب شجرة ليتكرر المشهد.
أكيد هذا هو سر الرشاقة الهندية وهذا بكل الأحوال يفسر سر التكرش العربي والسمنة الثقيلة حتى في الحب الشرقي وأنا شخصيا شاهدت كالملايين أشهر فيديوهات الحب الهندي، حيث تدخل العروس مع العريس بحماس وسط الحفل في أحد الفنادق، وسرعان ما تركض العروس ليلحقها العريس شقلبة فيهوي برجليه من فرط الحماسة على نافوخها.
لو مارسنا العشق في العالم العربي على الطريقة الهندية، وإخترنا شجرة أو هضبة لتصعد حبيباتنا عليها ولحقنا بهن لتوقفت كلفة مرض السكري على الأقل وهو مرض يكاد يعصف بنصف شباب هذه الأمة.
كم يحتاج العرب لقنوات مثل السويس؟
مصر أيضا تمارس الحب، لكن بطريقتها، وهي تبالغ في الإحتفال بالفرع الجديد لقناة السويس.
تابعت بإهتمام الفضائيات المصرية وهي تدير «الصاجات» وتصرخ إحتفالا بالمناسبة، وشخصيا أتفق مع الزميل جمال الريان في «الجزيرة» في التعرض لمبالغات الإعلام المصري، وأختلف معه في وصف المشروع بأنه مجرد «ترعة»، وفقا للمنقول عن الزميل المحترم.
لسبب أو لآخر أعتقد بضرورة تشجيع الزعماء العرب الإنقلابيين والمنتخبين منهم – على ندرتهم- على إفتتاح ورعاية مشاريع كبيرة وإستراتيجية، كما حصل في قناة السويس، ومصر في النهاية هي التي أنجزت لأنها أكبر من أي رئيس أو جماعة والمشروع كبير ولا يجوز تسخيفه أو التقليل من شأنه.
بالنسبة لي أتأمل إقامة مجموعة «ترع مماثلة» في كل الوطن العربي، إذا كانت قناة السويس الجديدة مجرد ترعة.
مسلسل الإساءة للمغرب
إستذكار وفاء الكيلاني وبرنامجها الشهير «الحكم» قد يكون مفيدا عند إستعراض الإساءة الجديدة، التي تقول زميلتنا في «القدس العربي» فاطمة بوغنبور إنها أثارت ضجة واسعة النطاق في المغرب العربي، بعد نكتة متبادلة بين حسن حسني وممثل سعودي حول الزواج والساندويتشات في المطعم المغربي.
للأخوة المغاربة حق كامل في الإحتجاج على إسترسال الشاشات المصرية في وصلات الردح والإساءة لشعب بأكمله وإتهامه بمبالغات بعيدة عن الواقع، لكن على الزملاء والمعنيين في المغرب الترشيد في ردة فعلهم، لأن إعلام «الهشك بشك» ورموزه يسيئان في الواقع لكل الشعوب العربية عبر ترديد المعلبات إياها.
سمعت نجوما يفترض أنهم كبار في الإعلام المصري يسيئون دون وجه حق للشعب الفلسطيني والسعودي والجزائري والليبي والأردني ويسخرون من الجميع.
سمعت هؤلاء «يردحون» بكل المعاني ويتحدثون بلغة الشارع والبسطاء.
المذمة الناقصة لا تصيب إلا صاحبها والمغرب العربي بلد الإنجاز والإستقرار والمرأة المدهشة والمتعلمة ولا يقلقه وجود فئة ضالة تمتلىء بمثلها حواري مصر وأزقة كل البلدان العربية، وتصوري باختصار أن المسألة ليست أكثر من «حسد وضيقة عين».
في كل مجتمع توجد «ترع بشرية» آسنة ومجرمون ومنحرفون وحيتان للدعارة وقطط سمان، ومصر تحديدا يوجد فيها الكثير من هذه النمر وهو ما يعلمه الممثل حسن حسني تحديدا لأنه عرض عشرات المسلسلات والأعمال الفنية عن هؤلاء.
بدوري أعلم كغيري أن الأشقاء في المغرب يترفعون عن التفاخر ويتواضعون دون مبرر، لكن لهم أقول: الشجرة المثمرة هي التي يقذفها قصار القامة.
رحمهم الله
نهاية الأسبوع الماضي كانت سيئة جدا على صعيد نجوم الفضائيات.. الزميل الأردني المخضرم نايف المعاني توفاه الله خلال وجبة عمل مهنية في الميدان، والزميل المذيع السعودي سعود الدوسري، النجم المعروف في «روتانا» وقبلها في «أم بي سي» توفي في صمت في باريس … رحم الله الزملاء.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

قلّة من اللبنانيين أبرزت استعدادها للنزول إلى الشارع تأييداً لـ»حقوق المسيحيين» بالشكل الاعتباطي الذي يطرحه العماد ميشال عون في وجه الرئاسة السنية لحكومة ائتلافية يشارك بها تياره، وأقل منهم عدداً من يمكن التعويل عليهم للنزول إلى الشارع في مواجهة قيادة الجيش بعد توقيع وزير الدفاع على قرار تأجيل تسريح قائد الجيش (وهو منصب ماروني في العرف اللبناني) جان قهوجي، بدلاً من الأخذ بمطلب «الحق العوني» بتعيين صهر الجنرال عون، العميد شامل روكز، قائد فوج المغاوير، قائداً جديداً للجيش. كذلك، يوحي تحذير عون «اياك يا قهوجي ان تنزل الجيش لمواجهتنا»، وتشطير قناة التلفزة التابعة له المؤسسة العسكرية بين «شبه جيش يدافع عن نظام وجيش قوي يحمي الوطن» واصرارها على انه «لم يبق للبنانيين والمسيحيين الا الأقدام»، بأنّنا أمام تجييش نافع للشارع، بقدر ما يوحي بأنها «انفعالية» محاصرة، من حلفائها قبل أخصامها السياسيين، محاصرة لكن.. غير معزولة، ولا ينبغي الخلط.
لا شكّ أيضاً بأنّ عنصر الغضب، الجذّاب في حالة العماد عون بالنسبة إلى القاعدة المؤيدة له، زاد في الآونة الحالية عن الحدّ الذي يمكن لهذه القاعدة استيعابه، سيما وأنّ تيّاره على أعتاب انتخابات داخلية يتبارز فيها أقرباؤه وأصهرته لولاية العهد العونية.
لكن ذلك كلّه لا يلغي جملة أشياء ليسَ أقلّها أن عون ما زال الزعيم الأكثر شعبية في الوسط المسيحي، وأنّ شعبيته تستند بشكل أساسيّ إلى سلبية عميقة في الاجتماع المسيحي ضد «اتفاق الطائف» وما يمت اليه بذي صلة، وتأخذ غالبية المسيحيين الساحقة بالفكرة العونية القائلة إن «الطائف» سلب رئيس الدولة الماروني صلاحياته وأعطاها لرئيس الحكومة السني. وبما أن المنطق الطائفي هو إلى حد كبير منطق النكاية، فكلما تعرّفت القيادات السنية على حبّها للشراكة الوطنية في اتفاق الطائف، صار الطائف في الشعور المسيحي منافياً للشراكة.
وهذا يعني أن هناك بالفعل في البلد مشكلة مسيحية – سنّية ليست من اختلاق عون وحده، وان كانت مشكلة تحوي مفارقة تاريخية. ذلك انه لم يكن للسنّة دور في هزيمة عون، وبالتالي المسيحيين العسكرية، في نهاية الحرب اللبنانية، التي حسمت بمدفعية وطيران الجيش السوري. بل كانت شعبية عون في الأوساط السنية ملحوظة في نهاية الثمانينيات، يوم كان عون من حلفاء الرئيس صدام حسين، والى حين ازدهار شعبية خط الرئيس رفيق الحريري سنياً، في حين لم يلاق تهديف «مسيحيي الوصاية السورية» على الحريري والتيار السنّي الأكثريّ، والمبطن تحت عناوين منها «التصدي لمؤامرة توطين الفلسطينيين»، في التسعينيات، ذلك الصدى الجماهيري الذي نالته «اللاسنّية العونية» بعد العام 2005.
المشكلة المسيحية السنية ليست من انتاج النوبة الممتدة «اللاسنّية» بين العونيين، الوريثة الناجحة لـ»اللاسنّية» المغلّفة بـ»اللاتوطين» في أيام اميل لحود ومسيحيي الوصاية السورية. طبعاً، «اللاسنّية العونية» هي عملية حصر المشكلة المسيحية السنية في تفسير تآمري فظ، من نوع ان الوصاية بعد جلاء السوريين صارت سنّية، وانّه جرى التآمر لمنع عون من «العودة بالجسد» إلى بيروت من منفاه الباريسي، وانّ السنّة يعملون على اخضاع المسيحيين اللبنانيين، بناة الكيان، لأحكام أهل الذمّة، وأنّ السنّي المعتدل قناع للسنّي المتطرّف، في حين أنّ الشيعي المتطرف مستنير وحام للمسيحيين ان وقف في مواجهة السنّي المعتدل.
يبقى ان هذا التفسير التآمري والتهويمي جداً للمشكلة المسيحية السنية لا يلغي حيثية «موضوعية» لها، وعمق ما، يظهر بشكل أوضح كلما زادت المكابرة عليها، سنياً، أو بين المسيحيين المناهضين لعون و»حزب الله».
وقد ظهر ذلك جلياً مع آخر مشروع قانون انتخاب طرح في لبنان، ونال اجماع المسيحيين حوله، عونيين وقوات وكتائب، وأيّده بخبث سياسي «حزب الله»، وتصدّى له «تيار المستقبل». وهو المشروع الذي يقول بأن تنتخب كل طائفة نوابها على حدة، ما يعني ان لا يعود للسنة والشيعة والدروز دور مباشر في تشكيل أغلبية النصف المسيحيي من مقاعد البرلمان، بما ان «حزب الله» لا يستمد عناصر شوكته من حجمه التمثيلي في مؤسسات الدولة أو جهازها، بل أساساً من قوته العسكرية. فلم يجد في قبوله هذا الطرح، الذي كان يعلم حق اليقين انه لن يمر، حرجاً. و»القوات»، حليفة «المستقبل» في تجمع «14 آذار» لم يكن أمامها غير قبول هذا المشروع أيضاً، ما ألحق ضرراً بوجود تجمّع 14 آذار نفسه من يومها. لكن بالنتيجة، كل هذا أظهر مشكلة مسيحية سنية تتعلّق بمفهوم التمثّل السياسي، ابتداء من الانتخابات والبرلمان، وتصل إلى مشكلة الصلاحيات الدستورية بين رئيسي الجمهورية والحكومة، هذا في حين لم يعد هناك من رئيس منذ سنة وبضعة أشهر جراء المسلك التطييري لجلسات انتخابه، من قبل ثنائي «عون – حزب الله».
ولليوم، يبقى الخيار محصوراً بين نفي جماعات 14 آذار/مارس للمشكلة المسيحية السنية من أساسها، وبين تصوير عوني كاريكاتوري، تآمري، اعتباطي لها، يستفيد منه «حزب الله» بشكل نافر، من دون ان يستفيد عون رئاسياً من ذلك.
وفي حين كانت الأمور اقرب إلى انشطار المسيحيين بين «مسيحيي السنّة» و»مسيحيي الشيعة» قبل سنوات معدودات، فإنّ الاجماع المسيحي على تبني مشروع «لكل طائفة نوابها» او ما عرف بمشروع «القانون الارثوذكسي» أدى إلى تعديل نوعي على هذا المشهد. لم يعد التزام سمير جعجع تجاه «السنّة» شبيهاً بالتزام ميشال عون تجاه «الشيعة».
وهكذا، فإن إعراض المسيحيين عن تلبية نداءات عون للمواجهة الميدانية، يرتبط إلى حد كبير بنجاح رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع بسحب فتيل التصادم العوني القواتي، ما صعّب الأمور أمام الغضبية العونية. فبدلاً من أن تستثمر في المنازعة مع خصمها اللدود التقليدي داخل المناطق المسيحية، ومن موقع تجسيدها لفكرة ما عن «الدولة» في مواجهة «الميليشيا»، وجدت نفسها تصوّب مرة ضد تمام سلام، ومرة ثانية ضد جان قهوجي، بل ضد الفكرة العونية المزمنة القائلة إن «الجيش هو الحل».
يبقى ان شعبية عون معطى لا يمكن المكابرة عليه، وكلما جرت المكابرة عليه، خصوصاً من الجهة السنية، كلما حافظت هذه الشعبية على نفسها. الاكثر من ذلك، ان هجوم عون على قهوجي يضرّ بصورة عون كقائد سابق للجيش حتى بالنسبة إلى محازبيه. لكنه أيضاً يضرّ بالصورة «المسيحية» لقهوجي إذ يتم تصويره كـ»جان السني» بعد أن صُوّر تمام سلام في الإعلام العوني كـ»داعشي»! شعبية شامل روكز و»مظلوميته الادارية» هي أيضاً معطى حساس ولا يمكن تغييبه، بل انها من نوع يمكنه ان يقلق العماد عون نفسه، او بالاحرى صهره المفضل وزير الخارجية جبران باسيل، الذي يخوض الانتخابات العونية الداخلية بدعم واضح من عمّه حالياً.
شعبية عون مزمنة. عمرها أكثر من ربع قرن. تقوم على الربط بين سلبية المسيحيين تجاه الطائف و»أحقية» عون بالرئاسة، بهالة ما كان للرئيس قبل الطائف. لكن شعبية روكز التي كانت مقرونة بأحقيته في تبوؤ منصب قيادة الجيش، وبكفاءته العسكرية لا سيما في مواجهة العصابات المسلحة على الحدود الشرقية، أمام تحدّ جديد بعد التمديد لقهوجي في هذا الموقع، وفي ظل استقطاب عوني داخلي حاد بين جبران باسيل من جهة، وروكز والان عون من جهة ثانية. يبقى انها اللحظة الفاصلة بالنسبة إلى روكز: فـ»قانون حفظ طاقته وشعبيته» يختلف عن حالة عمّه، والد زوجته، العماد عون.
٭ كاتب لبناني
وسام سعادة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

منذ عدة أيام، توفي سيف الدين هبشي، وهو معمر في حوالي المئة، من قرية كرمكول، التي ولد فيها الروائي الراحل الطيب صالح، وارتبط بها ارتباطا كبيرا، أثناء وجوده في السودان، قبل هجرته إلى إنكلترا.
وتناقلت بعض الصحف ووسائل الإعلام، وفاة سيف الدين، بوصفه آخر شخصية من شخصيات رواية «عرس الزين»، التي صاغها الطيب في أواخر خمسينيات القرن الماضي، مهتديا بمعطيات بيئة القرية بلا شك، ومستوحيا بعض الأحداث التي طورها الخيال إلى حكاية تقرأ بشغف. وقد اعتاد الإعلام في السودان، بعد وفاة الطيب، أن يسافر من حين لآخر إلى تلك القرية التي اختلفت ملامحها بشدة بتغير الزمن، حيث يقتحم بيت جدي محمد صالح، والد الطيب، الذي كان في منطقة أعلى قليلا من بقية بيوت أهلنا، ولذلك بقي كما هو، لم تدمره فيضانات النهر، يبعثر تلك الكتب القديمة والرسائل التي تركها الطيب وأخوه القاضي بشير، في صندوق كبير من الحديد، ويلتقي ببعض أهل القرية، طارحا أسئلة عن الطيب وشخصياته، وكلها ترمي إلى فكرة واحدة، أن تلك الشخصيات الروائية، كانت أو ما يزال بعضها موجودا في القرية، ويمكنه أن يدلي بشهادة عن كتابة الطيب.
لقد شاهدت التلفزيون، مستعينا ببعض أهل القرية، يحاصر سيف الدين في شيخوخته، يسألونه عن الطيب ولا يكاد يذكر شيئا عن الطيب، يسألونه عن حادثة جرت وقائعها في رواية «عرس الزين»، حين جرح سيف الدين، داخل النص، الزين بطل الرواية، ويرد الرجل بأنه لم يجرح أحدا، وحين يتم تكرار السؤال بشدة، يجيب متملصا، بأنها كانت شقاوة صبا، لا أقل ولا أكثر.
إذن، فقد تم افتراض أن الزين شخصية حقيقية عاشت بكل وقائعها الموجودة داخل النص، في زمن ما، وما كان على الطيب، سوى نقل الحياة تلك إلى الورق. أيضا افترض أن سيف الدين الشيخ المسن، هو سيف الدين الرواية، وذلك الجرح الذي حدث في رأس الزين،، حدث واقعي أيضا، نقله الطيب بكل سهولة إلى الورق، وهكذا رواية هي قصة واقعية، ليس لأحد فضل في كتابتها، ولكن الفضل في جعلها حكاية مشهورة.
طبعا، في البداية أود أن أنوه بأن الأدب الذي يحدث مثل هذا التفاعل في الواقع، ويتأثر به حتى الأميون الذين لا يعرفون ماذا تعني رواية، وماذا تعني قصة، وما معنى الشخصيات، أدب جدير بالاحترام، وأدب خالد بلا شك، والطيب كان حتى في دردشته العادية، يصنع خلودا ما، وذكريات تبقى لدى الذين يستمعون إليه، وبالتأكيد لسهولة الحكاية، وروايتها بلغة عادية، وقريبة من لغة الناس، دور كبير في إبقائها متقدة حتى بعد رحيل الكاتب، وجميع مجايليه، بحيث تظل الحكاية تروي نفسها بنفسها، ولا تنقطع روايتها أبدا.
لكن الذي لا يعرفه الناس، أو يعرفونه ولا يودون أن ينتبهوا إليه، هو أن الأدب الروائي، حتى لو رسم الواقع رسما متقنا، فهو أدب متخيل. ليس كل ما يجري داخل النصوص، من المفترض أنه جرى في الواقع، وليس كل شخصية رسمت بعناية، هي شخصية مرسومة في الأصل، وتم السطو على رسمها، وحشره في نص، وليس كل اسم ورد في رواية وصادف أن هناك من يحمله، في البيئة التي استوحيت منها الرواية، هو بالضرورة الاسم الحقيقي نفسه.
سيف الدين المعمر الذي مات منذ أيام، كان يعيش شبابه وفتوته، في مدينة بورتسودان الساحلية، وله فيها مغامرات أخرى، لا علاقة لها بفأس أحدث جرحا في رأس رجل، هو الآخر ليس الذي كان يسعى في القرية ذات يوم، لكنه مستوحى منه، وتمت صياغته بما يرضي الخيال، وتلك الأسئلة التي كانت تخنقه ليدلي باعتراف لا يخصه، لم يكن هناك ما يبررها، سوى أنه كان الوحيد في ذلك الجيل القديم، الذي اسمه سيف الدين، وما دام ورد اسمه في الرواية، فهو سيف الدين حامل الفأس التي أحدثت جرحا في رأس الزين.
كنت وما زلت من الذين تستهويهم الأسماء الغريبة، أتخيل أصحابها شخصيات روائية، وأقوم بالفعل بصياغتها، ولطالما استوحيت أسماء من أشخاص التقيتهم، أو سمعت بهم، أو حتى تداخلوا في برامج إذاعية، استمعت إليها مصادفة، وما زلت أطالع رسائل الاحتيال التي ترد إلى بريدي الإلكتروني بشغف، حيث أعثر فيها دائما على أسماء مطلوبة لشخصيات أفكر في كتابتها، وصادف أنني كتبت في إحدى روايات البدايات أو بالأحرى، في روايتي الأولى، اسم سيدة، كانت ذات وظيفة محددة داخل النص، وعلى الرغم من أن روايتي تلك لم تكن شهيرة، ولم تدخل السودان إلا في نسخ معدودة جلبها أفراد زاروا مصر وعثروا عليها هناك، حيث لم يكن التوزيع خارقا ومتطورا مثل الآن، إلا أن اسم السيدة، وصل إلى امرأة في الواقع، لم أكن أعرفها، تحمل الاسم نفسه، وتعمل في الوظيفة نفسها التي كتبتها في النص، وظل بعض أفراد أسرتها يطاردونني لزمن، مطالبين بتعويض عما سببته لقريبتهم من حرج، ولم يكن في الواقع أي حرج، لأنني لم أسئ إلى الاسم أو الوظيفة، كما أنني لم أكتب عن قريبتهم تلك. هو الخيال ما صاغ كل شيء، وجاء من جر الخيال وجعله واقعا رغما عني.
إذن، الواقع يكتب شخصياته ووقائعه، في أي مكان في الدنيا، وفي كل زمان، ويأتي كتاب مصابون بهوس الكتابة، ليأخذوا من ذلك الواقع زادا قليلا أو كثيرا، يطعمونه للخيال الذي يخرجه نصوصا أخرى، مختلفة تماما، لكن دائما ما يأتي بعض الذين عاصروا وقائع ما، ليستولوا على نتاج الخيال، وتصبح الوقائع المرصوفة في النص، وقائع جرت ذات يوم وعلى الكاتب أن يقر بوقوعها.
كاتب سوداني
أمير تاج السر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

أول درس نتعلّمه في التنظيم هو أن نقتني «أجندة» أو «مفكّرة» ونضبط عليها مواعيدنا والأعمال التي ننوي القيام بها.
في مجتمعنا المبارك، الذي ينظم كل شيء حسب الرّغبة والقدرة وقدرة القدير والحظ. نفكر في الأشياء مجتمعة ونرغب في تحقيقها، حسبما تخطر فيه على بالنا، بعضها ننجزه والبعض الآخر ننجز نصفه وما تبقى نؤجله، وقد نفعل ذلك لسنوات، لأننا لم نتدرّب على وضع أهدافنا أمام أعيننا والمضي قدما لتحقيقها. لم نتعلّم أصلا أن نرتب الأشياء في رؤوسنا حسب أهميتها بالنسبة لنا، لأننا تعلّمنا أن نرتبها حسب سُلّم إرضاء الآخرين.
الشخص المهم في حياتنا ليس الأنا، ما دمنا حتى في أحاديثنا العادية نردد عبارتنا الشهيرة: «والعياذ بالله من كلمة أنا»، كلما تلفْظنا بكلمة «أنا».
لماذا هذا الإلغاء للأنا ما دام «الأنا» وحده من يتلقى العقاب والثواب في كل خطوة نقوم بها؟
لماذا نربط «الأنا» بكل ما هو غرور وأنانية؟ وأي لغة تناسب التعبير عن أنفسنا حين نفرغ محتوى خطابنا من الأنا الفاعلة؟ ونفرغ أنفسنا من حب الذات ونتحوّل إلى أغراب حتى عن أنفسنا؟ حين نقهقه فرحا، ونضحك من أعماق قلوبنا نتوقف آخذين أنفاسنا ونردد: «اللهم اجعل ضحكنا مطرح خير». في أعماقنا نقطة سوداء مثل علامات المرور الصارمة تجعلنا لا نفرح تماما، ولا نضحك ضحكة كاملة مخافة أن ينقلب الأمر علينا كارثة، أو عقابا قدريا ما.
حين نبدأ عملا، نتوكل فيه على الله ونمضي فيه كما لو أن الله قد لا يقبل هذا العمل، وعند أول عثرة خلال إنجازه نرمي أسلحتنا كلها ونردد بالسهولة نفسها التي بدأنا بها «أن الله لم يشأ إتمام المشروع». نرغب في النجاح، كسلوك إنساني مزروع في جيناتنا، ولكن الثقافة التي درّبتنا أن نكون اتكاليين تجعل الأمر مستحيلا في الغالب، خاصة أن المبرر جاهز ومقبول اجتماعيا دائما. فالله لم يشأ ونقطة على السطر.
منذ الأزل ونحن نحلم بأوطان تحضننا، لكننا أبدا لم نفتح أحضاننا تجاه بعضنا بعضا. لم نحاول أبدا أن نكون مسالمين حتى تجاه أنفسنا. ويبدو في كل أحاديثنا اليومية أننا نعرف «ما يريده الله» أكثر مما نعرف ما نريده نحن. الأسوأ أننا نعرف الله ولا نعرف أنفسنا. ونتحدث عنه كأنّه كائن مثلنا، له كل الصفات البشرية السيئة والجيدة، وننسى أن نعطيه صفة الكمال التي ترسمها الأديان كلها في أذهاننا.
نحن أيضا مجتمع متدين، نحفظ كمًّا هائلا من الفتاوى بشأن كل شيء، لكنّنا في أدنى عثرة نلجأ لشيخ ليفتي لنا بـ»هل زراعة ضرس في أفواهنا حلال أم حرام؟ هل طلاء الأظافر حلال أم حرام؟ هل ارتداء الفرو حلال أم حرام؟ هل صبغ اللحية بالصبغة حلال أم حرام أم أنه يستحسن صبغها بالحناء؟ هل يجوز للمرأة أن تتذوق الأكل في رمضان لتتأكد أنه جيد ثم تبصقه من دون أن تبلعه حلال أم حرام؟» ومتاهات كثيرة ندخل فيها يوميا حتى لا نغضب الله الذي ينتظر زلة منا ليرمي بنا في النار وبئس المصير.
تفاصيل تافهة تتحوّل إلى محطّات مرعبة في حياتنا، وتقض مضاجعنا إن لم نستفت فيها أهل الاختصاص وإلاّ فإن الحياة ستتوقف تماما حتى نتخطى العثرة بترخيص من شخص ما لا يعرف أدنى تفصيلات حياتنا. ولا يملك الحد الأدنى من ثقافة علمية تجعل فتاواه مقبولة على الأقل.
يا شيخ، تقول إحدى المتصلات بفضائية دينية موجهة سؤالها لرجل يرتدي «عُدّة النصب» كلها من لحية طويلة وغطاء أبيض للرأس وعباءة : «ابني طالما هو جالس أمام التلفزيون أم في فراشه يقضي معظم وقته يلعب بحمامته»، فينتفض الشيخ كأنه صعق بالكهرباء ويسألها كم عمره؟ وهنا المصيبة حين تجيبه أنه طفل في السادسة أو السابعة، وكأنّ الطفل ليس ابنها، ثم كأنّها تتعامل مع أول كائن بشري في حياتها وتكتشفه لأول مرة. المصيبة الأكبر تكمن في جواب الشيخ الذي يصرخ صرخة واحدة ويردد: «لا حول ولا قوة إلاّ بالله، ابنك مصاب بلمسة من الشيطان»، والمرأة تهذي بكلام يزيد من حجم فجيعتها، ويزيد من حجم الإثارة لمشاهد نسبة الجهل عنده تفوق تصوراتنا. الحل الذي يقترحه الشيخ تحت الهواء لن نعرفه أبدا، لكنّه حل سحري، يخرج الشيطان من جسد الصبي أو ما شابه ذلك، لكنّه حتما ليس حلاًّ طبيا، ولا علميا، ولا حتى خلفية ثقافية توارثناها عن أجدادنا تقول إن الولد يكتشف جسده، سواء كان ذكرا أو أنثى، منذ تطور حاسة اللمس عنده إلى أن يكتمل تكون جسده، وأن تهذيب سلوكه لا يتطلب كل هذا الهراء.
أتساءل طبعا، مجتمع تغذيه هذه الفضائيات وهذا النوع من الناس هل يمكنه أن يفكر في أحلام كبيرة؟ هل يمكنه أن يخرج من شباك الجهل التي علق فيها لأسباب يضيق المقام لذكرها، وينطلق في تكوين ذاته؟ وبناء نفسه؟ هل يمكن للفرد فينا أن يرى حاجاته ليكون كائنا قويا، لا تتهدّدُه الأسئلة البسيطة الغبية وتعرقله في كل خطوة يقوم بها؟ إن كنا بشكل ما نعرف أن «الحلال بيِّن والحرام بيِّن» فلماذا علينا أن نرمي العقل ونستعير الجهل في أحلك أوجهه بحثا عن مسالك الجنة وأبوابها؟
غي دو موباسان يقول: «الشيء الوحيد الذي يكرهه رجال الدين والسياسة سواء، هو حرية الفكر» وهذه حقيقة توصل إليها جميع العقلاء في العالم، لكن لماذا لا نصغي لهم، ونصغي للصوت الذي يأتينا من خندق مشبوه ويحوّل حياتنا إلى جحيم؟ ثم تلك «الحرية الحمراء» التي لها باب بأيدٍ مضرجة بالدماء، لماذا تنتهي عند مقابر الشهداء؟ ونعود بكل قناعات الدنيا إلى سجون قديمة وأخرى جديدة نفتحها حسب مطالب البؤس التي تسكننا؟ الأحلام التي تسكننا أيضا لنفعل كذا وكذا وكذا لماذا نقتلها على عتبة الأبواب التي تعبنا وضحينا للوصول إليها؟
تلك الخطوة الجبارة نحو أحلامنا نؤجلها لأسباب غير مقنعة بتاتا، حتى ينغلق الباب مجددا عليها، فنشيخ وتصبح جزءا من الماضي الجميل والتي لم نعرف أبدا كيف نحققها.
كل ما نريده اليوم لتغيير واقعنا هو «أجندة» كالتي تعتمدها دول الغرب ونتحدث عنها من دون أن نفهم تماما معناها حين نتحدث عن مشروع « كيسنجر» مثلا أو مخططات أخرى بقيت قيد التنفيذ رغم التغيرات الكبرى التي طالت المجتمعات والشعوب والحكومات.
كل فرد فينا بحاجة لأجندة يكتب فيها برنامجه اليومي فقط، في جدول صغير يقسّم فيه وقته، وينجز ما يريد شيئا شيئا، وإن كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فإن «أجندة العمر تبدأ أيضا بخطوة صغيرة» وتحقيقها ممكن … فقط علينا أن ننتبه إلى أن «الخُطط تتغير لكن الأحلام لا».
شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Usuuus10
 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60487
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

 الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية    الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية Icon_minitime1الإثنين 10 أغسطس 2015 - 11:04

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

منذ عدة أيام، توفي سيف الدين هبشي، وهو معمر في حوالي المئة، من قرية كرمكول، التي ولد فيها الروائي الراحل الطيب صالح، وارتبط بها ارتباطا كبيرا، أثناء وجوده في السودان، قبل هجرته إلى إنكلترا.
وتناقلت بعض الصحف ووسائل الإعلام، وفاة سيف الدين، بوصفه آخر شخصية من شخصيات رواية «عرس الزين»، التي صاغها الطيب في أواخر خمسينيات القرن الماضي، مهتديا بمعطيات بيئة القرية بلا شك، ومستوحيا بعض الأحداث التي طورها الخيال إلى حكاية تقرأ بشغف. وقد اعتاد الإعلام في السودان، بعد وفاة الطيب، أن يسافر من حين لآخر إلى تلك القرية التي اختلفت ملامحها بشدة بتغير الزمن، حيث يقتحم بيت جدي محمد صالح، والد الطيب، الذي كان في منطقة أعلى قليلا من بقية بيوت أهلنا، ولذلك بقي كما هو، لم تدمره فيضانات النهر، يبعثر تلك الكتب القديمة والرسائل التي تركها الطيب وأخوه القاضي بشير، في صندوق كبير من الحديد، ويلتقي ببعض أهل القرية، طارحا أسئلة عن الطيب وشخصياته، وكلها ترمي إلى فكرة واحدة، أن تلك الشخصيات الروائية، كانت أو ما يزال بعضها موجودا في القرية، ويمكنه أن يدلي بشهادة عن كتابة الطيب.
لقد شاهدت التلفزيون، مستعينا ببعض أهل القرية، يحاصر سيف الدين في شيخوخته، يسألونه عن الطيب ولا يكاد يذكر شيئا عن الطيب، يسألونه عن حادثة جرت وقائعها في رواية «عرس الزين»، حين جرح سيف الدين، داخل النص، الزين بطل الرواية، ويرد الرجل بأنه لم يجرح أحدا، وحين يتم تكرار السؤال بشدة، يجيب متملصا، بأنها كانت شقاوة صبا، لا أقل ولا أكثر.
إذن، فقد تم افتراض أن الزين شخصية حقيقية عاشت بكل وقائعها الموجودة داخل النص، في زمن ما، وما كان على الطيب، سوى نقل الحياة تلك إلى الورق. أيضا افترض أن سيف الدين الشيخ المسن، هو سيف الدين الرواية، وذلك الجرح الذي حدث في رأس الزين،، حدث واقعي أيضا، نقله الطيب بكل سهولة إلى الورق، وهكذا رواية هي قصة واقعية، ليس لأحد فضل في كتابتها، ولكن الفضل في جعلها حكاية مشهورة.
طبعا، في البداية أود أن أنوه بأن الأدب الذي يحدث مثل هذا التفاعل في الواقع، ويتأثر به حتى الأميون الذين لا يعرفون ماذا تعني رواية، وماذا تعني قصة، وما معنى الشخصيات، أدب جدير بالاحترام، وأدب خالد بلا شك، والطيب كان حتى في دردشته العادية، يصنع خلودا ما، وذكريات تبقى لدى الذين يستمعون إليه، وبالتأكيد لسهولة الحكاية، وروايتها بلغة عادية، وقريبة من لغة الناس، دور كبير في إبقائها متقدة حتى بعد رحيل الكاتب، وجميع مجايليه، بحيث تظل الحكاية تروي نفسها بنفسها، ولا تنقطع روايتها أبدا.
لكن الذي لا يعرفه الناس، أو يعرفونه ولا يودون أن ينتبهوا إليه، هو أن الأدب الروائي، حتى لو رسم الواقع رسما متقنا، فهو أدب متخيل. ليس كل ما يجري داخل النصوص، من المفترض أنه جرى في الواقع، وليس كل شخصية رسمت بعناية، هي شخصية مرسومة في الأصل، وتم السطو على رسمها، وحشره في نص، وليس كل اسم ورد في رواية وصادف أن هناك من يحمله، في البيئة التي استوحيت منها الرواية، هو بالضرورة الاسم الحقيقي نفسه.
سيف الدين المعمر الذي مات منذ أيام، كان يعيش شبابه وفتوته، في مدينة بورتسودان الساحلية، وله فيها مغامرات أخرى، لا علاقة لها بفأس أحدث جرحا في رأس رجل، هو الآخر ليس الذي كان يسعى في القرية ذات يوم، لكنه مستوحى منه، وتمت صياغته بما يرضي الخيال، وتلك الأسئلة التي كانت تخنقه ليدلي باعتراف لا يخصه، لم يكن هناك ما يبررها، سوى أنه كان الوحيد في ذلك الجيل القديم، الذي اسمه سيف الدين، وما دام ورد اسمه في الرواية، فهو سيف الدين حامل الفأس التي أحدثت جرحا في رأس الزين.
كنت وما زلت من الذين تستهويهم الأسماء الغريبة، أتخيل أصحابها شخصيات روائية، وأقوم بالفعل بصياغتها، ولطالما استوحيت أسماء من أشخاص التقيتهم، أو سمعت بهم، أو حتى تداخلوا في برامج إذاعية، استمعت إليها مصادفة، وما زلت أطالع رسائل الاحتيال التي ترد إلى بريدي الإلكتروني بشغف، حيث أعثر فيها دائما على أسماء مطلوبة لشخصيات أفكر في كتابتها، وصادف أنني كتبت في إحدى روايات البدايات أو بالأحرى، في روايتي الأولى، اسم سيدة، كانت ذات وظيفة محددة داخل النص، وعلى الرغم من أن روايتي تلك لم تكن شهيرة، ولم تدخل السودان إلا في نسخ معدودة جلبها أفراد زاروا مصر وعثروا عليها هناك، حيث لم يكن التوزيع خارقا ومتطورا مثل الآن، إلا أن اسم السيدة، وصل إلى امرأة في الواقع، لم أكن أعرفها، تحمل الاسم نفسه، وتعمل في الوظيفة نفسها التي كتبتها في النص، وظل بعض أفراد أسرتها يطاردونني لزمن، مطالبين بتعويض عما سببته لقريبتهم من حرج، ولم يكن في الواقع أي حرج، لأنني لم أسئ إلى الاسم أو الوظيفة، كما أنني لم أكتب عن قريبتهم تلك. هو الخيال ما صاغ كل شيء، وجاء من جر الخيال وجعله واقعا رغما عني.
إذن، الواقع يكتب شخصياته ووقائعه، في أي مكان في الدنيا، وفي كل زمان، ويأتي كتاب مصابون بهوس الكتابة، ليأخذوا من ذلك الواقع زادا قليلا أو كثيرا، يطعمونه للخيال الذي يخرجه نصوصا أخرى، مختلفة تماما، لكن دائما ما يأتي بعض الذين عاصروا وقائع ما، ليستولوا على نتاج الخيال، وتصبح الوقائع المرصوفة في النص، وقائع جرت ذات يوم وعلى الكاتب أن يقر بوقوعها.
كاتب سوداني
أمير تاج السر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

أول درس نتعلّمه في التنظيم هو أن نقتني «أجندة» أو «مفكّرة» ونضبط عليها مواعيدنا والأعمال التي ننوي القيام بها.
في مجتمعنا المبارك، الذي ينظم كل شيء حسب الرّغبة والقدرة وقدرة القدير والحظ. نفكر في الأشياء مجتمعة ونرغب في تحقيقها، حسبما تخطر فيه على بالنا، بعضها ننجزه والبعض الآخر ننجز نصفه وما تبقى نؤجله، وقد نفعل ذلك لسنوات، لأننا لم نتدرّب على وضع أهدافنا أمام أعيننا والمضي قدما لتحقيقها. لم نتعلّم أصلا أن نرتب الأشياء في رؤوسنا حسب أهميتها بالنسبة لنا، لأننا تعلّمنا أن نرتبها حسب سُلّم إرضاء الآخرين.
الشخص المهم في حياتنا ليس الأنا، ما دمنا حتى في أحاديثنا العادية نردد عبارتنا الشهيرة: «والعياذ بالله من كلمة أنا»، كلما تلفْظنا بكلمة «أنا».
لماذا هذا الإلغاء للأنا ما دام «الأنا» وحده من يتلقى العقاب والثواب في كل خطوة نقوم بها؟
لماذا نربط «الأنا» بكل ما هو غرور وأنانية؟ وأي لغة تناسب التعبير عن أنفسنا حين نفرغ محتوى خطابنا من الأنا الفاعلة؟ ونفرغ أنفسنا من حب الذات ونتحوّل إلى أغراب حتى عن أنفسنا؟ حين نقهقه فرحا، ونضحك من أعماق قلوبنا نتوقف آخذين أنفاسنا ونردد: «اللهم اجعل ضحكنا مطرح خير». في أعماقنا نقطة سوداء مثل علامات المرور الصارمة تجعلنا لا نفرح تماما، ولا نضحك ضحكة كاملة مخافة أن ينقلب الأمر علينا كارثة، أو عقابا قدريا ما.
حين نبدأ عملا، نتوكل فيه على الله ونمضي فيه كما لو أن الله قد لا يقبل هذا العمل، وعند أول عثرة خلال إنجازه نرمي أسلحتنا كلها ونردد بالسهولة نفسها التي بدأنا بها «أن الله لم يشأ إتمام المشروع». نرغب في النجاح، كسلوك إنساني مزروع في جيناتنا، ولكن الثقافة التي درّبتنا أن نكون اتكاليين تجعل الأمر مستحيلا في الغالب، خاصة أن المبرر جاهز ومقبول اجتماعيا دائما. فالله لم يشأ ونقطة على السطر.
منذ الأزل ونحن نحلم بأوطان تحضننا، لكننا أبدا لم نفتح أحضاننا تجاه بعضنا بعضا. لم نحاول أبدا أن نكون مسالمين حتى تجاه أنفسنا. ويبدو في كل أحاديثنا اليومية أننا نعرف «ما يريده الله» أكثر مما نعرف ما نريده نحن. الأسوأ أننا نعرف الله ولا نعرف أنفسنا. ونتحدث عنه كأنّه كائن مثلنا، له كل الصفات البشرية السيئة والجيدة، وننسى أن نعطيه صفة الكمال التي ترسمها الأديان كلها في أذهاننا.
نحن أيضا مجتمع متدين، نحفظ كمًّا هائلا من الفتاوى بشأن كل شيء، لكنّنا في أدنى عثرة نلجأ لشيخ ليفتي لنا بـ»هل زراعة ضرس في أفواهنا حلال أم حرام؟ هل طلاء الأظافر حلال أم حرام؟ هل ارتداء الفرو حلال أم حرام؟ هل صبغ اللحية بالصبغة حلال أم حرام أم أنه يستحسن صبغها بالحناء؟ هل يجوز للمرأة أن تتذوق الأكل في رمضان لتتأكد أنه جيد ثم تبصقه من دون أن تبلعه حلال أم حرام؟» ومتاهات كثيرة ندخل فيها يوميا حتى لا نغضب الله الذي ينتظر زلة منا ليرمي بنا في النار وبئس المصير.
تفاصيل تافهة تتحوّل إلى محطّات مرعبة في حياتنا، وتقض مضاجعنا إن لم نستفت فيها أهل الاختصاص وإلاّ فإن الحياة ستتوقف تماما حتى نتخطى العثرة بترخيص من شخص ما لا يعرف أدنى تفصيلات حياتنا. ولا يملك الحد الأدنى من ثقافة علمية تجعل فتاواه مقبولة على الأقل.
يا شيخ، تقول إحدى المتصلات بفضائية دينية موجهة سؤالها لرجل يرتدي «عُدّة النصب» كلها من لحية طويلة وغطاء أبيض للرأس وعباءة : «ابني طالما هو جالس أمام التلفزيون أم في فراشه يقضي معظم وقته يلعب بحمامته»، فينتفض الشيخ كأنه صعق بالكهرباء ويسألها كم عمره؟ وهنا المصيبة حين تجيبه أنه طفل في السادسة أو السابعة، وكأنّ الطفل ليس ابنها، ثم كأنّها تتعامل مع أول كائن بشري في حياتها وتكتشفه لأول مرة. المصيبة الأكبر تكمن في جواب الشيخ الذي يصرخ صرخة واحدة ويردد: «لا حول ولا قوة إلاّ بالله، ابنك مصاب بلمسة من الشيطان»، والمرأة تهذي بكلام يزيد من حجم فجيعتها، ويزيد من حجم الإثارة لمشاهد نسبة الجهل عنده تفوق تصوراتنا. الحل الذي يقترحه الشيخ تحت الهواء لن نعرفه أبدا، لكنّه حل سحري، يخرج الشيطان من جسد الصبي أو ما شابه ذلك، لكنّه حتما ليس حلاًّ طبيا، ولا علميا، ولا حتى خلفية ثقافية توارثناها عن أجدادنا تقول إن الولد يكتشف جسده، سواء كان ذكرا أو أنثى، منذ تطور حاسة اللمس عنده إلى أن يكتمل تكون جسده، وأن تهذيب سلوكه لا يتطلب كل هذا الهراء.
أتساءل طبعا، مجتمع تغذيه هذه الفضائيات وهذا النوع من الناس هل يمكنه أن يفكر في أحلام كبيرة؟ هل يمكنه أن يخرج من شباك الجهل التي علق فيها لأسباب يضيق المقام لذكرها، وينطلق في تكوين ذاته؟ وبناء نفسه؟ هل يمكن للفرد فينا أن يرى حاجاته ليكون كائنا قويا، لا تتهدّدُه الأسئلة البسيطة الغبية وتعرقله في كل خطوة يقوم بها؟ إن كنا بشكل ما نعرف أن «الحلال بيِّن والحرام بيِّن» فلماذا علينا أن نرمي العقل ونستعير الجهل في أحلك أوجهه بحثا عن مسالك الجنة وأبوابها؟
غي دو موباسان يقول: «الشيء الوحيد الذي يكرهه رجال الدين والسياسة سواء، هو حرية الفكر» وهذه حقيقة توصل إليها جميع العقلاء في العالم، لكن لماذا لا نصغي لهم، ونصغي للصوت الذي يأتينا من خندق مشبوه ويحوّل حياتنا إلى جحيم؟ ثم تلك «الحرية الحمراء» التي لها باب بأيدٍ مضرجة بالدماء، لماذا تنتهي عند مقابر الشهداء؟ ونعود بكل قناعات الدنيا إلى سجون قديمة وأخرى جديدة نفتحها حسب مطالب البؤس التي تسكننا؟ الأحلام التي تسكننا أيضا لنفعل كذا وكذا وكذا لماذا نقتلها على عتبة الأبواب التي تعبنا وضحينا للوصول إليها؟
تلك الخطوة الجبارة نحو أحلامنا نؤجلها لأسباب غير مقنعة بتاتا، حتى ينغلق الباب مجددا عليها، فنشيخ وتصبح جزءا من الماضي الجميل والتي لم نعرف أبدا كيف نحققها.
كل ما نريده اليوم لتغيير واقعنا هو «أجندة» كالتي تعتمدها دول الغرب ونتحدث عنها من دون أن نفهم تماما معناها حين نتحدث عن مشروع « كيسنجر» مثلا أو مخططات أخرى بقيت قيد التنفيذ رغم التغيرات الكبرى التي طالت المجتمعات والشعوب والحكومات.
كل فرد فينا بحاجة لأجندة يكتب فيها برنامجه اليومي فقط، في جدول صغير يقسّم فيه وقته، وينجز ما يريد شيئا شيئا، وإن كان مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة فإن «أجندة العمر تبدأ أيضا بخطوة صغيرة» وتحقيقها ممكن … فقط علينا أن ننتبه إلى أن «الخُطط تتغير لكن الأحلام لا».
شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
Posted: 09 Aug 2015 02:07 PM PDT
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[size]

القاهرة ـ «القدس العربي»: امتلأت صفحات الصحف المصرية الصادرة يومي السبت والأحد بالتحقيقات والأخبار والمقالات والإعلانات عن مشروع قناة السويس الجديدة وإتمامه بنجاح، ومظاهر فرحة الناس به، الذين دفعتهم، رغم موجة الحر الشديدة، للنزول إلى الميادين والشوارع للتعبير عن فرحتهم بافتتاح القناة الجديدة.
ورغم الإعلان عن بدء سلسلة أخرى من المشروعات الاقتصادية الأضخم فلن يكون لها مثل هذا التأثير الذي أحدثه المشروع، لأنه ارتبط دون غيره، ولن يرتبط أي مشروع مقبل آخر بالروح الوطنية، لا لأن القناة الجديدة أصبحت واقعا شهده العالم وتم استخدامها فعلا من جانب شركات الملاحة البحرية المالكة للعبارات والحاويات الضخمة وبدأت عوائده المالية في الظهور، سواء بالرسوم التي سيتم تحصيلها من زيادة عدد السفن أو حمولاتها، وإنما لأن قناة السويس ترتبط في الذاكرة الوطنية للمصريين بتاريخهم مع الاستعمار العسكري والاقتصادي لبلادهم وفقدانهم السيطرة عليها، سواء في ملكية الأسهم أو حتى العائدات، التي كانوا يحصلون عليها من الشركة قبل تأميمها، وهو مبلغ ثلاثة ملايين جنيه إسترليني كل سنة، ثم استعادتها بتأميمها عام 1956، وحتى التأميم ارتبط بمعركتين وطنيتين، الأولى السد العالي باعتباره البدء في حلم تصنيع مصر وزيادة رفعتها الزراعية بتوفير الكهرباء والمياه، وبمعركة العدوان الثلاثي، وهذا هو السبب في التفاف المصريين حول المشروع الذي يعتبر المشروع الثاني القومي بعد السد العالي، ورغم أن الدولة تعد لمشاريع أخرى أكثر ضخامة، إلا أنه لن يكون لأي منها بريق القناة الجديدة نفسه، لأن الروح الوطنية التاريخية لن يكون لها حضور في أي منها، رغم البدء فيها في شرق بورسعيد. فبينما كان مشروع القناة الجديدة مصريا خالصا، من دون أي مساعدة أجنبية تمويلا وملكية فإن المشروعات الأخرى سيدخل فيها مستثمرون أجانب وعرب وبالتالي فقدانها الوطنية المطلقة، رغم إصرار الدولة على أن توجد بنسب مختلفة في ملكية هذه المشروعات.
كما قال وزير الإسكان الدكتور مصطفى مدبولي يوم الاثنين الماضي في حديث نشرته له «الأخبار» وأجراه معه زميلنا ماركو عادل عن مشروع العاصمة الجديدة: «لابد أن أؤكد أن مشروع العاصمة الجديدة هو مشروع دولة وبالتالي يحتاج إلى مجموعة كبيرة من الشركات التي ستشارك في تنفيذه وليس شركة واحدة، وقريبا سيتم الإعلان عن تفاصيل جديدة عن المشروع، و«أحنا كدولة حاننفذ المشروع يعني حاننفذه»، ولن نرتبط باسم أي شركة، سواء تمت ترجمة مذكرة التفاهم إلى عقد أم لم تتم، بل سيتحول إلى أحد أهم المشروعات خلال المرحلة المقبلة، التي ستشرع الدولة في تنفيذها خلال الأيام المقبلة، بدءا من العام المالي الحالي.
قريبا سيتم الإعلان عن إجراءات وتفاصيل جديدة للمشروع ويتم الإعداد له بشكل جيد، ولكن نفضل عدم الإعلان عنها إلا بعد أن تكتمل حتى لا يكون هناك استباق أو تحدث مشكلة، خاصة أن هذه المشروعات في غاية الحساسية وتشارك فيها شركات، وبالتالي فإن أي معلومة مسربة ،سواء بالسلب أو الإيجاب يمكن أن تضر أو تعود بالنفع على هذه الشركات، من خلال أسهمها في البورصة، ولذا نكون حريصين في تصريحاتنا ،هناك عروض من دول عربية وأجنبية وأيضا أكبر شركات استثمار عقاري في مصر طلبت المشاركة في هذا المشروع وأبدت استعدادها للتنفيذ.
أما الموضوع الثاني الذي اهتمت به الأغلبية، فكان موجة الحر الشديدة التي وصلت إلى حد أن زميلنا الرسام محمد عبد اللطيف في «اليوم السابع» أخبرنا أنه نزل لأحد الشوارع فوجد يافطة مكتوبا عليها «مشوي مقلي مسلوق» ورجل يقول لصديقه وهو يشير إليها:
- مش محل سمك دي درجات الحرارة العظمى والصغرى.
كما تواصل الاهتمام بالمرحلة الثانية للقبول في الجامعات التي ستغلق أبوابها بعد غد. ورغم أهمية بعض الأحداث فلم تهتم بها الأغلبية مثل اتهام الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسي إدارة السجن بأنها تقدم له طعاما يرفع ضغط دمه ويخفض نسبة السكر، وموافقة المحكمة التي تحاكمه في قضية التجسس لحساب قطر على طلبه التحقيق في الأمر، كما تعمدت الداخلية نشر صور جثث القتلى الخمسة الذين شاركوا في عملية اغتيال الطفلة جاسمين واستخدام وصف تصفية، وهو الوصف نفسه الذي استخدمته لوصف قتل مجدي البسيوني قائد المجموعة التي قامت بمهاجمة سفارة النيجر. ومقتل أحد الجنود وإلقاء القبض على كل أفراد الخلية. وهذا الوصف استمرار لما سبق للجيش والشرطة استخدامه في قتل العناصر الإرهابية، والتأكيد على أن كل من سيشارك في القتل سيتم قتله. وإلى شيء من أشياء كثيرة لدينا….
مصر ابتعدت عن متابعة
ما يحدث من تطورات داخلية في إيران
ونبدأ بالمعارك والردود المتنوعة التي يضرب أصحابها في كل اتجاه لا يلوون على شيء ويبدأها في تقرير اليوم زميلنا الكاتب الإسلامي فهمي هويدي يوم الثلاثاء في مقاله اليومي في جريدة «الشروق» من أعجب ما كتب عندما قال: «في الثلاثين من شهر يوليو/تموز الماضي نشرت جريدة «الشروق» مقالة للأستاذ جميل مطر ــ المحلل السياسي. انتقد فيها غياب مصر عن الخرائط الجديدة التي تشكلت في المنطقة، خصوصا في علاقاتها بإيران، وقال صراحة إنها التزمت بصداقات دولية وإقليمية جعلتها تصطف في الجانب المخاصم لإيران، مشيرا إلى الدور الذي لعبته واشنطن في ذلك. وكانت النتيجة أن مصر رغم وزنها الكبير ابتعدت عن متابعة ما يحدث من تطورات داخلية في إيران، هذا الكلام الجديد نسبيا بين المحللين السياسيين المصريين كان له صداه السريع في الساحة السعودية. فقد نشرت صحيفة «الحياة» اللندنية مقالة مؤيدة له يوم 2 أغسطس/آب للكاتب السعودي البارز داود الشريان، قال فيها ما يلي: لك أن تتخيل حال الوضع في الشرق الأوسط والخليج تحديدا، لو أن مصر والسعودية ظلتا على علاقة منفتحة مع إيران وتركيا خلال العقود الماضية. لكن الذي حدث أن البلدين فرطا في هذه الفرصة من أجل دول كبرى، وأحيانا دول شقيقة صغيرة تحرض على إيران في العلن، في حين تقيم معها علاقات تصل إلى حد الشراكة، هذه لغة جديدة في الإعلام المصري والسعودي تتجاوز الخطوط الحمراء التي استقرت في وسائل الإعلام. صحيح أنها لا تعنى حدوث أي تغير سياسي في مواقف البلدين، وان الكاتبين يعبر كل منهما عن رأيه الخاص ولا يحسب على دوائر صنع القرار في مصر أو السعودية، إلا أننا نعلم جيدا أن إطلاق دعوات من ذلك القبيل الذي عبر عنه الكاتبان لم يكن مرحبا به أو غير مسموح به بين السياسيين فضلا عن المثقفين».
إيران ليست حملا وديعا
وأنا وصفت ذلك بأنه من أعجب ما كتب لأن قوله بأن مثل هذه الدعوات لم يكن مرحبا بها أو غير مسموح بها بين السياسيين، فضلا عن المثقفين وأنا لم أقرأ ما كتبه زميلنا داود الشريان، ولكنني قرأت كل ما كتبه هويدي نفسه وزملاؤنا من الصحافيين والكتاب والسياسيين المصريين في القضية ذاتها، بدءا من قيام الثورة الإيرانية في فبراير/شباط 1979 وحتى الآن، وما قاله هويدي من أن كل ما كان غير مرحب بالكتابة فيه عن إيران والعلاقات معها وغير مسموح به للسياسيين والمثقفين، كانت تتم مناقشته علنا، حتى في الصحف القومية الخاضعة لسيطرة نظامي السادات ومبارك، وبعبارات أشد عنفا من عبارات جميل مطر وداود الشريان، والدعوات لتأسيس علاقات قوية مع إيران كانت قوية، ويكفي أن نتذكر أنه عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، وقف قطاع من المثقفين والسياسيين المصريين ضد صدام حسين واتهموه بأنه مع دول الخليج ينفذ خطة أمريكية لإجهاض الثورة الإيرانية، وأيدوا انحياز الرئيس السوري السابق حافظ الأسد والليبي معمر القذافي لإيران وإمدادها بالأسلحة. ورغم انحياز مصر الكامل للعراق كثرت الكتابات بضرورة استعادة علاقات مصر مع إيران، بل بدأت زيارات بينهما ومحادثات لتعاون اقتصادي، وصل إلى درجة الاتفاق على إقامة منطقة صناعية إيرانية وإعلان المسؤولين المصريين، بمن فيهم مبارك أن مصر على استعداد لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مستوى السفارة بشرط أن تطلب إيران أولا ذلك لأنها التي سحبت سفيرها من مصر بعد التوقيع على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس/آذار سنة 1979، بشرط أن تغير اسم الميدان الذي أطلقت عليه اسم قائد عملية اغتيال السادات، وهو خالد الاسلامبولي، بل أن مبارك نفسه استقبل الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عندما زار مصر بعد انتهاء فترة رئاسته، وتم إعداد برنامج حافل له. هذا كلام غير مقبول من هويدي لأنه للأسف يخفي وقائع حقيقية على الأرض ويأتي بغيرها لا تمت للحقيقة بأي صلة. والغريب أن الخطأ نفسه وقع فيه داود الشريان، رغم ما عرف عنه من ميل للموضوعية، ذلك أن قوله كما نقل عنه هويدي «لو أن مصر والسعودية ظلتا على علاقة منفتحة مع إيران وتركيا خلال العقود الماضية، لكن الذي حدث أن البلدين فرطا في هذه الفرصة من أجل دول كبرى وأحيانا دول شقيقة صغيرة تحرض على إيران في العلن في حين تقيم معها علاقات تصل إلى حد الشراكة»، وهو هنا يقصد دولة الإمارات العربية المتحدة، وهكذا نجد أنفسنا أما وقائع أخرى غير حقيقية بالمرة، فعلاقات السعودية ومصر مع تركيا كانت من أقوى ما يكون ولا زالت مع السعودية. أما مصر في زمن مبارك فقد كانت علاقتها مع تركيا في غاية القوة اقتصاديا، رغم حكم حزب العدالة والتنمية، لدرجة أنه كانت هناك شكاوى تتهم النظام بفتح باب أمام المنتجات التركية لإغراق السوق المصرية وتحطيم صناعات مصرية والاتفاق على إقامة مناطق صناعية تركية لا منطقة واحدة. وبلغ من متانة العلاقات أن مبارك نفسه، توسط بين تركيا والرئيس السوري حافظ الأسد عندما تدهورت العلاقات بين البلدين، وحركت تركيا قواتها لمهاجمة سوريا، بسبب دعمها لحزب العمال الكردستاني بقيادة عبد الله أوجلان، وقام مبارك بزيارة سوريا وعقد اتفاقا بين البلدين أوقفت سوريا بموجبه دعمها لقوات حزب العمال، الذي كان قطاع منه موجود في منطقة البقاع في لبنان، وطرد عبد الله أوجلان من سوريا واضطر للتوجه إلى السودان، حيث قامت المخابرات التركية بالقبض عليه هناك، بل أن رجب طيب أردوغان عندما زار مصر أيام مبارك حظي باهتمام هائل. أما التدهور الذي حدث الآن فجاء بعد الإطاحة بمبارك فمن أين جاء الشريان بما ذكره، أما علاقة بلاده بتركيا فكانت على الدوام وثيقة جدا ولم تهتز إلا لفترة بسيطة من حكم الراحل الملك عبدالله.. إن تصوير إيران وكأنها حمل وديع تعرض إلى ظلم من مصر والسعودية أمر غريب جدا وكأنها لا تعمل على تصدير ثورتها للدول العربية، بإعلانها ذلك صراحة على لسان قادتها وكتابة في دستورها، وكأنها تخلت عن الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى التي احتلها الشاه عام 1970 قبل إعلان دولة الإمارات، بل وترفض اقتراحات الإمارات باللجوء للتحكيم الدولي».
يكررون أسلوبهم مع كل سلطة
ومن هويدي والشريان إلى نيوتن وهو الاسم الذي يوقع به رجل الأعمال ومؤسس صحيفة «المصري اليوم» صلاح دياب عموده اليومي، حيث بكي وأبكانا معه عندما قارن بين ما يقابله من تعنت النظام معه ومع أمثاله، ومن تساهل مع رجال أعمال آخرين فقال: «أن تكون رجلاً منشغلاً بأعمالك هذا طبيعي. المفروض أن يشغلك عملك. يأخذ كل وقتك. أما أن تكون رجل أعمال ممن يتمسح دائماً في السلطة. أياً كانت. هذا نهج آخر في الممارسة. فالسلطة لديها الأراضي، يمكنها أن تخصص لك ما غلا ثمنه واقترب بُعده. لديها أيضاً المصانع والمصالح القابلة للخصخصة. لديها تراخيص يمكن منحها بالأمر المباشر الذي انفردت به مصر مرتين في الفترة الأخيرة، حيث تغير فيها الحكم، مرة لصالح الإخوان، الثانية لصالح الشعب بدعم الجيش. كشف هذا النوع الثاني من رجال الأعمال، الذين عرفهم الناس وكشفوا هويتهم. فهم كرروا أسلوبهم نفسه الذي مارسوه مع كل حكم. تكرار الأسلوب نفسه لا غرابة فيه. هم يدينون له بما هم فيه الآن. أما الغريب. أما المذهل. أما ما يكاد أن يكون إعجازاً، أنه في عهد مبارك تحديداً، ادعوا أنهم كانوا مضطهدين، بل كانوا من أفراد المعارضة.. كانوا من رجال المقاومة. طبعاً ليس لديهم اليوم ما يخسرون. أموالهم كامنة مطمئنة في الخارج اعملوا ما شئتم في مصالحكم. حلال عليكم ما كان لكم. حلال عليكم ما كسبتم. سوف يحاسبكم الله على من عملوا لديكم. كان تعليمهم على نفقة الدولة، كذلك كانت رعايتهم الصحية. الأمن الذي صان أملاككم. الدولة التي أمدتكم بالطاقة المدعمة. مع كل ذلك بعضكم وجد ثغرة في القانون. قابلتها ثغرة في ضميره. بررت له أن يتهرب من دفع ضرائب عن الأرباح التي حققها. على الأقل فليسكت عن دور المجني عليه. عن دور المضطهد. فيا ليت الجميع اضُطهدوا مثلكم».
وبالتأكيد فإن صلاح دياب يقصد رجال أعمال معينين لا نريد أن نخمن أسماءهم ما دام لم يذكرهم، خاصة أن هناك أسماء يمكن التوصل إلى معرفة أصحابها من خلال كونهم أصحاب مصانع تستهلك طاقة كبيرة وهي صناعات الحديد والإسمنت والسيراميك.
الكلمة أمانة سنُسأَل عنها
وفي اليوم التالي الأربعاء نشر نيوتن ردا وصله من الدكتور جلال الدين الشاعر أستاذ التاريخ في المعهد التكنولوجي العالي شن فيه هجوما عنيفا على خالد الذكر وأنصاره بالملايين قال عنه وعنهم أجمعين ومشجعا نيوتن على مواصلة حملته ضدهم: «في ظل هيمنة الناصريين على الإعلام والتغني بأمجاد معشوقهم الأوحد وأغنيات النفاق التي تبارى في غنائها الأربعة الكبار، ومنهم من نافق الملك، تصبح كل كلمة نقد هادفة للحقبة الناصرية كمن ينحت في الصخر، أو يحرث في مياه البحر.. ولكن مهما كانت صعوبة المهمة، فالكلمة أمانة سوف نُسأَل عنها، ولن ينصلح حالنا إذا لم نقلها ونعترف بأخطائنا، لذا أطالبك بعدم اليأس والاستمرار في رأيك لا تحيد عنه، مهما تعرضت لهفوات الصغار. لقد دأب الناصريون على الكذب، وشعارهم «إكذب واستمر في الكذب حتى يصدقك الناس»، مدركين أن آفة المصريين النسيان – كيف لهم أن يدافعوا عمَّن وأد الديمقراطية وأداً كاملاً، وحكم البلاد حكما ديكتاتوريا فاشستيا، زج بجيشه في حروب بغير روية، كانت نتيجتها الهزائم وضياع سيناء والقدس والجولان. كيف يدافعون عمَّن تسبب في تفتيت الملكيات الزراعية الكبيرة وتحويل معظمها إلى كتل خراسانية، بعد أن أصبح نصيب الوريث بضعة قراريط لا تسمن ولا تغني من جوع، فحوَّلها إلى شقق سكنية كيف يدافعون عمَّن خرب البلاد باشتراكية الفقر التي فشلت في إنصاف الفقراء من الأغنياء وأفقرت الشعب كله؟! استمر يا أستاذ في إلقاء الضوء على أخطاء الماضي وإلا لا ولن ينصلح حالنا».
ليس المطلوب من وزير الثقافة
أن يكون شاعرا أو كاتبا أو ممثلا
ونظل في معارك الأربعاء ففي «الأهرام» جدد زميلنا وصديقنا الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي الناصري الأسبق حملته العنيفة على عهد خالد الذكر بقوله: «كنت أحب أن أكمل ما بدأته يوم الأربعاء الماضي عن «القناة والأوبرا والبرلمان»، فما زال هناك الكثير يجب أن يقال عن كل من هذه المفردات، وعما يربط بعضها ببعض، وعن نهضتنا التي يجب أن نعود إليها ونستأنفها بعد أن تخلينا عنها أكثر من نصف قرن، لكنني تابعت ما يحدث في وزارة الثقافة وما تنشره الصحف وترسله الإذاعات حول القرارات التي اتخذها الوزير باستبعاد من استبعدهم من رؤساء الهيئات التابعة لوزارته وإحلال غيرهم محلهم، ولا أظن أن أحدا يستطيع أن ينكر على الوزير حقه في أن يختار من يعاونونه أن يكون مدركا لرسالة الوزارة ووظيفة كل مؤسسة من مؤسساتها. ليس مطلوبا من وزير الثقافة أن يكون شاعرا أو كاتبا أو ممثلا، لأننا لم ننشئ وزارة الثقافة لتكتب لنا أو لتمثل أو لتغني، وإنما أنشأناها لتعين الكتاب والممثلين والمغنيين والمصورين وتفتح أمامهم طرق التجديد والتجويد والإبداع، وهذا ما صنعه أول وزير للثقافة في مصر.
مبادرات شخصية
لجمع ما كتب عن عبد الناصر
وهكذا أوقعت بركات خالد الذكر حجازي في شر أقواله فكيف يكون عهده قد أوقف مسيرة النهضة في مصر في عهد أسرة محمد علي، ثم يقول إن إنشاء وزارة الثقافة أدى لرعاية الكتاب والفن والإبداع عندما ترأسها المرحوم ثروت عكاشة، وهو من ضباط يوليو/تموز التي أصبح حجازي يشن عليها حملات دائمة. ولأن صديقنا الشاعر والكاتب شعبان يوسف أراد أن يسبق مقال حجازي في «الأهرام» كل أربعاء بإحراجه إحراجا لا مزيد عليه، فقد كتب مقالا يوم الأحد في «التحرير» قال فيه وهو يخفي شماتته في حجازي: «لم يحظ قائد أو زعيم أو رئيس أو ملك عربي مثلما حظي به جمال عبد الناصر من تعظيم وتبجيل، كتب فيه الشعراء والروائيون وكتاب المسرح كتابات لا يستطيع جهد فردي حصرها، رغم أن الشاعر الراحل حسن توفيق فعل بعض ذلك وبذل مجهودات كثيرة من أجل جمع بعض الأشعار التي كتبها الشعراء في رحيل الزعيم، وبالتأكيد فإن هذا الجهد الذي قام به حسن توفيق جهد محمود، لأنه قام به من دون تكليف من مؤسسة رسمية أو غير رسمية، وعندما أنجزه راح ينشره على نفقته الخاصة في دار النشر الخاصة في لبنان، وكنت أعرف أنه هو الذي دفع نفقات النشر والإصدار، رغم أن هذه المهمة لابد أن تبادر بها وزارة الثقافة المصرية، التي لا تولي مثل هذه المهمات أي اعتناء، لذلك فالمبادرات الشخصية تعتبر خطوة على الطريق، رغم الصعوبات وعدم الكفاءة الكبرى لأي منتج يقوم على جهود خاصة، فها هو أحمد عبد المعطي حجازي يكتب قصيدة عنوانها «عبد الناصر»:
فلتكتبوا يا شعراء أنني هنا..
أمر تحت قوس نصر..
مع الجماهير التي تعانق السنا..
تشد شعاع الشمس تلمس السماء..
كأنها أسراب طير..
تفتحت أمامها نوافذ الضياء..
ويستطرد حجازي في إرسال مجازاته التي تنطلق من حب وتقدير وتبجيل وتأييد شبه مطلق، كتبت هذه القصيدة عام 1956، في الوقت الذي كانت مصر فيه تحقق قدرا كبيرا من أشكال التحدي، هذا التحدي الذي وضع جمال عبد الناصر في مقدمة زعماء العالم، وكذلك جعله هدفا للمؤامرات والمكائد السياسية، لذلك كان الشعراء يؤازرون الزعيم بكل ما يملكون من حس بلاغي ومجازي وصوري» .
عبد الناصر
لم يقل يوما إنني ديمقراطي
وهكذا ذكرني يوسف «بارك الله فيه» بصديقنا العزيز الشاعر حسن توفيق صاحب الأخلاق الرفيعة، وقد عملنا معا ابتداء من شهر مارس/آذار سنة 1979 في تأسيس صحيفة «الراية» القطرية مع زميلنا وصديقنا الناقد رجاء النقاش وشعبان يوسف وحسن توفيق، وهما ناصريان. أما آخر مقال يخص خالد الذكر فكان في «البوابة» يوم الأربعاء كتبه زميلنا سليمان القلش ردا على زميلنا محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي وقال فيه:
«مقالة محمد الباز التي نشرها أخيرا في جريدة «البوابة» عن فقد بريق الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر كتجربة سياسية في الوقت الحالي والسابق، وكما تعود المختلفون والمهاجمون لعبد الناصر فإن سلاح الديمقراطية والحرية هما المسيطران على ما كتبه الباز، يقول في مقال له سابق إن «عبد الناصر حرر الوطن واستعبد المواطن» وهذه مقولة ليست جديدة في الهجوم على عبد الناصر وزمنه، وأنا هنا أتساءل أي استعباد قدمه عبد الناصر للمواطن بالضبط؟ هل قانون الإصلاح الزراعي كان استعبادًا للمواطن؟! هل آلات المصانع التي انتشرت في ربوع مصر كانت استعبادا للمواطن؟! ما زلت أتذكر المئات من عمال بلدنا في قويسنا وهم يمتطون الدراجات صباحا ذاهبين إلى شبين لمقر عملهم في مصنع النسيج، وكيف كان المصنع مصدرًا مهما للدخل وللمستوى الاجتماعي، يكفى أن يقول الشاب إنني في مصنع غزل شبين الكوم حتى يرحب به أهل عروسه! هل السد العالي كان استعبادا؟! هل منجزات ثورة يوليو/تموز الخالدة إلى هذه اللحظة، هل ما فيها كان استعبادا للمواطن؟! هل التعليم المجاني في جميع مراحله كان استعبادا للمواطن؟! هل كان اهتمام عبد الناصر بالمواطن وبالغلابة في مصر استعبادا؟! أما موضوع الديمقراطية التي يتشدق بها كثيرون، فعبد الناصر لم يقل يوما إنني ديمقراطي، وإنه كان يسعى إلى الديمقراطية، عبد الناصر لم يدع ذلك، هو كان مؤمنا إيمانا كاملا أنه جاء إلى هذا الوطن لينتشر ما هو أهم من الديمقراطية، حتى يجعل المصريين يشعرون بأنهم يعيشون في بلدهم.. في الوقت الذي تغنى السادات ومبارك بالديمقراطية، ومع ذلك كان حكمهما كله قمعًا، أنا هنا لا أقول إن عصر عبد الناصر لم يمارس فيه القمع، ولكن الظروف الداخلية والخارجية التي واجهها عبد الناصر في زمنه كانت أشبه بالذي يواجهه السيسي هذه الأيام «.
على ضفاف القناة
وإلى ضفاف القناة ومقال الكاتب عمرو الشوبكي في «المصري اليوم» يوم السبت وقوله: «ارتبط تاريخ مصر الحديث بقناة السويس، فمنذ حفرها في عام 1869 والقناة في قلب الصراعات الإقليمية والدولية، والتعامل معها اختلف من عهد إلى آخر حتى صارت رمزا للتحولات التي جرت داخل مصر والعالم…
ظلت القناة مملوكة للأجانب والمحتلين، وظل الحنين الوطني لاستعادتها حاضراً في نفوس المصريين حتى جاء جمال عبدالناصر واتخذ القرار التاريخي بتأميم قناة السويس وإعادة ملكيتها للشعب المصري، في خطوة دفعت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل إلى العدوان على مصر في 56 بغرض إسقاط نظام عبدالناصر، وفشلوا نتيجة صمود الشعب المصري ووقوفه خلف زعيمه وبطل التحرر الوطني في ذلك الوقت. وفجّر قرار التأميم ثم العدوان الثلاثي خطاب تعبئة سياسية ضد الاستعمار في مصر والعالم العربي والعالم الثالث، ونالت مصر دعم القوى التقدمية في الغرب في مواجهه العدوان الثلاثي، وكان لهتافات المذيعين في ذلك الوقت صدى كبير في داخل مصر وخارجها، ولم يشعر أحد بزيفها (حتى لو كان هناك أشخاص مزيفون ومنافقون) لأنه كانت هناك معركة حقيقية ودم يراق على الأرض، وكان قرار التأميم في ذاته فعلاً تاريخياً لأنه نقل ملكية مؤسسة كبرى بحجم القناة، دفعت مصر الدماء والمال من أجل بنائها، إلى أهل مصر وشعبها. وهنا كانت الأولوية للحدث الوطني ولخطاب التعبئة السياسية، وأصبحت كل أغنية وطنية (الله أكبر فوق كيد المعتدي، دع سمائي، وغيرهما) ضد استعمار يحاربنا بالسلاح بجد، وكل هتاف وطني كان يعبر عن قيم العصر في التحرر والاستقلال الوطني وهي في حد ذاتها وبعيدا عن أي حسابات رشادة اقتصادية وسياسية كانت مطلوبة في ذاتها وينتظرها الشعب… يحتاج الناس لمشاعر وطنية رشيدة وعاقلة لمواجهة تحديات كثيرة تختلف عن معارك التحرر الوطني، فكان يجب على مصر الرسمية أن تهتم أكثر بلغة الأرقام بدلا من التهليل الإعلامي، فكل شيء متضارب عند الناس، الطول والعمق هل هو 37 كيلومترا أم 72؟ كما لا توجد أي أرقام رسمية عن العائد الاقتصادي، وحتى الجانب المعنوي المشرق المتمثل في قدرة المصريين على العمل والإنجاز تاه أمام صراخ الإعلام وهتيفة كل العصور. إن كل دول الجنوب التي انتقلت من حال التخلف والفقر إلى حال التقدم (ولو النسبي) واليسر لم يغنوا لمشروع واحد تصوروا أنه سيخرجهم مما هم فيه، واعتبروا أن معاركهم الرئيسية كانت على القضايا «مايكرو» Micro (الجزئي) فى إصلاح المؤسسات وخلق بيئة تشجع على الاستثمار بتنمية اقتصادية وإصلاح سياسي».
أكوام الزبالة
في شوارعنا من صنع أيدينا
وأخيرا إلى «الشروق» ومقال الكاتب الأب رفيق جريش ومما جاء فيه: « تزينت الميادين والشوارع في كل محافظات مصر احتفالا بافتتاح القناة الجديدة، ولكن بجانب هذه الترتيبات المواكبة لهذا العرس الكبير نجد الزبالة في كل مكان على بعد أمتار من قصر الاتحادية الرئاسي، فالضيوف الذين يذهبون للقاء السيد الرئيس يمرون من تلك الأكوام التي أصبحت «نصبا تذكارية» في وسط الشوارع ولا أحد يبالي. إذا كنا كمصريين نستطيع أن نعمل المعجزات مثل قناة السويس الجديدة ألا نستطيع أن نهتم بقطاع الزبالة ونزيلها حتى لا تأتي بالأمراض، ويكون منظرنا أمام العالم وأمام أنفسنا أننا شعب متحضر. في أيام الأعياد الماضية هوجم محافظ الإسكندرية بضراوة بسبب كميات الزبالة التي تخلفت من الناس، ولكن لم يكتب أو يشر أحد أن شعبنا هو الذي فعل ذلك، وأن هذه الزبالة نتيجة سلوكيات خاطئة. الذي ذهب إلى الكورنيش واستمتع به وتركه على هذه الحالة المزرية من أكوام زبالة ومخلفات أدت إلى منظر غير حضاري لمدينة كانت تسمى عروس البحر المتوسط.
نحن في أشد الاحتياج للمشروعات الكبيرة العملاقة التي ستصنع مصر المستقبل اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ولكن المشروع الأكبر هو إعادة صياغـة «الإنسان المصري». إن إعادة صياغة الإنسان المصري يستلزم تعليما مميزا وتربية دينية وأخلاقية سليمة، تغرز فيه الالتزام والانضباط وترجمة كلمة «حب مصر» إلى واقع ملموس، فلا بد أن تتضافر الجهود، سواء من الدولة أو من مؤسسات المجتمع المدني وعلماء النفس والاجتماع من أجل صياغته من حيث المهارات والقدرات حتى يكون قادرا على تحمل المسؤولية والأمانة والقيام بالمهام المطلوبة لتحقيق أهداف التنمية الشاملة لاستعادة وجه مصر الحضاري.
حسنين كروم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الأسد؟ ونشرة القدس العربي اليومية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى قرأت لك والثقافة العامة والمعرفة Forum I read you & general culture & knowledge-
انتقل الى: