كيف تشارك إيمانك مع الآخرين ... نصائح للمبشرين المبتدئين

 
روما/ أليتيا (aleteia.org/ar) – جون مارتيغنوني مدافع عن الكاثوليكية و معروف على الصعيد الوطني و عالم في الكتاب المقدس. و هو مؤسس و رئيس جمعية الكتاب المقدس المسيحي، حيث يمكنك العثور على الكثير من علوم الدفاع عن المسيحية بالمجان – CDs، و تحميل مواد بصيغة mp3، النشرات الإخبارية الالكترونية، و أكثر من ذلك. و تستضيفه EWTN في "خط مفتوح" يبث يوم الاثنين الساعة الثالثة.

-        سؤال: كنت أحاول في الأشهر القليلة الماضية معرفة المزيد عن إيماني – بقراءة الكتاب المقدس و التنشئة المسيحية و الاستماع لمواد الدفاع عن المسيحية – و أشعر بأني قد وصلت لفهم أعمق و أفضل، لكني لازلت أشعر و كأني لا أملك ما يلزم لإجراء محادثات عن إيماني مع الناس. فكيف أنتقل من مرحلة التعلم و معرفة المزيد عن إيماني إلى مرحلة تقاسم و مشاركة ما تعلمته مع الآخرين؟

الإجابة: أول ما أقول للناس أن يقوموا به هو الصلاة. صلي لله كي يستخدمك كأداة للوصول إلى الحقيقة الكاملة الموجودة في الإيمان الكاثوليكي، و الحقيقة الكاملة التي هي يسوع المسيح. صلي قبل أن تتحدث إلى شخص ما و أثناء حديثك إليه و بعد من الحديث.

و الشيء الثاني الذي أقوله هو لا تخافوا (لوقا5: 10). فالشيء الثاني الذي اكتشفت أنه يبعد الناس عن مشاركة إيمانهم مع الآخرين هو الخوف. ليس بالضرورة أن يكون الخوف من التحدث إلى الآخرين حول الإيمان، رغم أن هذا قد ينطبق على بعض الحالات، بل يكون خوفاً من الوقوع في الخطأ في أغلب الأحيان حول ما تقوله أو كيف تقوله. و هناك الخوف من أن تحرج إن سألك أحدهم سؤالاً لا تملك إجابة عليه.

حسناً، هذا هو السبب في أني قلت أن أول ما عليكم فعله هو الصلاة، لأن الصلاة ستساعدكم على التغلب على مثل هذه المخاوف. و على الرغم من ذلك، عليك دائماً أن تبقي في ذهنك أنك ستقع في الخطأ بالتأكيد عندما تتكلم مع الناس حول الإيمان، لكن لا بأس بذلك.

هل ستقول شيئاً خاطئاً أو محيراً؟ نعم. هل ستقول شيئاً قد يغضب من يحاورك أو ستغضب بسبب ما يقوله لك أحدهم؟ نعم. هل سيسألك الناس أسئلة لن تعرف جوابها؟ نعم. و على كل حال، فإن كنت تشارك إيمانك مع شخص بسبب اهتمامك المشروع بأرواحهم، و رغبتك في مشاركتك يسوع المسيح معهم، لا لمجرد أن تفوز في مشادة مع أخيك الأصولي و شيء من هذا القبيل، فسيجد الله وسيلة لإخراج شيء جيد من أخطائك. و لذلك، شارك إيمانك بكل ثقة بأن الله سيساعدك على القيام بما يريدك أن تقوم به، و بأنه قادر على استخدام أخطائك من أجل الخير.

لكن هذا لا يعني عدم محاولتك التقليل من الأخطاء التي ترتكبها. فعندما ترتكب خطأ ما يجب أن تتعلم درساً منه و تسعى لتحقيق نتائج أفضل. فإن قلت شيئاً خاطئاً أو مربكاً على سبيل المثال، عليك أن تعود و تحفظ واجبك و تحاول عدم الوقوع في هذا الخطأ مرة أخرى. فإن سألك أحدهم مثلاً أين نجد المطهر في الكتاب المقدس، و تقول لهم أن المطهر ليس في الكتاب المقدس، و كنت قد سمعت هذا قبلاً من أفواه الكاثوليك، فسيجيبونك:"لماذا يؤمن الكاثوليك به إذاً؟".

"حسناً، لأنه، آه، لأن الكنيسة تعلمنا ذلك".
"فأنت تضع إذاً تعليم الإنسان مقابل كلمة الله؟".

"حسناً، آه، حسناً ..."

لقد أخطأت بالقول أن المطهر غير موجود في الكتاب المقدس. إن هذا خاطئ، و إجابتك الخاطئة قد وضعتك في موقف محرج. بالفعل لم يرد في الإنجيل كلمة "مطهر"، لكن يمكنك أن تدرك مفهومها باستخدام الكتاب المقدس. و هناك قاعدة بسيطة علينا إبقاءها في أذهاننا و هي أنك كلما سئلت شيئاً حول تعاليم الكنيسة و الإنجيل، و هو السؤال الأكثر شيوعاً من إخوتنا المسيحيين من غير الكاثوليك – أين هو ذلك (المطهر، الحبل بلا دنس، الاعتراف، الصلاة للقديسين، الخ) في الكتاب المقدس؟ - تذكر دائماً أن تعاليم الكنيسة تدعمك بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال الكتاب المقدس. قد لا تعرف النص المحدد الذي يشير إلى مبدأ معين، لكنهم هناك بالتأكيد. بإمكانك أن تكون واثقاً 100% أن لا شيء في الإيمان الكاثوليكي يناقض أي شيء في الكتاب المقدس، و العكس بالعكس. و عليك أن تضع في الحسبان أن هناك عدداً من المذاهب تؤمن بها طوائف مختلفة من البروتستانت غير موجود في الكتاب المقدس.

فهكذا قلت أن المطهر غير موجود في الكتاب المقدس، و أدركت فيما بعد أنك أخطأت، و بالإمكان توضيحه بسهولة باستخدام الكتاب المقدس و قليلاً من الحس السليم. ماذا تفعل؟ حسناً، عليك أن تعود للشخص الذي كنت تتحدث إليه، إن كنت لازلت على اتصال معه، و تعتذر عن خطأك، و تستغل الفرصة لبدء محادثة جديدة أخرى. استخدم خطأك كفرصة للتبشير. و كلما بشرت أكثر كلما قلّت أخطاؤك.

فماذا لو أنك لم تعد على اتصال مع هذا الشخص؟ و هم الآن قد كوّنوا فكرة خاطئة عن الكنيسة الكاثوليكية بسبب ما قلته لهم؟ حسناً، أولاً و قبل كل شيء، عليك أن تثق بقوة الله و قدرته على إدخال أحدهم إلى حياة ذلك الشخص و تصحيح تلك الفكرة. و ثانياً عليك أن تدرك أن هذا الشخص يظن بالفعل أن لا وجود للمطهر في الكتاب المقدس و ليس الأمر و كأنك تسببت بالخطأ في التفكير في المقام الأول. لكن حتى و إن فعلت ذلك عليك أن تذهب للصلاة. في الكثير من الأحيان نعتقد أن من واجبنا تحويل شخص ما. خطأ. فهذا ليس عملنا، بل عمل الروح القدس لتحويل قلب و عقل أحدهم. مهمتنا هي رمي البذور. إننا نقوم برميها و نترك الباقي على الله. فابدأ ببذرها الآن و اركع بعدها على ركبتيك ...