الهند: هندوسية انقذت سبع راهبات مسيحيات

الهند / أليتيا (aleteia.org/ar) –     تم تكريم ساتيابهاما ناياك خلال "يوم الذكرى" الذي يستذكر هجمات المتطرفين الهندوس بحق المسيحيين في مقاطعة أوريسا في أغسطس ٢٠٠٨

أطلقت مجموعة من الهندوس منذ سبع سنوات، أي من ٢٥ الى ٢٨ أغسطس ٢٠٠٨، سلسلة من المجازر بحق المسيحيين في مقاطعة أوريسا الهندية. فقد تم تطهير ٤٠٠ بلدة من مسيحييها بعد تعرضها للهجمات وتم حرق ٥٦٠٠ منزل و٢٩٦ كنيسة إضافةً الى مجموعة من المدارس والمستوصفات.

وأدت هذه الهجمات الى سقوط مئات الضحايا (إلا أن الحكومة لا تعترف سوى بـ٥٦) وآلاف الجرحى. وقد تعرضت نساء وفتيات وراهبات حتى للاغتصاب ووجد ٧٠ ألف شخص أنفسهم من دون مأوى واضطر ٥٦ ألف شخص للهجرة. ولم تنجح الحكومة على الرغم من معرفتها بالتهديدات من تلبية طلبات المسيحيين بالحماية.

جرائم بقيت دون عقاب

وتشتكي الجماعة المسيحية بعد سبع سنوات على وقوع هذه الأحداث من افلات عدد كبير من المذنبين من العقاب. وتُشير الأرقام التي نشرتها الكنيسة الى ان عدد شكاوى العنف بلغت ٣٢٣٢ شكوى في حين لم تسجل الشرطة سوى ٨٢٨. ولم تتم ملاحقة سوى ٣٢٧ شكوى بمحاكمة قضائية أفضت بمحاكمة ٨٦ شخصاً فقط بعقوبات خفيفة في حين ان عدد كبير من المجرمين لم يتم التحقيق معهم حتى.

ولا تزال التحقيقات مستمرة حول ٩٠ ملف إلا ان امكانية جمع الدلائل تتقلص مع مرور الوقت. وقد شجع اهمال السلطات وتقاعسها على المزيد من الجرائم بحق المسيحيين في أوريسا وفي غيرها من المقاطعات.وكانت تبرئة ستة أشخاص هندوس اغتصبوا الأخت مينا باروا قد تسببت بموجة من الغضب في مارس ٢٠١٤

“جميعنا بشر سواء كنا مسيحيين أو هندوس"

ولحسن الحظ، كان هناك أشخاص هندوس متعاطفين مع جيرانهم المسيحيين حرصوا على حمايتهم ومنهم  ساتيابهاما ناياك التي خبأت مجموعة من الراهبات في منزلها واضعةً حياتها في خطر. وإليكم شهادتها: “توافدت سبع راهبات كن قد هربن سيراً على الأقدام من الجبل الى منزلي في حين كان الثوار يتنقلون من حوله.

كان بعضهن مصابات وبعضهن خائفات. أنا كنت خائفة أيضاً وأصلي للّه لكي يخلصنا جميعاً لأن الأصوليين لم يرحموا من يساعد المسيحيين أبداً. (...) نصحني أحد الجيران بطرد الراهبات إلا أنني رفضت فنحن جميعنا بشر سواء كنا مسيحيين أو هندوس. تمكنا في اليوم الثاني من الهرب والإختباء في الغابة. بقينا هناك مدة ثلاثة أيام برفقة مسيحيين آخرين فكانت أيام خوف كبير قبل أن تصل الشرطة أخيراً. فقد أنقذنا بمشيئة الله.”

وقد تم تكريم  ساتيابهاما ناياك خلال احتفالات الذكرى التي ضمت اجتماعات ومسيرات من أجل السلام وأمسيات صلاة.