“تنظيم الدولة “يعيد اعتقال المعتقلين الفارين من أحد معتقلاته في الموصل

الموصل ـ القدس العربي ـ من عبد الله العمري ـ شهدت شوارع مدينة الموصل العراقية، استعراضاً لعدد من الأسرى الأكراد الذين تَمّت عملية إعادة اعتقالهم بعد نجاحهم بالهروب من أحد سجون التنظيم بعملية استخبارية منسقة، شاركت بها قوات التحالف الدولي فجر الثلاثاء 25 آب/ أغسطس.

مصادر خاصة، أكدّت لـ “القدس العربي”، أنّ منتصف الأسبوع الماضي، شهد عملية هروب لـ 20 أسيراً كردياً من سجن تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في حي المهندسين، شرق المدينة، وقد تمكنّ التنظيم من إعادة اعتقال آخر أربعة منهم في حي المثنى فجر الثلاثاء الأول من أيلول/ سبتمبر، وسبق للتنظيم أنْ اعتقل عشرة منهم في حي المهندسين، بعد ست ساعات فقط من هروبهم، في حين تمكّن من اعتقال ستةً آخرين في وقتٍ لاحق بمنطقة الغابات”.

مصدر مطلّع، رفض الكشف عن هويته، قال لـ “القدس العربي”، “بعد اجتياح تنظيم الدولة مدينة الموصل في العام الماضي، وتقدمه إلى مسافة قريبة من أربيل، عاصمة إقليم كردستان، تمكنّ التنظيم من اعتقال ما يقارب 400 مقاتل من قوات البيشمركة، وقام بتنفيذ أحكام بالإعدام للعشرات منهم، والتهديد بإعدام من تبقى منهم، كورقة ضغط على حكومة الإقليم لوقف القصف على المدينة، وعدم قطع التيار الكهربائي من محطات توليد سدّ الموصل الخاضع لسيطرة قوات البيشمركة”.ويؤكدّ المصدر أنّ تنظيم الدولة يقوم بتوزيع الأسرى على عدّة سجون صغيرة، حسب تصنيف الجهات المسؤولة عن ملف الأسرى والمعتقلين، ومن بينها السجن الواقع في حي المهندسين شرق المدينة، والذي شهد عملية هروب 20 أسيراً من قوات البيشمركة، قبيل فجر الثلاثاء 25 آب/ أغسطس، بالتنسيق بين أحد حراس السجن وطيران التحالف الذي كان مقرراً أنْ يقوم بتأمين نقلهم جواً بعد وصولهم إلى أطراف الموصل”.

ويروي المصدر المطلع لـ “القدس العربي”، قيام أحد الحراس بفتح باب إحدى الغرف، وتسليم بعض الأسلحة لعدد من الأسرى الذين قاموا بقتل حارسين اثنين، والسيطرة على المبنى الصغير وتأمين هروب جميع الأسرى البالغ عددهم 20 أسيراً، بعضهم توجه للاختباء داخل حي المهندسين نفسه، فيما توجه ستةٌ منهم باتجاه منطقة الغابات، وبقيت وجهة الأربعة الآخرين غير معروفة لعناصر التنظيم الذين انتشروا على الفور في أرجاء الحي، والأحياء المجاورة”.

تمكن عناصر تنظيم الدولة من إعادة اعتقال عشرة من الهاربين في حي المهندسين بعد مرور أقل من ست ساعات على هروبهم، وإعادة اعتقال ستة آخرين في ساعاتٍ لاحقة بمنطقة الغابات، بعد أنْ قام عناصر من المفارز الأمنية للتنظيم بإشعال النيران في منطقة اختباء الهاربين، وظلّ مصير الأربعة الآخرين مجهولاً لعدة أيام مع استمرار عمليات البحث عنهم”.مصدر مقرّب من تنظيم الدولة، رفض هو الآخر التعريف عن نفسه، قال في حديثٍ خاص بـ “القدس العربي”: “بالتعاون مع أبناء المدينة في حي المثنى، وحسب معلومات قدمها هؤلاء، توجهت مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية إلى مبنى قيد الإنشاء، وألقت القبض على أربعة أشخاص في الساعة الثانية من فجر يوم الأحد الماضي، وبذلك تكون الدولة الإسلامية قد أعادت اعتقال جميع الأسرى الذين هربوا من معتقل حي المهندسين”.ورداً على سؤال حول المصير الذي ينتظرهم قال المصدر المقرب من التنظيم: “المحاكم الشرعية وحدها من تملك تحديد مصير هؤلاء، أو حسب ما يراه الإمام من مصلحة متحققة سواء بقتلهم، أو العفو عنهم، وهذا أمرٌ على صلة بجوانب عدّة; من بينها أنّ لكلّ جبهة مواجهة سياسة خاصة بها، بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية”، على حدّ قوله.