بغداد مازالت وفية لابنائها المسيحيين في مشهدهم الافل
كاتب الموضوع
رسالة
جورج كوسو عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: بغداد مازالت وفية لابنائها المسيحيين في مشهدهم الافل الخميس 10 سبتمبر 2015 - 13:00
عنكاوا كوم-سامر الياس سعيد في زيارة خاطفة للعاصمة الحبيبة (بغداد )ترسخت انطباعاتي نحوها فهي من المدن التي مهما تعرضت لظروف امنية استثنائية لكنها بقيت راسخة تعيش يومياتها كانها ليست تلك المدينة التي تشهد يوميا عشرات الحوادث الامنية لتبكي المفقودين والضحايا بصمتها ولتعود بصخبها وليلها الجميل نافضة كل هم تماما كما كانت وتكون في كل يوم ..ارتايت ان ازورها لكي احظى بمقارنة عما تشهده اليوم من اراء تتباين في انها باتت تلفض مسيحييها مثلما كانت شقيقتها الموصل في سنوات سابقة تشهد في كل يوم هجرة عوائل مسيحية على هامش ما كانت تعيشه من خفوت عكسته ظروف واوضاع الامن في المدينة وما كانت يشهده المسيحيون في المدينة من اقصاء وتهميش وتعاملات تستهدف كرامتهم وبقائهم التاريخي بالموصل ..اما بغداد فواقعها غير فمازالت لافتات المتاجر تنبض باسماء مسيحية تشعرك بان الزمن الجميل الخاص بازدهار هذا الحضور مازال يتحرك في اعماق شوارع استمدت شهرتها من المسيحيين الذين انحدر اغلبهم من مدينة الموصل على وقع ثورة الشواف وقبلها ما حظي به اقرانهم من نكبة سميل الذائعة الصيت ووجدوا في ملاذ بغداد المدينة التي كانت تتوسع في فترات الثلاثينيات وبعدها بعقود الاربعينيات والخمسينيات على اساس التعايش والعيش المشترك فوجدوا فيها فرص العمل التي سنحت لهم ليواصلوا حياتهم بعيدا عن مسقط راسهم والواقع الجديد يفرض نفسه في اعادة مشهد النزوح بناءا على الظروف العصيبة التيواجهها المسيحيون ففي حي زيونة وبالتحديد في مقر الحركة الديمقراطية الاشورية تبدو غابة الكرفانات الموزعة لتحتضن عوائلا قصدوا العاصمة هربا مما كانت تعيشه مناطقهم في صيف العام الماضي فاتوها من الموصل ومن مناطق سهل نينوى ليتشتتوا في مناطق مختلفة عبر قاعات وبنايات خاصة بالكنائس والمدارس حتى التقوا اخيرا في هذه المنطقة حيث تم توفير الكرفانات لتكون بديلا مؤقتا عما كانوا يملكونه قبل عام من منازل خاصة في مناطقهم التي نزحوا منها .. هذه بغداد التي مازالت وجهة القاصدين بالرغم مما تعيشه من ظروف الامن المتذبذب والتكثيف الذي يقارب للاذهان ما كانت تعيشه الموصل بالنسبة للعناصر الامنية ولكن في وسط حزمة اللافتات التي تشجع وتدعم الحشد الشعبي فان لسرايا المسيحيين المشاركة لتلك القوات حضور اخر بين العناوين التي تسبب فوضى بصرية لصور مختلفة وعبارات تدعو للحزم ضد ما يشهده البلد في مواجهة تنظيم داعش .. اذن فان للمسيحيين حضورا بارزا سواء في اللافتات الموجودة في شوارع بغداد وازقتها وحتى في مؤسساتها ودوائرها لكن ما يدفعنا لان نتساءل حول مدى الحضور المسيحي في ظل نزيف الهجرة الذي انطلق من الشمال وتحديدا في الموصل ومناطق سهلها لكي يمتد للاقليم وينطلق من هذه البقعة التي مازالت تعيش بركانها بانتظار ان تهدا الظروف وثورة الهجرة الاكبر والذي يهدد تواجدا بالاف السنين لابناء شعبنا ..