هجوم داعش أطلقت الدولة الإسلامية، في مطلع شهر فبراير، الجهاديين للاستحواذ على منطقة الحسكة، الواقعة شمال شرقي سوريا عاقدةً العزم على الوصول الى الحدود التركية. فلم يعد لخلافة أبو بكر البغدادي، منذ خسارة كوباني، منفذاً مباشراً الى البلد الأساسي لمرور الأسلحة والنفط والجنود. ووقعت، خلال هذا الهجوم، ١١ بلدة آشورية مسيحية تزنر نهر خابور، في قبضة الجهاديين على الرغم من مقاومة الميليشيات المسيحية. ووقع أبناء البلدة الـ٢٥٣ الذين لم يتسنى لهم الوقت للهروب بين أيدي الجهاديين. وقد تم الافراج عن ٤٨ منهم فقط هذا الصيف بعد اعتقال دام ستة أشهر.
هجوم مضاد لم يكن الهجوم على البلدات المسيحية سوى جزء من عملية أوسع قادها مقاتلو الدولة الاسلامية ضد وحدة حماية الشعب الكردي والجيش العربي السوري. اضطر الجهاديون الى التراجع فتخلوا عن ضفاف نهر خابور وحاولوا السيطرة علي بلدة الحسكة التي كانت يسيطر الأكراد على نصفها والجيش السوري علي النصف الآخر. وبعد نجاح أولي، حاصر ابناء البلدة المعتدون قبل ان يُطيحوا بهم بشكل تدريجي. وتشير المصادر الرسمية الى ان ١٢٠٠ مقاتل من داعش اضطروا الى الاختيار بين الموت وسجون الأسد.
غاز الخردل والمرتزقة تُعتبر المواجهات التي دارت في منطقة الحسكة هزيمة خطيرة بالنسبة لخلافة أبو بكر البغدادي. فهو قد سخّر كل قواه من أجل المعركة ناشراً مدفعيات مسروقة من الجيش العراقي سبقها هجمات لمرتزقة وقصف للمواقع المؤيدة للنظام بغاز الخردل. وقد استقدم الى الجبهة محاربي الشيشان القدامى وأصحاب الخبرة الذين يخشاهم الجميع في ساحة المعركة من أجل تعزيز مواقعه المهددة شمالاً من قبل قوات البشمركة الكردية.
ألمانية تقدم حياتها من أجل سوريا وحارب الجيش السوري بتعاون وثيق مع وحدة حماية الشعب الكردي التي تتمتع بدعم قوات الجو الأمريكية الفعال. وشاركت الميليشيات المسيحية أيضاً بالهجوم المضاد ولبس متطوعون كثر لباس الوحدة لمساندتها في مكافحة الدولة الإسلامية.
وهكذا لقيت امرأة المانية مصرعها تزامناً مع وقوع مئات من المحاربين الذين ينتمون الى الوحدة ومن بينهم استرالي وبريطاني. وقدم عدد كبير من كبار المقاتلين في صفوف حزب اللّه اللبناني الى الحسكة من أجل مساعدة الأكراد. ويُبرهن هذا التحالف المفاجئ بين الجيش النظامي العلوي وحزب اللّه الشيعي والأكراد السنة ان رفض الدولة الاسلامية يتخطى كل الخلافات الدينية! وتشير قنوات بروباغندا داعش الى ان هزيمة الحسكة ناتجة “أساساً عن فرار المقاتلين”. فقد أعدم جلادو الخلافة ٩٠ جهادي متهمين بالفرار من أرض المعركة.
" />
سوريا: ٤٨ مسيحي يتحدثون عن محنتهم بعد تحريرهم من قبضة الدولة الإسلامية