☺ كعبة المسلمين الجديدة .. إمـا في ألمانيــا ؛ أو في السّـــويد !!! ☺

كعبة المسلمين الجديدة .. أمّا في المانيا ؛ أو في السّويد ! 

بقلم : مهدي قاسم ..

صوت العراق :

لو كنا أجانب لاستغربنا من صمت وسائل الإعلام العربية عن الزحف الجماهيري المليوني من البلدان العربية والإسلامية

نحو الغرب وهم يقطعون أعماق البحار وأطراف الصحارى وحدود عدة بلدان مشيا على الأقدام التي تتقرح من كثرة

سير طويل لا يعرف النهاية ، مغامرين بحياتهم وبحياة أفراد عائلاتهم ، ليوصلوا إلى المانيا أو السويد

وهما أكثر البلدين تحبّبا إلى نفوس اللاجئين والمهاجرين العرب المسلمين لكثرة المزايا والامتيازات .

بينما الصحافة ووسائل الإعلام الغربية تضّج بأخبار هؤلاء اللاجئين والمهاجرين وعن الظروف الصعبة والتهديدات الخطيرة

التي ترافقهم في رحلتهم الطويلة والمحفوفة فعلا بكل إحتمالات الموت المتوقعة في أية لحظة كالغرق في لجة البحار

أو الإختناق موتاً في شاحانات مغلقة كبوابات الجحيم ، دون أن نتحدث عن غدر وإحتيال المهربين

وآستغلالهم الدنئ لهؤلاء اللاجئين الذين يضعون مصيرهم ومصير أفراد عائلتهم بين أيدي أناس مجهولين عديمي الإنسانية

والقيم لا يرون في هؤلاء المهاجرين واللاجئين غير غنيمة كبيرة و ثمينة وفرصة نادرة للإثراء السريع .

فلا أحدا ولا جهة حكومية أو مدنية أو إعلامية ، تكلف نفسها عناء الكتابة عن مأساة اللاجئين بهدف إطلاع الناس

على ما يحدث لهؤلاء اللاجئين والمهاجرين من عملية إحتيال ونصب وغدر

وغرق في البحار أو الضياع موتا في عمق الغابات العميقة والكبيرة والشاسعة ، وكذلك فلا بلد عربي " إسلامي "

يفتح أبوابه أمام هؤلاء اللاجئين ليمد لهم يد المساعدة والعون والاحتضان " الإسلامي " أو الإنساني ،

الأمر الذي دفع مئات الآف من هؤلاء اللاجئين والمهاجرين المسلمين إلى أن يشدو الرحيل نحو بلاد " الكفار والصليبين "

بحثاً عن أمان مضمون ، وكرامة مصانة ، وعيش مريح و حياة هادئة ، وهم يمضون طوابير وزرافات وبألوف

مؤلفة شطر الغرب " الكافر " وبنفس الزحمة والكثافة البشرية الزاحفة التي تطوف حول الكعبة في مواسم الحج والعمرة ،

فيمضي هؤلاء اللاجئون بإصرار وعناد وتصميم عجيب ، كأنهم يجدون " كعبتهم " الحقيقية  في " الغرب الكافر "

على صعيد الأمن والأمان والعيش المريح وسط خدمات جيدة وعصرية ومتوفرة على طول الخط ، أما الإيمان الآلي

الذي سيبقى في قلوب بعضهم ، فسوف يذكّرهم بوجود " الكعبة " في السعودية ، والتي حتماً سيحجّون إليها بعدما يقدرون

على ذلك ماديا جمعا للفلوس السوسيالية المدفوعة من فلوس دافعي الضرائب من " الصّليبيين الكفار والنصارى الأشرار " .