الضغوط تزداد على الولايات المتحدة لاعتبار الحرب ضد المسيحيين في الشرق الاوسط إبادة جماعية

دوكلاس بَرتن- .washingtontimes.com
ترجمة: إنهاء الياس سيفو

الناشطون في حقوق الانسان ، الزعماء الاجانب ، وأكثر من 80 عضو في الكونكرس الأمريكي ، جميعهم يشهدون بأن ما يتعرض له المسيحييون هو ابادة جماعية . الجميع يطالب رئيس العالم المتحرر لاعلان ان ابادة جماعية بحق المسيحيين تحدث في الشرق الاوسط .

هذه الحملة ، والتي تم مناقشتها في مؤتمر كابتل هيل  المنعقد في اوائل هذا الشهر باستضافة  جمعية الدفاع عن المسيحيين غير الربحية المتشكلة قبل عامين ، كان لها تأثير كبير في هذا الموضوع .

البابا فرنسيس في زيارته الى الولايات المتحدة الامريكية الاربعاء ، اشار الى ان عدد المسيحيين الذين يستشهدون اليوم تجاوز عدد الذين استشهدوا في زمن الامبراطورية الرومانية .
وفي الحقيقة ، ان الاعداد الهائلة للمسيحيين الذين يقتلون ، ويعذبون كل عام في عشرات الدول في هذا العالم المتحضر يزداد سوء ، والفضل يعود هنا الى  الحملات التي ترتكبها الجماعات الارهابية ، داعش والقاعدة .

على سبيل المثال ، في العام 2014 ، تم قتل 2000 من المسيحيين في العراق وحده ، وهذا الرقم تم رصده من قبل المؤرخ أدوارد كيبون ، كاجمالي الشهداء المسيحيين في القرون الثلاثة الاولى للمسيحيية .

في العراق حيث تم تشييد فيه الكنائس المسيحيية من قبل 1800 عام ، فقد تم القضاء على المسيحيية ما عدا لما يقارب 200000 لاجئ والذين وجدوا ملاذ آمن لهم في كردستان والقليل منهم لا زال في بغداد.
لغتهم الارامية ، وطنهم الام ، سهل نينوى ، نكبتهم ، جميعها ذات نزعة انجيلية، اي مقارب لما  في الكتاب المقدس.

 فقد تم تعذيب المئات علنا واعدامهم في الموصل بينما النساء والاطفال فقد عانوا كل انواع التعذيب والعنف الجنسي منذ سيطرة الدولة الاسلامية في عام 2014 .

"تم القضاء على المسيحيية في الشرق الاوسط" حسب ما ذكر الجمهوري جف فورنبري- نبراسكا ، في المؤتمر (اي دي سي) في التاسع من ايلول . "حيث تم القضاء على شعائر ورموز وتقاليد الايمان الاصيلة  ، تم تحطيمها وتدميرها . لكن المسيحيين في العراق وسوريا لا زالوا عالقين في مواجهة الهجمة الوحشية للتنظيم الاسلامي . هذه هي الابادة الجماعية .

بعد عام من قيام الكونكرس الامريكي بتفويض مبعوثا خاص لتأمين وتمكين الاغاثة الانسانية لللاقليات المضطهدة  في العراق ، قامت ادارة اوباما اخيرا باختيار شخص لسد الفراغ . . نوكس ثيمس ، قد سُميَّ المستشار الخاص في وزارة الخارجية للاقليات الدينية في الشرق الادنى (ان اي ايي)  وجنوب ووسط اسيا (اس سي ايي) . وقد تم الاعلان عن تعيينه في 16 ايلول من قبل السفير ديفد سابرستين ، وهو السفير المتجول للحريات الدينية الدولية . ويأمل اللاجئون المسيحييون في اربيل ان تطأ قدم السيد ثيمس ارض الواقع .

"ان هذا التعيين يمثل خطوة ايجابية يعزز استجابة الولايات المتخدة الامريكية للاضطهاد الديني في الشرق الاوسط" حسب ما قالت ديليا قاشات ، والتي تعمل لاجل  مجلس نينوى الامريكي ، وهو مكتب تأسس حديثا يهدف الى زيادة الوعي والانتباه الى محنة الاقليات المسيحيية المهددة بالخطر بما في ذلك الايزيديين .

واضافت "ان التاريح يعيد نفسه" وذلك على غرار الازمة الاخيرة التي تُعيد الى الذاكرة مجزرة 3000 شخص من المسيحيين الاشوريين في اب 1933 وكذلك الابادة الجماعية بحق الارمن في 1915 والتي قضت ايضا  على حياة الكثير من الاشوريين المسيحيين .

"اننا نعاني على مرار الزمن من حملات ابادة جماعية ، السكان الاصليين في العراق وسوريا يعملون بمثابة صانعي السلام لتحقيق التوازن في المنطقة . والحديث لا زال لديليا . منذ اجتياح امريكا للعراق في العام 2003 ، عانى المسيحييون الكلدان والاشوريين في كل المحافظات من الخطف والتعديب والاعتداءات الوحشية ، وبعدها تبعها نزوح جماعي بعد تواجد الدولة الاسلامية في المنطقة .

نشأت السيدة قاشات في منطقة مترو ديترويت ، الموطن الام لحوالي 150000 كلداني مسيحي من المهاجرين ، لكن والديها ولدوا في سهل نينوى وهربوا من العراق عام 1973 . "لقد جاؤوا الى هذا البلد حيث هنا يمكنهم من العيش بحرية وسلام ويمارسون شعائرهم الدينية بحرية " حسب ما ذكرت ديليا .

سواء اكانوا يدعون اشوريين او كلدان ، كاثوليك او ارثوذكس ، المسيحيين العراقيين ينتمون الى عرقية مشتركة وتنحدر اصولهم الى الشعوب القديمة التي اسست بلاد أشور قبل 4500 عام .

حاليا ، هناك حزب 14 حزب مسيحي يحاولون الحصول على مقاعد في البرلمان الكردستاني ، وكل واحد منهم ينتمي الى كنيسة معينة ، حسب ما ذكر لؤي ميخائيل من دهوك ، وهو كلداني مسيحي ، كان قد وصل الى سيلفر سبرنك ، ميرلاند مع زوجته وطفلهما في نيسان .

يمثل السيد ميخائيل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في حكومة اقليم كردستان والذي سوف يفتتح مكتبه في واشنطن الاسابيع المقبلة . كلاهما ، السيد ميخائيل والسيدة كاشات يعملان سوية في واشنطن لرفع مستوى الوعي والتذكير بالقضايا التي تمس الاقليات العرقيّة – الدينية .

بعد اجتياح دولة الاسلام في صيف 2014 ، ما يقارب 130000 من الناس ، معظمهم من المسيحيين المتبقين في سهل نينوى قرب الموصل ، قد فرّوا من البلاد او اخذوا ملاذ لهم في المناطق الكردية .

"في السادس من اب ، هاجم تنظيم الدولة الاسلامي الارهابي داعش قرة قوش ، والتي تبعد تقريبا  55 ميل من اربيل ، وقد وصل 60000 شخص ذلك اليوم" حسب ما ذكر الاب دوكلاس بزي ، القس الكلداني الكاثوليكي الذي يدير مركز اللاجئين في بلدة عنكاوا المسيحيية .

يتواجد الان في مدينة اربيل وضواحيها ما يقارب 100000 لاجئ كلداني كاثوليكي يسكنون في شقق مؤجرة ، بنايان غير مؤثثة ، وايضا في الكرفانات . "عندما وصل النازحون ، قمت بتقسيمهم الى فريقيين ، هولاء الذين يريدون العودة في مجموعة واحدة وهولاء الذين يريدون مغادرة البلاد في مجموعة اخرى" والحديث لا زال للاب بزي . "لكن بعد سنة ، لا احد يريد العودة الى سهل نينوى . اكثر من 60 % من ابناء شعبنا هم مصدومون و كل يوم يزدادون احباطا" .

الدعاة المسيحيين العراقيين هو متحدون في اولوياتهم بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية : انهم يطالبون بالمساعدات الانسانية والادانة الدولية للانتهاكات التي تعرضوا لها كمجموعات مستضغفة .
وهناك قرار الكونكرس المقدم 9 ايلول من قبل السيد فورنبري الجمهوري – نبراسكا  والسيدة آنّا ايشو  الدمقراطية - كاليفورنيا ، يدعون فيه الموقعين على اتفاقية الامم المتحدة لمنع ومعاقبة مرتكبي الابادة الجماعية ، الموقعة في 1948 ، حتى يتم تذكيرهم بمسؤولياتهم والتزامهم تجاه هذا التوقيع .

وجاء فيه ايضا ان اولئك الذين اجبروا الاخرين على الهجرة من الطوائف الدينية من ارض اجدادهم – وخصوصا في سهل نينوى ، الارض التاريخيية للائزيديين – يجب "ملاحقتهم ، معاقبتهم ، القبض عليهم لمحاكمتهم ومحاسبتهم" .

"المسيحيية اليوم مهددة بالانقراض في المنطقة التي نشأت فيها . ما يحدث الان للمكونات المسيحيية في العراق سوف يجري على كل المسيحيية في الشرق الاوسط ما لم يتم اتخاذ الاجراء لوقف هذا التهديد" والحديث للسيدة كاشات .

دوكلاس برتن ، هو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الامريكية في كركوك ، العراق ، وهو ايضا محرر الرأي السابق ل (نظرة على الاخبار) . 
 

 9_222015_kashat-bezi8201_s878x997.jpg (75.03 كيلو