الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 233مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/12/2009الابراج :
موضوع: من ذاكرتى أيام لاتنسى الإثنين 2 أغسطس 2010 - 23:10
من ذاكرتى ايام زمان
ايام لاتنسى
ججو متى موميكا كندا
كان ذلك فى يوم ربيعى نيسانى مشرق ومن اعوام وسنوات الحرب العراقيه الايرانيه وبالتحديد عام 1984 عندما كان صناديد العراق يدافعون بشرف عن حرائر العراق وعن شعبه الابى ويحمون حياض الوطن من اطماع الفرس المجوس عندما تطاولوا على ارض العراق كان الرجال الرجال يحكمون قبضتهم على اطول حدود تفصل بين العراق وايران تتجاوز الالف كيلومترا يحتضنون مواضعهم بدفء ومعنويه عاليه يتسابقون على الشهاده ونكران الذات ...كان الرجال يحمون شرف الماجدات بينما كانت المرأة العراقيه الباسله تؤدى دورها لتسد الفراغ لغياب الرجال وهى تعمل بعنفوان وهمه ونشاط لايقل شجاعة وبأسا عن اخيها الرجل فكانت تسد كل ثغرة فتجدها فلاحة تحمل المسحاة والمعول لتسقى الزرع حتى ينضج ليأكل العراقيون ... تراها عاملة تحمل المطرقة وتلبس بدلة العمل كخلية النحل صباح مساح دون كلل او ملل ... تراها موظفة فى دوائر الدوله تدير ديناميكية الوزارات فتجد المعلمه والطبيبه والمهندسة وموظفة المصرف وكاتبة الطابعه وربة المنزل تربى اجيالا وتعلمهم دروسا فى الوطنيه والتضحيه وحب العراق والدفاع عن حياضه حتى تكلل النصر على الاعداء يوم بيان البيانات . هذه نبذه مختصره سقتها مثالا لوطنية المرأة وشجاعتها ووقوفها جنب اخيها الرجل فى كل المحن والمصائب التى تعرض لها قطرنا العزيز . الحرب العراقيه الايرانيه دامت ثمان سنوات وكانت شرسه حيث تكالبت قوى اجنبيه اخرى ووقفت بجانب ايران فى مساندتها للعدوان وتسليحها فكانت هذه المؤامرات سببا لاطالة امد الحرب واستنزاف طاقات وقوى بشريه ومدنيه خلقت فراغا فى مؤسسات الدوله ومصانعها ودوائرها ووزاراتها فكانت المرأة حاضرة لتحل محل اخيها الرجل ...وما سأرويه فى مقالتى هذه عن حال المدارس آنذاك فكانت ماجدات العراق اهلا لتحمل المسؤوليه واخص بالذكر المدارس الثانويه والمتوسطه حيث غلب العنصر النسوى على الرجال لحاجة المعركه مع العدو الفارسى الى الرجال يدافعون عن حدوده . مدارس بغداد الثانويه والمتوسطه كثرت فيها مدرسات ومعلمات فى مختلف الاختصاصات دون احداث اى خلل فى التعليم او الاداره والتوجيه حيث ابدعن فى الامانه التى القيت على عاتقهن . الحادثه التى سأرويها فى مدرستى التى كنت اعمل بها كان ملاكها آنذاك اكثر من 25 مدرسا ومدرسه بادارتها وعدد الذكور لايتجاوز خمسه والباقى مدرسات . نظمت مدرستنا فى نيسان عام 1984 سفره مدرسيه الى مدينة سامراء ( سرّ من رأى ) وهل اجمل من هذه المدينه تختارها ادارة المدرسه لتنظيم سفره اليها ؟ انطلقت باصات تقل اكثر من 200 طالب ومدرس صباحا متوجهة الى سامراء وهى تنشد اناشيد المجد وحب الوطن بعد ان توزع المدرسون والمدرسات على الباصات لتنظيم سير العمليه بكل هدوء ونظام . برنامج السفره كان لطيفا وممتعا يتخلله مباريات رياضيه والعاب وزيارات الى الاماكن الاثريه منها الملويه وساحة وبناية الملويه وآثار سامراء الدينيه وحتى قصر العاشق حتى تمتع الطلاب والمدرسون بهذه السفره الجميله ولم يبق امامنا سوى زيارة ضريح الامامين المقدسين المهدى والعسكرى عليهما السلام .آخر الفقرات كانت بتوجيه من ادارة المدرسه باختتام سفرتنا بزيارة ضريح الامامين (ع) اتفقت ادارة المدرسه على هذه الزيارة المهمه وخصوصا هناك مدرسون بيننا غير مسلمين لم يتشرفوا بمشاهدته من قبل...تجمعنا أمام باب الضريح بكل وقار والمدرسات احتشمن بملابس الزيارة وارتدين عباءات احتراما للمرقد ولقدسيته ...وقبل ان ندخل فناء الضريح لم يبق الا اربعة مدرسات تخلفن عن المجموعه وهن مدرستان مسيحيتان ومدرستان من اخواننا الصابئه ...ترددن فى الدخول فى بداية الامر الا ان المسؤول عن دخول الزائرين شجعهم بعد ان هيأ لهن اربعة عباءات ارتدينها بكل فرح وسرور ودخلن الى الزيارة وتجولنا فى صحن المرقد ونحن نطلب وندعو من الله ومن جميع الانبياء والرسل والعظماء ان يحفظو عراقنا وينصرو جيشنا ليعود ابناءه الى اهلهم وذويهم ...مكللين بغار النصر وهذا ماتحقق فعلا على يد النشامى فى 8-8-1988ئ هكذا كنّا نعيش ايام الحكم الوطنى يدا واحدا وقلبا واحدا وشعورا واحدا يدا بيد يمسكها المسلم والمسيحى والصابئى ...كنّا بعزيمة واحده عربى وكردى وتركمانى وآشورى لايفرقنا مفرق ... فأين نحن من زماننا هذا وهل نحلم بأن تعود علينا تلك الايام ونحن . شعب واحد ...عراق واحد ...وطن واحد