خمسون عامًا على إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني حول العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية مع الأديان غير المسيحية
بدعوة من المجلس الحبري لحوار الأديان، شاركت الدكتورة نايلا طبارة، مديرة معهد أديان، في المؤتمر الدولي الذي انعقد في الجامعة الغريغورية الحبرية في روما تحت عنوان "خمسون عامًا على إعلان المجمع الفاتيكاني الثاني حول العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية مع الأديان غير المسيحية"، ذلك من 26 إلى 28 تشرين الأول، 2015. تحدثت مديرة معهد أديان خلال المؤتمرعن "التعليم ونقل القيم" حيث تناولت أهمية نص نوسترا ايتاتي الصادر عن المجمع الفاتيكاني الثاني بما حمله من اعتراف بالأديان الأخرى وبالإسلام خاصة، وكيف فتح هذا النص الباب أمام خمسين عامًا من المبادرات الحواريّة ومن الخطاب الديني الجديد بما يخص الآخر خاصة ضمن الديانتين المسيحية والإسلامية. ثم ذكرت أهميّة نقل قيمة قبول الآخر وكرامة كلّ إنسان والتضامن والمشاركة من خلال التعليم الديني الإسلامي والمسيحي، وأكدّت على ضرورة أن يتناول التعليم الديني قيم الحياة العامّة مخاطبًا هموم المواطنين المؤمنين وتساؤلاتهم. كما تخلّل المؤتمر لقاء مع قداسة البابا فرنسيس حيث تحدث إلى المشاركين معترفا بأن الأديان لا تمتلك حلولأ سحريّة لمشاكل العالم لكن لديها قوّة الصلاة، مذكّرًا بلقاء أسّيزي الذي جمع ممثلّي أديان العالم بمبادرة من البابا يوحنا بولس الثاني في 27 تشرين الأول 1986 للصلاة معًا من أجل السلام في العالم. ثمّ شدّد قداسته على أن جميع أتباع الأديان في العالم بتنوعهم عليهم أن يسيروا معًا كعائلة واحدة ويتضامنوا مع كلّ الناشطين بما فيهم غير المؤمنين للعمل معًا على حماية البيئة وخدمة الفقراء والخير العام. وقد التقت في هذا السياق الدكتورة طبارة قداسة البابا وعبرت له عن ضرورة إيلاء العناية الخاصة بلبنان كنموذج للتعددية في الشرق، وبدوره أكد قداسته أن لبنان دائمًا حاضر في قلبه ووعد بأن يتابع وضعه عن قرب ومع رؤساء الدول المعنيين الذين سوف يلتقي بهم في الأسابيع القادمة. يذكر أن المجمع الفاتيكاني الثاني هو مجمع كنسي كاثوليكي يعتبر بحسب الكنيسة الكاثوليكية المجمع المسكوني الحادي والعشرون الذي انعقد بدعوة من البابا يوحنا الثالث والعشرون بين عامي 1962 و1965 ، وصدر عنه جملة من المقررات والمراسيم والدساتير. يعتبر نص "علاقة الكنيسة بالأديان غير المسيحية" الصادر عن المجمع من أبرز النصوص التي ساهمت بفتح الطريق نحو حوار صادق وأصيل بين الأديان وطي صفحة الماضي وآثاره الأليمة بسبب الصدامات والجهل المتبادل، للانتقال إلى مرحلة المصالحة وبناء الأخوة والشراكة بين المؤمنين من مختلف الأديان