وفاة الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد في پاريس :
الأحد 08 ـ 11 ـ 2015
عبدالجبار العتابي :
بغداد :
أعلن في بغداد عن رحيل الشاعر العراقي عبدالرزاق عبدالواحد
عن عمر 85 عاما في العاصمة الفرنسية پاريس بعد معاناة مع المرض .
غيّب الموت صباح يوم الاحد الثامن من نوفمبر / تشرين الثاني الشاعر العراقي الكبير عبدالرزاق عبدالواحد
عن عمر ناهز 85 عاما في احد مستشفيات العاصمة الفرنسية پاريس التي نقل اليها من العاصمة الاردنية عمان ،
قبل اسبوعين ، بعد تدهور حالته الصحية ،
وأكد مصدر مقرب من عائلة الشاعر انه أوصى ان يدفن بعمان وتنقل رفاته ( بعد تحرير العراق ) !! ،
كما جاء في نص وصيته الى بغداد واكد مقربون منه انه لم يشهر اسلامه وظل على ديانته المندائية ،
وطالما اثار الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد الجدل بعد عام 2003 وقد غادر بغداد ليقيم في عمّان ، لاسيما إستمراره
في تأييد لنظام صدام حسين ، وآستمراره بمغازلته ، وكتابة قصائد المديح ومن ثم الرثاء عنه ،
وقال فاضل ثامر رئيس إتحاد الادباء في العراق : ان الاتحاد لديه موقف من
عبدالرزاق بسبب تأييده للدكتاتور صدام حسين وتغنيه به وتمجيده لنظامه الاستخباراتي
الظالم للشعب ، وتساءل رئيس الاتحاد الادباء :
ماذا اقول للشعب اذا وقف الاتحاد مع ادباء وفنانين كانوا يتغنون بنظام ظلم الشعب واصابه بالاذى ؟ ،
مبينا ان الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد لم يعتذر عن قصائده التي قدمها في مجالس صدام حسين وآستمر يتغنى ويتغزل
به ، واكد ثامر ان « عبد الواحد شاعر كبير وله مكانته لكن المزاج الثقافي والشعبي بالعراق لن يتأسف عليه
على الرغم من اني شخصيا ( فاضل ثامر ) تمنيت لو انه
راجع نفسه وصحح موقفه من اجل ان تكون له مكانته بين الادباء العراقيين ، سيرة حياة حافلة - .
ولد الراحل في بغداد عام 1930،- انتقل مع عائلته وعمره ثلاث سنوات إلى محافظة ميسان .
وفيها قضى طفولته وصباه المبكر متنقلا بين شبكات الأنهار في لواء العمارة وقضاء علي الغربي والمجر الكبير ،
عاد إلى بغداد طالبا في الصف الثاني المتوسط وفيها أكمل دراسته المتوسطة والثانوية والجامعية ،
متخرجا في قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1952 ،
عمل مدرسا ، ومعاونا للعميد في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد .
وفي عام 1970 نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم إلى وزارة الثقافة والإعلام ،
فعمل فيها سكرتيرا لتحرير مجلة { الأقلام } ، ثم رئيسا لتحريرها ، فمديرا في المركز الفولكلوري ،
ثم أصبح مديرا لمعهد الدراسات الموسيقية ، فعميدا لمعهد الوثائقيين العرب ، وفي عام 1980 .
منح درجة مستشار خاصة ، وعين مديرا عاما للمكتبة الوطنية ، ثم مديرا عاما لثقافة الأطفال ،
فمستشارا ثقافيا لوزارة الثقافة والإعلام .
- كان خلال السنوات 1970 ـ 1990 ، بالإضافة إلى وظيفته :
عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني للسلم والتضامن في العراق ،
ورئيس الهيئة الإدارية لنادي التعارف الثقافي في بغداد وعضو مجلس إدارة آفاق عربية
وعضو اللجنة الوطنية العراقية للموسيقى وعضو اللجنة المركزية لتعضيد النشر في وزارة الثقافة والإعلام .
وهو من المؤسسين الأوائل لاتحاد الأدباء في العراق ، نشرت أولى قصائده عام 1945 ،
وأول مجموعة شعرية له عام 1950 ، وصدرت له اثنتان وأربعون مجموعة شعرية ،
منها عشر مجموعات شعرية للأطفال هي أعز شعره عليه .. ومسرحيتان شعريتان ،
حصل على العديد من الأوسمة مثل :
وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي / بطرسبرج 1976 ، ودرع جامعة كامبردح
وشهادة الإستحقاق منها / 1979 ، وميدالية { القصيدة الذهبية } في مهرجان ستروكا الشعري العالمي
في يوغوسلافيا / 1986 وجائزة صدام للآداب في دورتها الأولى / بغداد 1987 والجائزة الأولى
في مهرجان الشعر العالمي في يوغوسلافيا / 1999 ووسام { الآس } ،
وهو أعلى وسام تمنحه طائفة الصابئة المندائيين للمتميزين من أبنائها / 2001 ونوطي { الإستحقاق العالي }
من رئاسة الجمهورية العراقية / 1990 وجرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية ،
وفي 24 و 25 / 11 / 2008 بمناسبة اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية ،
وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب ، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات .
- كتبت عنه الموسوعات العالمية التالية : موسوعة
{Men and Women of Distinction } كامبردج ـ لندن / 1979 ،
وموسوعة { Dictionary of International Biography } لندن / 1979 ،
وموسوعة { MEN OF ACHIEVEMENT } كامبردج ـ لندن / 1980
وموسوعة { WHO IS WHO } كامبردج ـ لندن / 1981 .
كما ترجم الكثير من شعره إلى مختلف اللغات :
فقد نشرت له في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة { قصائد مختارة } ، قامت بترجمتها في جامعة كولومبيا
في نيويورك كل من الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي ، والدكتورة لينا الجيوسي ، والشاعرة الأمريكية ديانا هوفاسيان ،
وترجمت له أربعة آلاف بيت من الشعر إلى اليوغوسلافية عام 1989 ،
وترجم البروفيسور جاك برك مجموعة من قصائده ، والقسمين الأول والثاني من ملحمته { الصوت }
إلى اللغة الفرنسية ونشرت له مجموعة قصائد مختارة في هلسنكي بعد ترجمتها إلى الفنلندية .
وصدرت له عن دار المأمون للترجمة والنشر في بغداد مجموعة { قصائد مختارة } قام بترجمتها
إلى الإنكليزية الأستاذ محمد درويش واختارها ، وكتب مقدمتها الدكتور الشاعر علي جعفر العلاق ،
إلى الكثير من الترجمات الأخرى إلى الروسية والرومانية والألمانية ،
وكتبت عنه وعن شعره عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه ،
وبقي مستشارا ثقافيا لوزارة الثقافة والإعلام العراقية حتى عام 2003 متزوج ،
له إبنة وثلاثة أولاد خالد وماجد وسلام ورغد طبعت له بعد الإحتلال الأعمال التالية : -
{ أنسكلوبيديا الحب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2003 ،
و{ قمر في شواطي العمارة } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2005 ،
و{ في مواسم التعب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2006 ،
و{ 120 قصيدة حب } مجموعة شعرية / وزارة الثقافة / دمشق عام 2007 ،
وملحمة { الصوت } الطبعة الثانية / دمشق / عام 2008 ،
و{ الحر الرياحي } مسرحية شعرية / والطبعة الرابعة / دمشق عام 2008 ،
و{ ديوان القصائد } الطبعة الثانية / دمشق عام 2008
و{ زبيبة والملك } عمل شعري بين الرواية والمسرح / دمشق عام 2009 .
رحم الله عبد الرزاق عبد الواحد برحمته الواسعة
وغفر له ذنوبه .
المصدر / موقع إيـلاف .