تركمان العراق يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل لأن «وجودهم في خطر»

بغداد ـ «القدس العربي»: دعت القوى السياسية والعشائرية التركمانية في العراق، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى التدخل لرفع الظلم والتهميش عن التركمان في العراق وإعادة الوضع الديمغرافي في كركوك إلى وضعه السابق.
وقد عقدت الجبهة التركمانية أكبر تشكيل سياسي تركماني، ندوة لبحث التطورات في العراق ولا سيما أوضاع التركمان ومستقبل محافظة كركوك الإداري والاقتصادي، داعية الأمم المتحدة إلى التدخل لإنصاف التركمان من التهميش.
وأوضح رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي لـ«القدس العربي» أن المكون التركماني اتجه إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لطرح مظلومية التركمان ليس في كركوك فقط بل وفي العراق كله، لأن الوجود التركماني في خطر، وأننا نسعى لعقد مؤتمر دولي لمناقشة هذه القضية.
وأكد «إننا أبدينا رأينا بالوقوف مع كل شعب مظلوم ومنه الوقوف مع الشعب الفلسطيني في انتفاضته الأخيرة ضد الاحتلال، وكان لنا موقف مشهود في البرلمان العراقي حول ذلك، ولكننا مع الأسف لم نجد أحدا يقف إلى جانب التهميش الذي يعاني منه التركمان في العراق، وخاصة من قبل السياسيين في بغداد وأربيل الذين يصرون على عدم إعطاء التركمان حقوقهم ودورهم، ومن هذا المنطلق قررنا التوجه إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لنقل معاناتنا ومظلوميتنا. وأشار رئيس الجبهة التركمانية إلى أن التحرك بدأ عبر الاتصال بوزارتي خارجية بريطانيا وألمانيا ودول أوروبية أخرى إضافة إلى الأمم المتحدة، لتوضيح موقفنا بخصوص هذه القضية. وكشف عن وجود نية لعقد مؤتمر دولي لبحث أزمة التركمان في العراق، مبينا أن الندوة الدولية التي عقدت مؤخرا في أربيل بإشراف مركز ميري لدراسات الشرق الأوسط التي تناولت قضية كركوك، شجعتنا على هذا التحرك نحو العالم.
وأشار الصالحي إلى قرارات محافظ كركوك الأخيرة بعدم تلقي الأوامر من بغداد وأن كركوك كردستانية، قائلا : «إن التركمان أيضا لهم ملاحظات على الحكومة في بغداد بخصوص سياستها تجاه كركوك، ولكن مصلحة كركوك لا يقررها محافظها لوحده بل يجب أن تكون هناك مشاركة لكل مكونات المحافظة، ويجب ان يكون الرأي حول حل مشاكلها مشتركا بين كل القوى الفاعلة فيها.
ونددت الهيئة العليا إنقاذ التركمان، السبت، بالتعامل العنصري الذي يتعرض له موظفو المكون في مجلس محافظة كركوك، مطالبة بعقد جلسة طارئة للتصدي لتلك التجاوزات.
وقالت في بيان لها، إن «موظفي المكون التركماني في مجالس محافظة كركوك تعرضوا للتعامل العنصري من رئاسة المجلس من خلال الأوامر الإدارية الصادرة والتي نصت على نقل وتغيير مواقعهم وهم من حملة الشهادات العليا مهندسين وقانونيين وإداريين والمشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وإفراغ أقسام القانونية والحاسبات والإدارة والموارد البشرية من أي موظف تركماني».
وطالبت الهيئة جميع الأحزاب والحركات والشخصيات السياسية والعشائرية التركمانية بـ»عقد جلسة طارئة لمناقشة التجاوزات في محافظة كركوك للتصدي لها بحزم وإصرار والخروج بموقف موحد».
كما أن حزب توركمن ايلي كان قد طالب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي بإجراء تحقيق «عاجل» فيما يخص عمليات القتل التي تستهدف التركمان في كركوك.
ومن جهة أخرى، ذكرت افتتاحية جريدة «التآخي» الصادرة عن الحزب الديمقراطي الكردستاني بخصوص كركوك، «يبدو ان مصير مدينة كركوك الكردستانية سيطفو مرة أخرى على سطح الأحداث، خصوصا بعد ملتقى «ميري» او ما يعرف بمركز الشرق الأوسط الذي نظم في اربيل يوم الثلاثاء الماضي، الذي قدم قبل أشهر خارطة طريق لحل قضية كركوك».وأكد الصحيفة « رغم ذلك فإن كركوك ستبقى كردستانية «.
وتعتبر كركوك التي تضم العرب والكرد والتركمان، نقطة خلاف رئيسية بين القوى السياسية العراقية، وقد استفاد الكرد من ظهور تنظيم «الدولة» وانسحاب الجيش العراقي من كركوك، لكي يسيطر على أغلب المحافظة، حيث أعلن القادة الكرد من طرف واحد، اعتبار كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها، جزءا من إقليم كردستان.