إسرائيل تستدعي سفير الاتحاد الأوروبي والمفوضية تسعى لتخفيف وطأة قرار وسم منتجات المستوطنات

إسرائيل تستدعي سفير الاتحاد الأوروبي والمفوضية تسعى لتخفيف وطأة قرار وسم منتجات المستوطنات

بروكسل - القدس (11 تشرين الثاني/نوفمبر) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء
استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، سفير الاتحاد الاوروبي في إسرائيل بعد نشر التكتل الموحد توجيهاته بشأن وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية في شبكة الأسواق الأوروبية. ويأتي ذلك في وقت أشار فيه

نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، إلى أن قيام الجهاز التنفيذي اليوم بإعطاء توجيهات للدول الأعضاء بإزالة علامة "صنع في إسرائيل" عن المنتجات القادمة من المستوطنات، لاتعتبر عقوبة أو مقاطعة لإسرائيل.

ولقد اتخذت المفوضية الأوروبية قراراً اليوم، أُجل أكثر من مرة، باعطاء توجيهات لوسم المنتجات القادمة من المستوطنات الاسرائيلية بعلامة خاصة تدل على مكان إنتاجها، وإزالة علامة صنع في إسرائيل.

ووصف المسؤول الأوروبي، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم في بروكسل، هذا القرار بـ"التقني وليس السياسي"، وقال "هذا لا يعبر عن أي موقف سياسي رسمي، وليس لدينا أي نية لمقاطعة إسرائيل أو معاقبتها"، وفق كلامه. وأشار إلى أن هذا القرار يدخل في إطار السياسة الأوروبية الرامية لحماية المستهلك ، ومراعاة لحقوقه في معرفة مصدر البضائع التي يستهلكها.

وفي محاولة إضافية للتخفيف في الغضب الإسرائيلي، عبر دومبروفسكيس، عن تمسك المفوضية الأوروبية بالعلاقات التجارية والاقتصادية الممتازة مع إسرائيل، منوهاً إلى أن البضائع الاسرائيلية تستفيد من تعرفة جمركية تفضيلية لدى دخولها الأسواق الأوروبية، وذلك في إطار اتفاق الشراكة بين الطرفين.

واستدعت إسرائيل، في وقت لاحق اليوم الأربعاء، سفير الاتحاد الاوروبي لديها، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن "إسرائيل تدين قرار الاتحاد الاوروبي نشر توجيهات بوسم بضائع المستوطنات". واضافت "نأسف لإن الاتحاد الأوروبي قرر اتخاذ هذا القرار المنحاز بوسم بضائع المستوطنات في الأيام التي تتعرض فيها إسرائيل لهجمات إرهابية". ورأت أن القرار "يثير الشكوك حول الدور الذي تريد أن تلعبه في عملية السلام"، محذرة من انه "سيكون له عواقب على العلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الاوروبي"، حسبما جاء في بيان

ولقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر حكومية ان "إسرائيل لا تعرف حتى الان ما هي الصيغة الدقيقة لوسم منتجاتها، ويتبين من المعلومات التي وصلت ان الوثيقة الاوروبية ستتطرق الى وسم المنتجات التي تصل من اربع مناطق: الضفة الغربية، القدس الشرقية، هضبة الجولان وقطاع غزة. وهذا على الرغم من ان إسرائيل لم تعد متواجدة في قطاع غزة". وقالت "تقدر إسرائيل ان المنتجات التي سيتم وسمها ستشمل الخضار والفاكهة الطازجة، العسل، زيت الزيتون، النبيذ ومنتجات التجميل". وليس من المتوقع ان يلزم القرار الدول الاوروبية بوسم المنتجات الصناعية والالكترونية والمواد الغذائية غير الطازجة. ولقد سعت إسرائيل حتى اللحظة الاخيرة لتأجيل نشر التوجيهات، سواء من خلال التوجه الى دول الاتحاد الاوروبي او من خلال التوجه الى الادارة الامريكية ومطالبتها بالضغط على اوروبا.

ولقد رجحت وسائل الاعلام "استدعاء السفير الاوروبي لمحادثة توبيخ، سيتم خلالها اتهام اوروبا بالتمييز وبالمقاطعة"، بل التنويه بـ"أن هذه الخطوة تذكر بفترات مظلمة في التاريخ"، في إشارة إلى الحقبة النازية. وذكرت أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو وجه رسالة الى الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، دعاها فيها الى احباط قرار وسم منتجات المستوطنات الاسرائيلية، وكتب في رسالته "ان تبني المبادرة سيمس بالعلاقات بين إسرائيل والإتحاد الأوروبي وهذه العلاقات مهمة للجانبين". واعتبر نتنياهو وسم المنتجات "خطوة تميز جدا ضد اسرائيل ولم يتم تبنيها في الغالبية العظمى من الـ200 صراع اقليمي في العالم". وقال "ان المقصود خطوة سياسية ضد اسرائيل وتفعيل لمعايير مزدوجة"، على حد تعبيره