لماذا اختفت القصيدة التي كتبتها الشاعرة سعاد الصباح وألقتها
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا اختفت القصيدة التي كتبتها الشاعرة سعاد الصباح
وألقتها في بغداد أيام الحرب الإيرانية العراقية؟
شبكة البصرة مصطفى العيساوي - وحي بلقيس 23/8/2011 لماذا يموت العراقي والآخرون
يغنون هنداً ويستعطفون نوارا؟
لماذا يموت العراقي والتافهون..
يهيمون كالحشرات ليلاً ويضطجعون نهارا؟
لماذا يموت العراقي والمترفون..
بحانات باريس يستنطقون الديارا؟
ولولا العراق لكانوا عبيداً..
ولولا العراق لكانوا غبارا..!
هذا مقطع من قصيدة الشاعرة سعاد الصباح المسماة: قصيدة حب إلى سيف عراقي هذه القصيدة التي لم تعد موجودة في دواوين الشاعرة ولا في مواقع الشعر، لقد اندثرت واختفت ولم يعد لها وجود, فلماذا اختفت ومن الذي أخفاها؟ ألقت الشاعرة سعاد الصباح هذه القصيدة في بغداد يوم كانت بغداد حاضرة العالم العربي وقبلة العرب، يوم كانت بغداد تدافع عن العرب كل العرب عن حاضرهم ومستقبلهم وتاريخهم من عنجيهية واستهتار الفرس وأطماعهم في الخليج العربي. والذي كان مشروع تصدير الثورة مشروعاً غايته الأولى الاستيلاء على الخليج العربي كاملاً. كان الخطر كبيراً على دول الخليج العربي فإيران قد وضعت الخطط وباشرت في تنفيذها بإمكانات عالية جداً من ترسانة أسلحة هائلة وجيش كبير وحقد يملأ صدورهم على كل ما هو عربي ومسلم. فما كان من هذه الدول إلا أن احتمت بالمارد العراقي العملاق الذي تكفل بحمايتهم ورد المعتدي عنهم الأسد الهصور الذي إن زأر ارتعدت الأرانب وغارت في جحورها. كانت دول الخليج آنذاك ترتعد فرائصها خوفاً من سوء مصيرها لو لا سامح الله وخسر العراق حربه تلك مع الفرس المجوس. لكن الله نصر العراق نصراً مؤزراً كبيراً. فوفى العراق ما عاهد الله عليه إخوانه وكسر أنف وشوكة العدو الفارسي اللئيم. لقد لقنهم أقسى الدروس وجعلهم يجثون على ركبهم وأخيراً جرعهم شرب السم كما صرح مقبورهم الخميني الدجال. بعد انتهاء الحرب المقدسة بين العراق وإيران والتي انتهت بنصرٍ رفع أنوف العراقيون شمماً وكللهم بالغار وأصبح يحسب للعراقي ألف حساب أينما حل ورحل. نسي الأشقاء ما قدمه لهم أخيهم الكبير. وتنكروا له حتى في مجال الأدب فأخفوا هذه القصيدة التي تثبت ان العراق حمى وصان مقدسات العرب والمسلمين، لا يريد حمداَ ولا شكورا إلا كلمة حق على ما فعله.صورة سعاد الصباح عام 1944 في الزبير وعمرها ستة أشهر
(شبكة البصرة - الرياض)
وإليكم القصيدة كاملة: قصيدة حب إلى سيف عراقي
سعاد محمد الصباح* أنا إمرأة قررت أن تحب العراق
وأن تتزوج منه أمام عيون القبيلة
فمنذ الطفولة كنت أكحل عيني بليل العراق
وكنت أحنّي يدي بطين العراق
... وأترك شعري طويلاً ليشبه نخل العراق
*******
أنا امرأة لاتشابه أي امرأة
أنا البحر والشمس واللؤلؤة
مزاجي أن أتزوج سيفاً
وأن أتزوج مليون نخلة
وأن أتزوج مليون دجلة
مزاجي أن أتزوج يوماً
صهيل الخيول الجميلة
فكيف اقيم علاقة حب
إذا لم تُعَمّد بماء البطولة
وكيف تحب النساء رجالاً بغير رجولة
*******
أنا امرأة لاأزيف نفسي
وإن مسني الحب يوماً فلست أجامل
أنا امرأة من جنوب العراق
فبين عيوني تنام حضارات بابل
وفوق جبيني تمر شعوب وتمضي قبائل
فحيناً أنا لوحة سومرية
وحيناً أنا كرمة بابلية
وطوراً أنا راية عربية
وليلة عرسي هي القادسية
زواجي جرى تحت ظل السيوف وضوء المشاعل
ومهري كان حصاناً جميلاً وخمس سنابل
وماذا تريد النساء من الحب إلا
قصيدة شعرٍ ووقفة عزٍ وسيفاً يقاتل
وماذا تريد النساء من المجد
أكثر من أن يكن بريقاً جميلاً
بعيني مناضل
*******
سلام على ذكرياتي بشط العرب
سلام على طاهر الماء يرقص بين القصب
سلام على الشمس تسقط فوق مياه الخليج
كأسورة من ذهب
سلام عليه أبي وهو يهدي إليَّ بعيدي
كتاب أدب
سلام على وجه أمي الصبوح كوجه القمر
سلام على نخلة الدار تطرح اشهى الثمر
سلام على قهقهات الرعود
سلام على قطرات المطر
سلام على شهقات الصواري
وحزن المراكب قبل السفر
*******
عراق عراق
اذا ماذكرتك أورق في شفتي الشجر
فكيف سألغي شعوري؟
وحبك مثل القضاء ومثل القدر
*******
أنا امرأة قررت أن تحب العراق
لماذا العراق؟
لماذا الهوى كله للعراق؟
لماذا جميع القصائد تذهب فدوى لوجه العراق؟
لأن الصباح هنا لايشابه أي صباح
لأن الجراح هنا لاتشابه شكل الجراح
لآن عيون النساء تخبئ خلف السواد السلاح
لماذا العراق؟
لماذا تفيض دموع المحبين حين يفيض الفرات؟
لماذا شناشيل بغداد تختزن الكحل والذكريات؟
لماذا المقام العراقي يدخل في قلبنا من جميع الجهات؟
لماذا الصلاة أمام ضريح علي
تعادل ألف صلاة؟
*******
لماذا تقاتل بغداد عن أرضنا بالوكالة
وتحرس أبوابنا بالوكالة
وتحرس أعراضنا بالوكالة
وتحفظ أموالنا بالوكالة
لماذا يموت العراقي حتى يؤدي الرسالة
وأهل الصحارى
سكارى وماهم بسكارى
يحبون قنص الطيور
ولحم الغزال ولحم الحبارى
لماذا يموت العراقي والآخرون
يغنون هنداً ويستعطفون نوارا؟
لماذا يموت العراقي والتافهون
يهيمون كالحشرات ليلاً ويضطجعون نهارا؟
لماذا يموت العراقي والمترفون
بحانات باريس يستنطقون الديارا؟
ولولا العراق لكانوا عبيداً
ولولا العراق لكانوا غبارا
*******
يقولون إن الكتابة إثم عظيم
فلا تكتبي
وأن الصلاة أمام الحروف حرام
فلا تقربي
وأن مداد القصائد سم
فإياك أن تشربي
وها أنذا
قد شربت كثيراً
فلم أتسمم بحبر الدواة على مكتبي
وها أنذا
قد كتبت كثيراً
وأضرمت في كل نجم حريقاً كبيرا
فما غضب الله يوماً عليّ ولا استاء مني نبي
*******
لماذا أحب العراق لماذا
أيا ليتني قد ملكت الخيارا
ألم تك بغداد درع العروبة
وكانت أمام المغول جدارا
*******
صورة سعاد الصباح مع والدها في الزبير أواخر الخمسينيات
(شبكة البصرة - الرياض)
زوجها الراحل عبدالله مبارك الصباح 1914-1991 نائب حاكم الكويت بفترة حكم الشيخ عبد الله السالم الصباح وهو أصغر أبناء الشيخ مبارك الصباح
شبكة البصرة - الجزيرة نت * ذكريات من طفولة الشاعرة سعاد محمد الصباح بلسانها
روان الضامن: أنت الابنة البكر للوالد الشيخ محمد الصباح الذي حمل اسم جده الشيخ محمد الصباح الذي حكم الكويت في نهاية القرن التاسع عشر، حدثينا عن ذكرياتك في هذه الطفولة؟ سعاد الصباح: ولدت في الزبير وهو قضاء من أقضية البصرة اللي هو يبعد عن الكويت تقريبا ساعة وشوية. روان الضامن: الوالد كان ولد هناك أيضا؟
سعاد الصباح: والدي ولد هناك بعد أن هاجرت العائلة بعد مقتل الشيخ محمد الصباح حاكم الكويت.. روان الضامن: هل صحيح أن أول دينار أخذته من الوالد لأنك كنت تقرأين الصحف بطلاقة؟ سعاد الصباح: إيه حقيقة كان بين أمي وأبوي رهان فأمي قالت لأبي أنت اللي علمتها القراءة قبل أن تدخل إلى الصف الأول الأبتدائي، فكان هذا الرهان إذا قرأت كلمتين هذه الكلمتين من الجريدة فسأعطيك دينارا، فكان أغلى دينار.... هذه أنا في الزبير، أبوي كان يدلعني جدا ويحبني، فهذه اللعبة أتى بها لي من الخارج، يعني أعظم ثروة للإنسان هي صداقة الطفولة، فأنا صداقاتي من أيام المدرسة، سواء كنت في الابتدائية في العراق مع، الله يعطيها طول العمر، الأخت خولة السامرائي، ونلتقي.. روان الضامن(مقاطعة): أين السيدة خولة حاليا؟ سعاد الصباح: في بغداد. روان الضامن(مقاطعة): هي كانت في الزبير نفس المدرسة ولا في البصرة؟ سعاد الصباح: بالبصرة لما انتقلت للبصرة، لأن حليمة السعدية وهذه كانت بالبصرة ما كانت في الزبير، الزبير كنت لحد عمر ست سنين وبعدين ما.. روان الضامن (مقاطعة): ما قبل المدرس. سعاد الصباح: ما قبل المدرسة. روان الضامن: دائما تذكرين دور الوالد في توجيهك ثقافيا وتقولين أنه كان يحضر لك دواوين الشعر والكتب ويخبئها تحت عباءته بينما هذه الدواوين ممنوع أن تصل للفتيات في ذلك الوقت. سعاد الصباح: أبي كان فكره مستقبلي وكان دائما يقول لي أنا أحضرك للمستقبل، أنا أحضر أولادي للمستقبل. روان الضامن: ماذا عن الوالدة، يعني الشيخة أحمد الثاقب# رحمها الله؟ سعاد الصباح: علمتني أن أكون سيدة نفسي فكانت تخليني أعمل كل شيء رغم أني أبنة وحيدة وأبنة مدللة وكانت دائما تهديني الكتب، أهم مجلة كانت اللي هي شراكة بين أمي وأبي اللي هي مجلة الرسالة، الأوقات الوحيدة اللي أشوف أمي وأبوي في عندهم، بيناتهم معارك على هذه الرسالة من يقرأ قبل ومن يقرأ الكاتب الفلاني قبل أو من يقرأ المقالة الفلانية. روان الضامن: هناك يعني دور يبدو للجدة في طفولتك، ما هو؟ سعاد الصباح: كنت أسافر معها دائما في الإجازات المدرسية وقبل الإجازات المدرسية قبل ما أدخل المدرسة دائما كنت معاها، حقيقة البساتين التي هي أملاكنا في منطقة الفاو لما كانت جدتي تأخذني إلى هناك هذه البساتين الخضراء هي التي أعطت شعري هذه المائية واللون الأخضر.... روان الضامن: عادت سعاد الصباح مع عائلتها أواسط الخمسينات إلى وطنها الكويت وأكملت دراستها في مدرسة الخنساء الإعدادية. سعاد الصباح: كان نظام المدرسة في ذلك الوقت في الخمسينات، خلف المدرسة في مبنى حق سكن المدرسات، كانوا يسكنون في نفس المدرسة. # بيت الثاقب: عائلة بصرية لمزيد من المعلومات انظر مقابلة الشاعرة القديرة سعاد محمد الصباح (هنا) شبكة البصرة
الثلاثاء 23 رمضان 1432 / 23 آب 2011
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس