س / من هو البشير لوقا الذي كتب سفرين كاملين في الكتاب المقدس وهما (إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل) في العهد الجديد؟
الجواب / في البدء علينا أن نعرف بعض المعلومات المهمة عن البشير لوقا ومنها..
الكاتب لوقا، وهو طبيب كما نجد ذكره في (كو ٤: ١٤) “ويسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب”
أصله // يوناني الاصل من المسيحيين الأمميين أي (ليس من أصل يهودي) وهو الاممي الوحيد الذي أرشده الروح القدس ليكتب من أناجيل العهد الجديد الاربعة.
تاريخ الكتابة // نحو ٦٠ م.
أين كتب // كتب لوقا أنجيله من قيصرية او ربما من روما.
الآيات الرئيسية:
” فقال له يسوع اليوم تم الخلاص لهذا البيت، إذ هو أيضا أبن إبراهيم. فأن إبن الإنسان قد جاء ليبحث عن الهالكين ويخلصهم ” (لوقا ١٠،٩:١٩ ).
الشخصيات الرئيسية: يسوع المسيح -إليصابات -زكريا -يوحنا المعمدان -مريم العذراء -التلاميذ -هيرودس الكبير -بيلاطس البنطي -مريم المجدلية.
الاماكن الرئيسية: بيت لحم – الجليل – اليهودية – أورشليم.
المرسل إليهم: إلى شخص يدعى ثاوفيلس (إسم يوناني يعني الذي يحب الله) إلى ثاوفيلس محب الرب وللأمم وللناس في كل مكان.
كما يجدر الذكر أن لوقا البشير كان صديقا حميما للرسول بولس ورفيقا له في السفر. وقد كتب لوقا أيضا سفر أعمال الرسل كما ذكرنا مسبقا، والسفران متكاملان.
أن كل ميلاد معجزة في حد ذاته وكل طفل يولد هو عطية من الله. لكن منذ نحو عشرين قرناً من الزمان حدث الميلاد المعجزي الحقيقي، فقد ولد يسوع المسيح في شكل انساناً وهو نفسه الله المتجسد.
كما يؤكد لوقا البشير لاهوت السيد المسيح، أي الطبيعة الإلهية. لكن التركيز الحقيقي في إنجيل لوقا على (ناسوت السيد المسيح) أي طبيعته البشرية.
فإن يسوع المسيح إبن الله هو ايضا إبن الانسان. وكان لوقا، طبيب ماهر ورجل علم وبحث، وكيوناني يهتم بالتفاصيل فليس مستغربا إذاً، أن يبدأ لوقا البشير بتحديد ملامح بحثه المكثف الشامل، وأن يبين بعد ذلك أنه يسجل الحقائق (لوقا (١:١-٤) ” لأن كثيرا من الناس أخذوا يدونون رواية الاحداث التي جرت بيننا، كما نقلها ألينا الذين كانوا من البدء شهود عيان وخداما للكلمة، رأيت أنا ايضا، بعدما تتبعت كل شيء من أصوله بتدقيق، أن اكتبها إليك، يا صاحب العزة ثاوفيلس حسب ترتيبها الصحيح، حتى تعرف صحة التعليم الذي تلقيته.
وبالإضافة الى ذلك كان البشير لوقا صديقا حميما للرسول بولس رافقه في أسفاره. ولذلك تقابل مع التلاميذ الاخرين وعرف القصص التاريخية الاخرى كما كان شاهد عيان على مولد الكنيسة ونموها.
ولذلك فإن السفرين اللذين كتبهما بإرشاد من ” الروح القدس “، وهما إنجيل لوقا وسفر أعمال الرسل، يعتبران وثائق تاريخية بجانب قيمتهما الروحية.
وتبدأ قصة البشير لوقا بالملاك الذي ظهر لزكريا ينبئه بمولد يوحنا المعمدان، ولمريم العذراء يخبرها بولادة الرب يسوع.
فمن زكريا وإليصابات يولد يوحنا المعمدان الذي يمهد الطريق أمام السيد المسيح. وبعد ولادة الرب يسوع المسيح بزمن قصير أصدر القيصر أوغسطس مرسوماً يقضي بإحصاء سكان الإمبراطورية لذلك سافر يوسف، ومريم العذراء خطيبته، إلى بيت لحم مدينة داود جدها الأكبر، حيث ولد الطفل يسوع هناك.
وقد أعلنت الملائكة بشرى الحدث السعيد إلى الرعاة الذين أسرعوا إلى المذود، ثم عادوا وهم يمجدون الله ويسبحونه وينشرون الخبر. بعد ثمانية أيام من ولادة الطفل يسوع جيء به ليختن (حسب شريعة موسى) ويكرس لله في الهيكل، وهناك أعلن سمعان وحنة النبية عن شخصية يسوع (كالمسيح المخلص). كما يقدم البشير لوقا لمحة عن الرب يسوع المسيح في سن الثانية عشرة وهو يتناقش مع معلمي الشريعة في الهيكل حول الامور اللاهوتية (لوقا ٢: ٤١ -٥٢)
نكمل في (لوقا ٢: ٤١ -٥٢) ” وكان والدا يسوع يذهبان كل سنة إلى أورشليم كعادتهم في العيد وبعدما انقضت أيام العيد وأخذوا طريق العودة، بقي الصبي يسوع في أورشليم، ووالداه لا يعلمان، بل كانا يظنان أنه مع المسافرين. وبعد مسيرة يوم أخذا يبحثان عنه عند الاقارب والمعارف، فما وجداه فرجعا إلى أورشليم يبحثان عنه فوجوداه بعد ثلاثة أيام في الهيكل جالساً مع معلمي الشريعة يستمع إليهم ويسألهم وكان جميع سامعيه في حيرة من فهمه وأجوبته ولما رآه والدها تعجبا.
وقالت أمه: ((يا أبني، لماذا فعلت بنا هكذا؟ فأبوك وانا تعذبنا كثيرا ونحن نبحث عنك)).
فأجابهما: ((ولماذا بحثتما عني؟ اما تعرفان أنه يجب أن أكون في بيت أبي؟)) فما فهما معنى كلامه.
ورجع يسوع معهما إلى الناصرة وكان مطيعا لهما وحفظت أمه هذا كله في قلبها. وكان يسوع ينمو في القامة. أما بعد الحدث التالي فقد تم بعد ثمانية عشر عاماً من ذلك، حيث نقرأ أن يوحنا المعمدان كان يكرز في البرية. وجاء يسوع إلى يوحنا ليعتمد منه قبل أن يبدأ خدمته الجهرية (لوقا ٣: ١ -٣٨). وعند هذه النقطة يتتبع لوقا سلسلة أنساب الرب يسوع (من جهة يوسف النجار) مرورا بداود وإبراهيم، حتى آدم، مؤكدا على شخصية يسوع كإبن الانسان.
مجمل الإنجيل
أ – ولادة يسوع المخلص وأعداده (لوقا ١: ١-٤: ١٣) من طفل صغير بحسب الجسد نما يسوع وكبر، ليصبح قادرا تماماً على إتمام رسالته على الأرض بحسب الجسد، حتى وصل إلى السن الذي فيه بدأ الخدمة. ونما في كل الجوانب مثلنا ألا أنه ظل إلها كاملا ولم يختزل أي جانب من حياته. ولم يكن بمعزل عن تجارب الحياة وضغوطها ونحن أيضا يجب ألا نحاول إختصار الطريق وأن نعد أنفسنا لحياة الخدمة لله.
ب – رسالة يسوع المخلص وخدمته (٤: ١٤ -٢١: ٣٨).
١ -خدمته في الجليل.
٢ -خدمته في طريقه نحو أورشليم.
٣ -خدمته في أورشليم
علمَ الرب يسوع جموعاً غفيرة من الناس لاسيما بالأمثال وهي قصص تحوي كثيراً من الحقائق. لكن الذين كانت قلوبهم وأذهانهم منفتحة هم فقط الذين قبلوا كلامه فينبغي أن نصلي كي يعنينا روح الله على فهم ما تعنيه هذه الحقائق حتى تكون نافعة لحياتنا لنتغير أكثر فأكثر إلى صورة يسوع.
ج – موت يسوع المخلص وقيامته (٢٢: ١-٣٤: ٥٣)
لقد قبض على مخلص العالم، وحكم عليه بالموت. ألا أن الموت لم يقدر أن يهلكه فقد قام يسوع من الموت وصعد إلى السماوات. ويقدم إنجيل لوقا وصفاً تاريخياً عن قيامة الرب يسوع فيجب علينا لا أن نؤمن فقط بصدق هذه الحقائق، بل أن تثق أيضا في المسيح مخلصاً لنا. فمن يتجاهل هذه الحقائق يكون قصير النظر لكن كم يكون محزنناً أن نصدق هذه الحقائق ونهمل الغفران الذي يقدمه الرب يسوع لكل واحد منا!!!