الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: إنترنت داعش هدية أوروبية عبر وساطة تركية الثلاثاء 8 ديسمبر 2015 - 11:15
إنترنت داعش هدية أوروبية عبر وساطة تركية
كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن شركات أوروبية تقدم الوسائل التقنية والخدمات عبر وسطاء في محافظة هاتاي التركية، لتشغيل منظومات الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في مناطق تنظيم داعش في سوريا والعراق.
العرب [نُشر في 07/12/2015، العدد: 10120، ص(19)]
يبدو أن تمدد داعش لا يقلق أوروبا كما تدعي
أنقرة- كل حكايات المنضمين إلى تنظيم داعش متشابهة، فهم مراهقون ومراهقات يقضون معظم أوقاتهم في غرفهم يشاهدون الفيديوهات، حتى تطرفوا. وكلما أغلقت الحكومات مواقع، تتم إعادة فتحها في الحال، علاوة على امتلاك كل مستعمل لحسابات عدة في الوقت عينه. لكن ما يثير تعجب خبراء الإرهاب، ذلك التناقض الذي تسقط فيه الجهات السياسية والأمنية الأوروبية خاصة. فمن جهة تريد إيقاف بروباغندا داعش ومن جهة أخرى تزودها بالإنترنت بـ“تواطؤ” من تركيا! فقد أكد تقرير نشرته مجلة “دير شبيغل” الألمانية على موقعها على الإنترنت الجمعة، تناقلته وسائل الإعلام العالمية، أن شركات أوروبية تمنح إمكانيات لتنظيم داعش من أجل نشر دعايته على الشبكة العنكبوتية، ما وصفه التقرير بأنه “عار على أوروبا”. لكن التقرير أوضح في الوقت ذاته أنه من غير المعروف بعد، ما إذا كانت هذه الشركات على معرفة بذلك، بيد أن وثائق حصلت عليها المجلة تكشف أن هذه الشركات بإمكانها معرفة استخدام التنظيم لخوادمها للإنترنت إذا ما رغبت في ذلك، كما أنه يمكنها قطع هذه الخوادم في أسرع وقت ومن دون جهد يُذكر. وقال التقرير إن من يحتاج إلى منفذ إلى الإنترنت في سوريا والعراق، يمكنه الحصول على منظومات الحصول على الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في محافظة هاتاي التركية على الحدود مع سوريا. وبحسب التقرير فإن هذه المنظومات التي يمكن أن تكون سرعتها أكبر من الخوادم السلكية في ألمانيا، تكلف نحو 500 دولار في سوريـا، إضافة إلى مقابل الدخول إلى الشبكة. وعلى الرغم من أن هذه المنظومات تسهل على سكان المناطق التي تدمرت بنيتها التحتية هناك، الدخول إلى الإنترنت، إلا أنها تشكل جانبا حيويا هاما للتنظيمات الإرهابية من أجل نشر دعايتها وتبادل المعلومات المتعلقة أيضا بالتخطيط لشن الهجمات الإرهابية. وتشكل منظومات الولوج إلى الإنترنت، جانبا حيويا مهما للتنظيمات الإرهابية، من أجل نشر دعايتها وتبادل المعلومات المتعلقة أيضا بالتخطيط لشن الهجمات الإرهابية. وقال تقرير المجلة نقلا عن وسطاء أتراك في هاتاي إن الاشتراكات الشهرية لمنظومات الإنترنت في سوريا تُدر عليهم أموالا طائلة، لكن هذه المنظومات والدخول إلى شبكة الإنترنت في سوريا يبقى رهن سيطرة تنظيم داعش، كما أوضح نشطاء سوريون للمجلة، فالتنظيم يمنع على الأشخاص العاديين شراء مثل هذه المنظومات في المناطق التي يسيطر عليها.
اقتباس :
ما يثير التعجب هو تناقض الجهات الأوروبية، فمن جهة تريد إيقاف بروباغندا داعش ومن جهة أخرى تزودها بالإنترنت
وفي هذه المناطق (مثل دير الزور والرقة) لا يُسمح بنصب هذه المنظومات إلا لتقنيين مرتبطين بالتنظيم. وكشف التقرير أيضا أن أغلب منظومات الاتصال بالإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، مصنوعة في الولايات المتحدة وشرق آسيا، وتورد إلى منطقة الشرق الأوسط عبر روتردام الهولندية بتكليف من شركات تتخذ من باريس ولندن ولكسمبورغ مقرا لها. أما الشركات المشغلة لهذه المنظومات فهي أوروبية، كشركة “أويتل سات” الفرنسية و“أنتاي” للاتصالات البريطانية و“سي أي سي” من لوكسمبورغ. ورغم الشكوك في معرفة هذه الشركات بطبيعة استخدام خدماتها للاتصالات في سوريا، إلا أن التقرير تحدث أيضا عن إمكانية معرفة هذه الشركات بذلك وأنها تشاطر معلوماتها مع أجهزة الاستخبارات الأوروبية. وأوضح التقرير أن علاقات شركة “أويتل سات” في سوريا قد تكون محرجة بالنسبة للحكومة الفرنسية، إذ تمتلك فرنسا بشكل غير مباشر عن طريق مصرف Caisse Depots أكثر من 26 في المئة من أسهم الشركة. ويقول مدير المركز الفرنسي لبحوث الاستخبارات آلان رودييه إنّ الدعاية التي ينتهجها التنظيم الإرهابي داعش قد وصلت إلى مستوى عال من الحرفية، فهي تهدف إلى جذب الشباب من أجل تجنيدهم في صفوفه. ولذا، يضيف، “لقد بات لزاما علينا استثمار كل الإمكانيات قي حرب من هذا النوع إذا أردنا تدمير استراتيجية هذا التنظيم المتطرف الدعائية والتي أصبحت حسب رأيه أكثر نجاعة من قنابل التحالف الدولي”. أما الاتحاد الأوروبي، فقد طلب من جهته مساعدة عمالقة شبكة الإنترنت في محاربة “الجهاديين” ومنعهم من تجنيد الشباب ووقف بث الأشرطة الدعائية وتلك المشيدة بالأعمال الإرهابية. وهو ما اعتبره كل من الوزير الأول ووزير الداخلية الفرنسيين من الأولويات. ورغم ما يتردد عن انتباه الدول وفي مقدمتها دول الاتحاد الأوروبي، إلى خطورة الجهاد الإلكتروني منذ مدة وإدراكها استغلال المتطرفين لمواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة لاستقطاب وانتداب المئات من الشباب عبر مختلف طرق الإغراء والكسب، فالكوارث الإرهابية الأخيرة جعلتها تتفق على وجوب شن معركة افتراضية حاسمة ضده، بغية صد هجماته الدعائية ومنعه قدر المستطاع من نشر الرعب وجذب المزيد من الشباب إلى صفوفه وإبعادهم عن تأثير دعايته. وتشير التسريبات الصحفية إلى أن الميزانية التي خصصت لهذه الحرب الإلكترونية في فرنسا مثلا للفترة الممتدة من 2015 إلى 2019 قد فاقت المليار أورو.