موسكو تستبق «اجتماع نيويورك» بمحادثات «جنيف» بشأن سوريا
10/12/2015 08:57استبقت موسكو امس الاربعاء، « اجتماع نيويورك» المرتقب بشأن دفع العملية السياسية في سوريا الى الامام، بالكشف عن انطلاق محادثات ثلاثية بشأن الأزمة السورية غدا الجمعة، وذلك بمشاركة روسيا واميركا والامم المتحدة في جنيف، مؤكدة في ذات الوقت ان الربط بين رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، يعني المساهمة بصورة غير مباشرة في الحفاظ على الظروف المواتية لتمدد تنظيم {داعش» الارهابي.
وبالتزامع مع «حراك العمالقة» ، جددت موسكو تحذيراتها لأنقرة من إرسال قوات إلى سوريا، فيما اعرب الكرملين عن نيته فتح تحقيق دولي في قضية إسقاط «سو 24»، وذلك في تأكيد واضح على تمسك موسكو بموقفها تجاه أنقرة.
حراك دبلوماسي
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله امس:» إن روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة ستجري محادثات ثلاثية بشأن الأزمة السورية في 11 كانون الأول في جنيف».
وقال مصدر في الخارجية الروسية لوكالة «إنترفاكس» الروسية: «المشاورات بشأن سوريا في إطار «روسيا – الأمم المتحدة – الولايات المتحدة» مع المبعوث الأممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا مدرجة على جدول الأعمال في جنيف الجمعة».
وتجدر الإشارة إلى أن المشاورات الروسية الأممية الأميركية حول سوريا علقت منذ بداية الأزمة الأوكرانية.
من جانبه اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام إيطالية نشرت امس «ان أولئك الذين يصرون على الربط بين رحيل الأسد وتشكيل تحالف دولي ضد الإرهاب، يساهمون بصورة غير مباشرة في الحفاظ على الظروف المواتية لتمدد «داعش».
وأكد لافروف «أن موقف الغرب من مسألة مصير الرئيس السوري تعرض لبعض التعديلات، إذ لم يعد شركاء روسيا يطالبون باختفاء الأسد فورا، دون أن يستبعدوا مشاركته في العملية السياسية الانتقالية، لكنهم ما زالوا يصرون على تحديد موعد ما لرحيل الأسد».
وتابع الوزير تعليقا على هذا الموقف: «لقد رد الرئيس الروسي أكثر من مرة على هذه الفكرة، ونحن نعتبر مثل هذه المقاربة مصطنعة ومتعارضة مع القانون الدولي والمبادئ الديمقراطية».
كيري يزور موسكو
وبالتزامن مع الاعلان عن محادثات الغد، اكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري امس، انه سيتوجه إلى روسيا الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا وأوكرانيا.ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن المتحدث باسم بوتين قوله: إن الكرملين لا يستبعد عقد اجتماع بين الرئيس ووزير الخارجية الأميركي في موسكو الأسبوع المقبل.وقال كيري متحدثا على هامش محادثات المناخ في باريس: إن روسيا «كانت ايجابية» بمحاولتها التوصل الى تسوية سياسية للصراع في سوريا.
وأضاف «اذا تمكنا من ضم المصالح بالقدر الكافي لندرك أن هناك نتيجة إيجابية لنا كلنا اذا أنقذنا سوريا وتوصلنا إلى تسوية سياسية... فهذا سيكون شيئا رائعا تماما. ولهذا السبب سأذهب.»وتجيء محادثات موسكو قبل اجتماع محتمل في نيويورك في 18 كانون الأول في مسعى لدفع العملية السياسية في سوريا قدما.
لكن كيري حذر من أن نجاح اجتماع نيويورك يعتمد على الجهود الجارية الان في السعودية لتوحيد جماعات المعارضة السورية.
اجتماع الرياض
وانطلقت امس، أعمال الاجتماع الموسع للمعارضة السورية في العاصمة السعودية الرياض، في محاولة لتوحيد أطياف المعارضة على وثيقة سياسية مشتركة.
ويهدف الاجتماع الذي يستمر يومين، إلى تسوية سياسية للنزاع ومكافحة الإرهاب ووقف محتمل لإطلاق النار وإعادة الإعمار، علما أن بيانا ختاميا سيصدر اليوم الخميس عن الاجتماع.
ويشارك في الاجتماع شخصيات من المعارضة السياسية والمسلحة، على حد سواء، بينهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يحظى باعتراف أكثر من 120 دولة، وممثلون عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي وشخصيات من مؤتمر القاهرة، كما يشمل عددا من الشخصيات المستقلة، إضافة إلى ممثلين عن الفصائل المسلحة.
تحقيق «سو 24»
الى ذلك، أكد الكرملين أن موسكو تسعى لإجراء تحقيق بمشاركة خبراء دوليين للكشف عن حقيقة ملابسات الهجوم التركي على قاذفة «سو- 24» الروسية فوق أراضي سوريا يوم 24 تشرين الثاني الماضي.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي امس:» إن وزارة الدفاع ستتولى توجيه الدعوات إلى الخبراء الأجانب الذين سينضمون إلى التحقيق».
كما امتنع بيسكوف عن التعليق على إمكانية مشاركة خبراء أتراك في التحقيق قائلا: «إنني لست مستعدا للرد على هذا السؤال. ولم يذكر الرئيس شيئا بهذا الشأن».
واكد الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا خبراء بريطانيين للمشاركة في تفريغ معلومات الصندوقين الأسودين للقاذفة الروسية.وأفاد الموقع الرسمي للرئاسة الروسية امس، بأن ذلك جاء في مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بطلب من الجانب البريطاني.
واكد الرئيس الروسي أن المعطيات المسجلة في الصندوق الأسود، مهما كانت، لن تغير العلاقة الروسية تجاه تركيا.
موسكو تجدد تحذيرها
وفي تلك الاثناء، حذر فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة أنقرة من إرسال قوات إلى سوريا على غرار تدخلها العسكري في العراق.
وقال تشوركين في تصريحات صحفية بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، تناولت موضوع نشر القوات التركية في شمال العراق: «إننا نأمل في أن يساعد ما أعرب عنه أمين عام الأمم المتحدة وعدد من أعضاء المجلس من قلق، في تبريد سريعي الانفعال في أنقرة، لحملها على تسوية الوضع في العراق بصورة ترضي الحكومة العراقية».
وتابع أن روسيا لا تأمل أن تقدم تركيا على «خطوات متهورة جديدة» لاسيما في أراضي سوريا.
انسحاب مقاتلي المعارضة
ميدانيا، بدأ مقاتلو المعارضة السورية، امس الأربعاء، الانسحاب من الوعر، وهو آخر حي يسيطرون عليه في مدينة حمص، وسط سوريا.
وذكرت مصادر وشهود عيان، أن حافلة أولى تقل مدنيين،غادرت الوعر، تنفيذا لاتفاق بين المعارضة والنظام السوري، أشرفت عليه الأمم المتحدة، في 1 كانون الاول الجاري، يقوم على مغادرة ألفي مقاتل مع عائلاتهم من الحي.
وأوضحت المصادر، أن زهاء 750 شخصا، بينهم مدنيون، تم إجلاؤهم، الأربعاء.ويرتقب أن يستغرق تنفيذ الاتفاق شهرين، حسب السلطات، وسط آمال بوقف القصف ورفع الحصار عن الحي .