كوريا الشمالية / أليتيا (aleteia.org/ar) – ابتداء من السنة القادمة، سيسمح لكنيسة كوريا الجنوبية الكاثوليكية إرسال كهنة الى كوريا الشمالية للإحتفال بالذبيحة الإلهية في الأعياد الكاثوليكية المهمة. هذا ما تم الإتفاق عليه بين لجنة الأساقفة التي توجهت من كوريا الجنوبية الى الشمالية بداية هذا الشهر. ففي الثالث من شهر كانون الأول الحالي، سبعة عشر من مسؤولي الكنيسة الكاثوليكية في كوريا الشمالية توجهوا للقاء وفد رسمي كوري شمالي وللاحتفال بالذبيحة الإلهية في كاتدرائية شانغ شونغ في بيونغ يانغ. كما التقى الوفد الكنسي نائب رئيس مجلس النواب الكوري الشمالي كيم يونغ داي. الزيارة هذه تؤكد دور الكنيسة المهم في المصالحة بين الكوريتين ويمكن أن تفتح الباب للكنيسة الكاثوليكية في كوريا الشمالية من جديد. يقول رئيس أبرشية سول، الكاردينال ياوم سو يونغ، إنّ جهود الكنيسة الكاثوليكية ليست بجديدة، فقد بدأنا الحوار مع السلطات الشمالية منذ عام ألفين، ومن ثم جاء وفد كاثوليكي من الشمال عام 2003 واحتفلنا بالذبيحة الإلهية معاً بعد 58 عام من الإنقطاع. في أيار 2014، أصبحت الاسقف الأول على سول الذي يزور مجمّع كايسونغ الصناعي. من المهم أن نرسل كهنة إلى بيونغ يانغ، ونأمل أنّ ما قمنا به اليوم يكون حجر الأساس لبناء أسس متينة بين الكنيستين والدولتين. وفي وقت يعاني مجتمعنا من الأنانية، المادية احتقار الحياة الإنسانية، أعتقد أننا كزعماء روحيين دورنا مكافحة هذه العقبات التي تعترض المصالحة والعمل على بناء مجتمع متناغم. أبرشية سول، قدمّت المساعدات لكوريا الشمالية عام 1995 عندما عانت البلاد من فياضنات كبيرة، وعلى الرغم من تأزّم العلاقات بين الكوريتين، ما زلنا نقدّم الدعم متى سنحنت الفرصة. ومنذ عام ألفين، بدأنا مجموعة من المشاريع الزراعية، الصناعية والطبية لدعم السكان في كوريا الشمالية بالتعاون مع منظمات أخرى كالصليب الأحمر. كما نصلي من أجل الوحدة بين البلدين كل يوم ثلاثاء، وفي تشرين الثاني الماضي احتفلنا بالقداس الألف، وأطلقنا حملة “الكنيسة الشمالية في قلبي” للصلاة على نية 57 رعية في الشمال. وخلال زيارة البابا فرنسيس إلى كوريا الجنوبية، كلماته “محبة، رجاء ومشاركة”، إضافة على تأكيده أنّ ليس هناك من انتصار طرف على طرف آخر، وأنّ البلدين عائلة واحدة، دفعنا أكثر إلى إرثاء ارضية مشتركة من الحوار بين البلدين. أمّا كنيستنا فهي كنيسة رحمة ومحبة الفقير، تتابع عن كثب رسائل البابا ويومياً نقوم بترجمة كلماته وعظاته إلى اللغة الكورية. وفي تعليق على البنية الإجتماعية للكنيسة الكاثوليكية في كوريا الجنوبية وأنّ غالبية الكاثوليك هم من الطبقة الميسورة جداً. قال سو يونغ، إن زيارة البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني إلى بلدنا، كانت دفعاً قوياً أدّى إلى زيادة نسبة الكاثوليك 10.6 بالمائة. نحن نعلم أنّ شعبنا من الطبقة الميسورة، لكن كنيستنا واعية على التوعية الروحية الدائمة للمؤمنين. وفي وقت تعلو نسبة الفساد في الكنائس الأخرى غير الكاثوليكية وتهرّبها من دفع الضرائب، فإننا حسب توصيات البابا، كنيستنا ملتزمة بدفع الضرائب واحترام قوانين البلاد الضرائبية.
" />
عاجل من كوريا الشمالية. بعد عشرات السنين من القمع، ألسلطات تسمح باستقبال كهنة الكنيسة الكاثوليكية على أراضيها