اليمن.. محادثات سويسرا من دون اتفاق وجولة جديدة بإثيوبيا
21/12/2015 08:27اتفق وفدا الحكومة اليمنية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، و»الحوثيون» وحلفاؤهم في حزب المؤتمر الشعبي، على جولة جديدة من المفاوضات تعقد في الـ 41 من كانون ثاني المقبل، وذلك عقب انتهاء محادثات سويسرا التي انطلقت منتصف الاسبوع الماضي برعاية الأمم المتحدة.
وقال مصدر في وفد الحكومة اليمنية لوكالة»رويترز» عقب انتهاء محادثات امس» إن محادثات السلام اليمنية التي اختتمت في سويسرا امس الاحد دون التوصل لاتفاق لانهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ تسعة أشهر، ستستأنف في الـ 14 من كانون الثاني المقبل.
وقال المصدر لرويترز «الجولة الأولى من المحادثات اليمنية انتهت باتفاق على استئنافها ... في إثيوبيا يوم الـ 14 من كانون الثاني».
وسمحت جولة المحادثات التي انتهت امس، بتحقيق اختراق متواضع بدون التمكن من ترسيخ الهدنة في المعارك التي قتل واصيب فيها الالاف من المدنيين واطراف النزاع هناك.
واعلن مبعوث الامم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد خلال مؤتمر صحافي، انتهاء المفاوضات في برن، والتي وصفها مراقبون بأنها لم ترتق لمستوى التحديات في البلاد.
«لا نتائج»
وادت المحادثات التي جرت في احد فنادق كانتون برن بعيدا عن وسائل الاعلام، الى الاعلان عن انشاء «لجنة عسكرية محايدة» مكلفة بالاشراف على وقف اطلاق النار، كما يفترض ايضا تشكيل لجنة ثانية مكلفة بالاشراف على نقل المساعدات الانسانية بحسب مصادر من الطرفين المتنازعين.
ودخل وقف اطلاق النار مبدئيا حيز التنفيد مع بدء المفاوضات الثلاثاء الماضي، لكنه انتهك بشكل منتظم كل يوم، وسجلت منظمات انسانية محلية ودولية ارتفاع اعداد الضحايا جراء القصف الذي نفذته طائرات»التحالف العربي» بقيادة السعودية.واعتبر مصدر من وفد الحوثيين «ان المفاوضات فشلت في الجوهر لكن ليس في الشكل» مضيفا ان الهدنة الانسانية «ولدت ميتة».
واستطرد مصدر من الوفد الحكومي «لم نتوصل الى اي نتيجة».
وتتعثر المحادثات خصوصا بشأن مسالة الاسرى، اذ يطالب الحوثيون بتبادل للاسرى، فيما يطالب الوفد الحكومي باطلاق الاسرى لدى الحوثيين خاصة شقيق الرئيس عبد ربه منصور هادي بحسب مصادر متطابقة.
لكن يبقى ان المحادثات جمعت على الاقل الطرفين على طاولة واحدة.
واثناء الجولة الاولى التي عقدت في حزيران الماضي في جنيف، بقي كل وفد في فندقه وكان المبعوث الاممي صلة الوصل يتنقل ذهابا ايابا بينهما.
استمرار المعارك
ويتزامن الحراك السياسي اليمني مع خروقات للهدنة المتفق عليها منذ أسبوع، لكن حدة المعارك تصاعدت في جبهات القتال اليمنية.
وقتل 68 مقاتلا على الأقل في معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين قرب مدينة حرض شمال غرب الحدود مع السعودية.
وقالت مصادر عسكرية إن 28 جنديا على الأقل قتلوا في المعارك إضافة إلى 40 حوثيا.
وكانت وحدة من الجيش اليمني تدربت في السعودية قد استعادت حرض الخمي، وتحاول القوات اليمنية حاليا التقدم باتجاه مدينة ميدي على البحر الاحمر والتي تبعد 10 كلم عن حرض.
وعلى جبهة أخرى، تقدمت القوات الموالية لهادي شرقا وأصبحت على بعد 40 كلم من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ أكثر من عام، بعد تحقيق تقدم كبير في محافظة مأرب شرق العاصمة.
ورغم اقتراب قوات هادي من صنعاء، إلا أن الكيلومترات المتبقية والتي تفصلهم عن صنعاء هي في غالبيتها منطقة جبلية ووعرة.
وإلى الشمال عززت ما يعرف «اللجان الشعبية» الموالية تقدمها، بعد السيطرة على كبرى مدنها مديريتي الغيلة والمتون، وسقطت المديريتان بعد اشتباكات مع الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وقال مصدر في اللجان الشعبية إن القوات اليمنية تتجه حاليا إلى الغرب، باتجاه معاقل الحوثيين في محافظتي عمران وصعدة، الواقعتين شمال العاصمة.
وقالت مصادر عسكرية إن قوات هادي المدعومة بشكل كبير من قوات التحالف بقيادة السعودية، أرسلت تعزيزات إلى مدينة حزم، بما في ذلك دبابات وعربات مدرعة.
في تلك الاثناء، أكد الجيش اليمني، استهداف القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية، التابعة للحوثيين، غرفة عمليات، ما أسماهم «الغزاة» (قوات التحالف) بمعسكر صافر، شرقي مأرب، بصاروخ من طراز «قاهر 1».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، عن مصدر عسكري، أن «الصاروخ أصاب هدفه بدقة عالية، وأن إنفجارات عنيفة هزت القاعدة العسكرية للقوات السعودية… ما أدى إلي مصرع أكثر من 86 من تلك القوات، كحصيلة أولية».
وأشار المصدر العسكري إلى «إحتراق ثماني طائرات أباتشي وطائرتين من نوع تشينوك، وتدمير منظومة خاصة بالتحكم بالطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى إحتراق مخازن أسلحة وتدمير عدد من الآليات والمدرعات».
وأشارت مصادر طبية إلى أن الحصيلة الكبيرة لأعداد ضحايا القصف دفعت بالطيران المروحي الى نقل العشرات منهم في المنفذ جراء العملية النوعية التي استهدفتهم.