الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6397مزاجي : تاريخ التسجيل : 24/09/2010الابراج :
موضوع: المشهد السياسي المسيحي في العراق السبت 16 يناير 2016 - 16:43
اعلام البطريركية
لقد علق بعض الأشخاص على "توضيح حول دور البطريركية الكلدانية وتحركاتها" المنشور على موقع البطريركية في 2/1/2016. هذه التعليقات جاءت بنفس قومي متزمت وعدم المعرفة بالواقع.
غبطة البطريرك لم يسحب البساط من تحت أحد ولم يقصٍ أحدا وابواب التحرك مفتوحة امام الجميع ولا تزال. جلّ ما قام به غبطته هو الدفاع عن حق المسيحيين بشأن البطاقة الموحدة وأيضاً امام الاعتداءات على حياتهم وممتلكاتهم وحريتهم. وكما قامت البطريركية منذ ازمة الهجرة بمد يد العون الى المهجرين بغض النظر الى انتماءاتهم وساهمت في تمويل بعض النشاطات المشتركة تعبير عن توجهها المسكوني غير المتزمت. من هي الكنائس التي ساعدت الكنائس الأخرى ما عدا الكنيسة الكلدانية والجماعات الانجيلية؟ البطريرك لا يقدم نفسه بديلا للأحزاب السياسية ولا للنواب. لكن لو نظرنا الى الساحة السياسية العراقية لوجدنا ان للشيعة مرجعية سياسية قوية وللسنة مرجعية سياسية وللأكراد وللتركمان جبهة وللشبك ولليزيديين، اما بالنسبة الى المسيحيين فهناك تبعثر وتشتت. هناك احزاب قومية ترشحهم هذه الجماعة أو تلك، وهم بالتالي تحت تبعيتها، وجاءت بأشخاص يفتقرون الى الاقتدار المعرفي والسياسي وبالتالي المسيحيون هم الخاسرون.
كان طرح غبطة البطريرك ساكو منذ بداية تسنمه لمسؤوليته هو تكوين مرجعية سياسية علمانية موحدة للمسيحيين على قاعدة الكفاءة. هذا الطرح رفض بحجة ان المسيحية ديانة وليست قومية؟ وكلما بادر لجمع شملهم برزت الاختلافات والتوجهات المنفعية الذاتية الشخصية أو القومية. ونود ان نسوق مثلا بكل احترام: ذكر أحد السياسيين الاكراد لغبطته ان الأحزاب القومية (المسيحية) منذ سنة لم تتمكن من ترشيح بديل للوزير المستقيل جونسن! وامام هذا الفراغ البطريرك احتراما لهم لم يقدم على ترشيح أحد من الكلدان؟. واليوم ليس لنا وزير في الحكومة المركزية وغدا لربما تلغى الكوتا ولن يكون لنا ممثلون في مجالس المحافظات ثم ما هي الرؤية والخطة لبعد داعش؟؟ وقد لن يكون لنا من الحقوق والمال والأرض!
هذا هو المشهد فلا تليق الانتقادات ولا البكاء على المأساة. نحن بحاجة الى نظرة واسعة بعيدة لأحوال شعبنا المسيحي ألمظلوم، نظرة دراسية واقعية وتحليلية تقدم حلولا شافية ومفيدة، والكنيسة من جانبها بأقل تقدير تقدم إرشادات قويمة ودعم معنوي لصالح البلد العام ولصالح المسيحيين الخاص.
والبطريركية تقترح تشكيل فريق مسيحي جامع، مقتدر ومهني يكون هو المرجعية السياسية والناطق الرسمي باسم المسيحيين فيما يخص المشاركة السياسية. ويخرج بقائمة انتخابية واحدة تحت "تجمع مسيحي" وتختار من هم الأفضل لتمثيلهم. انها فرصة مفصلية ونأمل ان تدعم المرجعيات الكنسية هذه المبادرة. بخلاف ذلك سوف تدعم البطريركية وبكل قوتها وامكانياتها قائمة كلدانية في الانتخابات القادمة وتشكل فريقا وطنيا