الهند/ أليتيا (aleteia.org/ar) بعض القوميين الهنود يحلمون علناً ببلد “هندوسي 100%” مطهّر من مسيحييه ومسلميه. في منطقة مادهيا براديش الواقعة وسط الهند، تم توقيف 13 شخصاً وسجنهم لـ “انتهاكهم قانون مناهضة الاهتداء”. وقد أفادت وكالة أوكانيوز أن هناك بين السجناء رجلاً أعمى وأماً وطفلها البالغ ثلاثة أعوام. القوميون الهندوس أحرار في تصرفاتهم تدخلت الشرطة إبان الاحتفال بماكارسانكراتي، العيد الهندوسي الذي كان يشارك فيه المسيحيون، وذلك بعد تلقيها تبليغاً من متطرفين في القرية. في هذا الصدد، أشارت وكالة كنائس آسيا إلى أن هذه المنطقة خاضعة منذ 12 عاماً لإدارة حزب بهاراتيا جاناتا، الحزب القومي والديني الهندوسي. وقد أدى وصول ناريندرا مودي إلى رئاسة الحكومة في مايو 2014 إلى تشجيع أكثر المناضلين حماساً في حزب بهاراتيا جاناتا لتحقيق فكرتهم الهادفة إلى بناء بلاد الهند “المطهرة دينياً” من المسيحيين والمسلمين، الأقليتين الأوليين فيها. بالإضافة إلى ذلك، يطبق في هذه المنطقة قانون مكافحة الاهتداء الذي يمنع مبدئياً التخلي عن الهندوسية. ويشكو المسيحيون الهنود من تآمر الشرطة مع المتطرفين. “جريمة الممارسة” أعرب جانو باي، أحد الموقوفين البالغ 35 عاماً، عن دهشته خلال هجوم الشرطة المفاجئ قائلاً: “لم نكن نعلم سبب اعتقالنا وسجننا”. أضاف أنه يتبع تعاليم يسوع، لكنه لم يهتد إلى المسيحية. هذا التعصب الشديد تجاه كل ما يبدو اهتماماً بالمسيحية دفع حزب بهاراتيا جاناتا إلى إطلاق حملة شاسعة لـ “إعادة اعتناق الهندوسية”. ومؤخراً، تباهت فيشفا هيندو باريشاد، وهي منظمة قومية هندوسية، بهدي 500000 مسيحي و200000 مسلم في غضون عشر سنوات. الهدف: زوال المسيحيين الهنود مع حلول سنة 2021! من جهته، كان راجيشوار سينغ الذي هو رئيس جمعية هندوسية أخرى مقربة من حزب بهاراتيا جاناتا تدعى دارم جاغران ساميتي، وتجعل من “العودة إلى الهندوسية” هدفها الأسمى، قد حلم علناً بالهند “المحررة من المسيحيين والمسلمين”. وأوضح: “ليس لدى المسيحيين والمسلمين أي حق في التواجد هنا. يجب أن يهتدوا أو يرحلوا”. لكن هذا الهدف غير واقعي في الهند التي تضم 172 مليون مسلم و28 مليون مسيحي. الجدير ذكره هو أن راجيشوار سينغ أقيل بحذر عقب إعلانه المدوي، لكن برامج الاهتداء انتشرت لتشمل كافة مناطق البلاد، وتتبع أحياناً طرقاً ثورية. هكذا، يمكن أن يحصل الاهتداء قسراً، أو من دون علم المعنيين الرئيسيين فيه! يحدث مثلاً أن ينضح كاهن هندوسي مسيحيين أو مسلمين مؤكداً لهم أنهم أصبحوا هندوساً من جديد.