الموصل/ أليتيا (aleteia.org/ar)–نبرات صوته وهو يتحدث عبر هاتفه النقال كانت كافية لتبين الوضع المأساوي الذي يعيشه أهل الموصل والقرى القريبة منها التي لازالت تعيش تحت سيطرة داعش منذ سنة ونصف . وبالرغم من انه كان يتحدث من مكان آمن بعيد عن تواجد داعش وعناصره الا انه لم يخف حذره من ذلك ايضا ، حيث يُمنع استخدام الهواتف النقالة في هذه المناطق ، ومن يُضبط متلبسا بذلك يلقى اشد العقوبات لانهم يحسبونه جاسوسا هذا ما نقله احد سكان القرى القريبة من الموصل طلب عدم الكشف عن اسمه وأضاف بان عناصر داعش او من يعمل لهم منتشرون في كل مكان حتى في القرى. وعن قرى وبلدات سهل نينوى ذكر القروي بانه يمنع الدخول اليها أو الوصول الى مقربة منها كونها تشهد تواجدا لعناصره وهي مناطق لانطلاق عملياته ولهذا تكون مستهدفة من قبل طيران التحالف ، ويتناقل الناس عن منطقة على أطراف الموصل يتم فيها عرض وبيع ما تم سلبه ونهبه من هذه القرى والبلدات ويصف الوضع داخل مدينة الموصل فيقول بان الكهرباء فيها معدومة والمياه صعب الحصول عليها ، ويعاني الناس من وضع اقتصادي سيء بسبب قلة العمل وتفشي البطالة وعدم تسليم الحكومة المركزية لرواتب الموظفين منهم ولهذا تعاني الاسواق من ركود اقتصادي . فسائق سيارة الاجرة مثلا ، جيد اذا حصل على وارد يومي مقداره ( 3000 ) دينار . أما الذي يصل وارده اليومي وهم قلة الى ( 10000 ) فهذا يعتبر من المحظوظين . وبسب ذلك تكثر السرقة حتى في القرى . اسعار المواد الغذائية رخيصة ولكن لا تجد من يشتريها فسعر كيلو لحم الغنم بـ ( 6000 ) دينار ، والرز والمعجون اصبح بعيدا عن متناول اليد لدى العوائل الموصلية ، وتسلم لهم من مفردات الحصة التموينية ، الطحين فقط وبمقدار خمسة كيلوات للشخص الواحد سعر البنزين مرتفع وان وجد فهو بنوعية رديئة لكن الكازوايل متوفر ورخيص . والتنظيم مستمر باقامة المزادات في الفترة الاخيرة على السيارات والمكائن التي استولى عليها من المناطق التي دخلها وتباع باسعار رخيصة ودائما ما يبدأ المزاد بـ (300) دولار وتجد سيارات تباع بـ (1000) دولار . ويواصل نقله للحياة في مدينة الموصل ويقول بالرغم من شدة القصف الجوي الذي تتعرض له المدينة بشكل يومي ، الا ان اسواقها وشوارعها تكون مزدحمة بالناس . ونقلا عن بعضهم بحسب قوله فانهم لم يعد يخافون الموت بسبب القصف فهو ارحم من هذه الحياة التعيسة ويتابع القروي وصفه للمشهد في المدينة بقوله ان عناصر التنظيم باتوا يتواجدون بشكل مكثف فيها وأخذوا يضيقون الخناق على سكانها من خلال فرض المحرمات ، فاللحية اصبحت القاسم المشترك بين كل الرجال ، وتحديد في شكل ونوعية الملابس فيحرم ارتداء الملابس الرياضية ( التراكسوت ) . وقد تعرض أحد اقاربه للجلد عندما شاهدوه مرتديا لها اثناء العمل وقدم تعهدا بعدم ارتدائه مستقبلا . كما يحظر التدخين وأقفلت جميع محال بيع السكائر منذ بداية دخول داعش للمدينة ويحذر كل من يرصد متلبسا بالتعامل بها ، ومع ذلك تجد من يتعامل ببيع السكائر بحثا عن المال وكانت نتيجة ذلك ان تعرض صديق له للجلد والسجن ويختم القروي حديثه بان الجميع ينتظرون ساعة التحرير بالرغم مما يتوقعونه من تدمير للمدينة بسبب العمليات العسكرية التي ستحدث اثناء التحرير