الدواسة ..عبق مسيحيي الموصل الذي بددته داعش

عنكاوا كوم-يونس ذنون
لم يكن التقرير المصور الاخير الذي نشره تنظيم داعش مؤخرا عن منطقة الدواسة الا محاولة لبث الحياة في منطقة طالما كانت الحياة تدب في مفاصلها فتوصل ليلها بنهارها دون ان تركن للراحة فبدت في تقرير داعش منطقة مهجورة بمحلات اغلبها مغلقة بسبب شبابية المنطقة التي تعتمد على ازياء معينة كالفانيلات الرياضية وبناطيل الجينز والتي اصبحت محرمة بقوانين داعش والذي سير فرقه الخاصة بالحسبة لمتابعة تنفيذ هذه القوانين الجائرة ووثق هذا الامر في الصورة الاخيرة من التقرير الذي حمل عنوان (جولة في شارع الدواسة)..يعود تاريخ انشاء المنطقة الى اربعينيات القرن المنصرم ومعها بدت اغلبية المنطقة تنحو نحو اغلبية مسيحية ذات خصوصية منحدرة من مناطق الشمال بعد حلول مجزرة سميل وهجرة ابناء تلك المناطق  واتجاههم لمدينة الموصل فكان جانب من منطقة الدواسة محددا باستقرار الاثوريين حيث تم افتتاح كنيسة خاصة بهم في مطلع الخمسينات والتي شهدت ايضا رحيل رئيس الطائفة  الاثورية  القس يوسف قليتا ..ولم تكن كنيسة مار كوركيس الخاصة بالاثوريين هي الاولى في هذا الحي الجديد بالنسبة للموصليين فحسب بل سبقتها انشاء كنيسة باسم ام المعونة  الدائمةكانت خاصة بطائفة الكلدان وتم لاحقا بناء مدرسة محاذية للكنيسة المذكورة حملت الاسم ذاته وعدت من ابرز مدارس الموصل ..كانت الدواسة ومنذ فترة انشائها وحتى وقت قريب المكان المفضل لممارسة المسيحيين لمهنهم فاشتهر عدد من النجارين ممن افتتحوا ورشهم في هذه المنطقة ومنهم حودي النجار الذي كانت ورشته ملاصقة لكنيسة ام المعونة فضلا عن اصحاب متاجر  وغيرهم من المسيحيين الذين بقيت اسمائهم علامات دلالة في تلك المنطقة بالرغم من انهم غادروها قبل عقود ..

 الدواسة.jpg (125.05 كيلو بايت, 920x517 - زيارته 62 مرات.)