شارة البداية لمسلسل السيد المسيح
عنكاوا دوت كوم/ايلاف /بهية ماردينيطالبت منظمة "مسيحيون من أجل السلام" وقف محاولات إيران للاساءة للديانة المسيحية، وأكدت أن على رجال الدين المسيحي في سوريا التصدي لـ"محاولات ايران تشويه الديانة عن عمد".
أكدت منظمة "مسيحيون من أجل السلام" أن محاولات الاساءة للسيد المسيح والاختباء وراء ما يقال إنه الرواية التاريخية، "أمر أقل ما يقال عنه أنه غير مقبول"، وشددوا على ضرورة الحزم والتصعيد لعدم تكرار الاستهانة بالدين ومعتنقيه.
وندد السوريون من كل الأديان ببث قناة سما الفضائية (قناة الدنيا سابقًا)، المسلسل الإيراني "السيد المسيح" خلال الفترة السابقة.
وأجبرت الحملات الإلكترونية على الشبكات الاجتماعية القناة على إيقاف بث المسلسل الذي أراد فيه كاتب السيناريو تشويه قصة المسيح من ولادته وحتى صعوده، بطريقة اعتبرها كثيرون "لم تخل من قصد.
والمسلسل من إنتاج إيراني، يتناول قصة السيد المسيح قيل إنها من زاوية" إسلامية"، ولاقى الشجب نفسه الذي واجهه حين عرض في لبنان، نظرًا لأنه يتضمن أخطاء كبيرة تلقي سهامها في جوهر الدين المسيحي.
واتهمت الحملات القناة بإثارة "النعرات الطائفية: والأخذ بوجهة النظر الإيرانية حتى ولو كانت على حساب الطوائف المسيحية السورية.
واستطاعت الحملات، التي قادت بعضها منظمة "مسيحيون من اجل السلام"، وقف المسلسل المسيء، فيما وصل عدد قرّاء بيان منظمة "سوريون مسيحيون من أجل السلام"، الذي ينتقد بث " قناة سما" لهذا العمل الى 89523 قارئاً، كما وصل عدد المشاركة بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" الى أكثر من 7200.
وتساءل أيمن عبد النور الاعلامي وأحد أبرز مؤسسي "مسيحيون من أجل السلام"، في تصريح لـ"إيلاف"، لماذا لا يتحرك رجال الدين المسيحي في سوريا ضد عرض المسلسل، كما فعل اللبنانيون؟ .
كما تساءل سوريون هل بلغ الامر بأن ايران باتت تتحكم في ما يعرض على القنوات السورية، وهل يجرؤ رجال الدين المسيحي على المطالبة باعتذار رسمي ومنع بث المسلسل مجددًا؟".
فيما اتهم مدير الأخبار في قناة سما، حسام حسن، رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"الاصطياد في الماء العكر".
واعتبر ناشطون مسيحيون أن هناك شيئًا استفزازياً مقصوداً، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يتعمّد فيها الإيرانيون تشويه التاريخ المسيحي، إذ عمدوا إلى ذلك في قصة مريم العذراء من خلال مسلسل (مريم المقدسة)، وصلت فيه حدود التشويه إلى أبعد الحدود.
ومسلسل السيد المسيح لاقى أثناء عرضه في لبنان، احتجاج عدد من رجال الدين المسيحيين، الذين طالبوا حينها بوقفه باعتباره مسيئًا إلى الإيمان المسيحي، الأمر الذي دعا البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى المطالبة بوقف عرض المسلسل فورًا، معتبرًا أنه" ينكر أسس الدين المسيحي".
من جانبها، نشرت قناة الدنيا بيانًا على حسابها على" فايسبوك" مبررة أن المسلسل من إنتاج إيراني، وسبق وأن عرض على بعض القنوات العربية، مؤكدة أن المحتوى داخل المسلسل من "مادة تاريخية، وهي وجهة نظر الكاتب والمنتج والمخرج ولا تتحمل القناة مسؤولية وجهة النظر هذه.. كما أنها لا تتبناها، وهي تنظر إلى العمل في سياقه العام".
وأكدت أن قناة سما "محطة فضائية وطنية لكل من يتابعها، ولكل السوريين لا تفرق بين دين وآخر"، حسب قولها، محاولة امتصاص النقمة .
وقالت سميرة مبيض التي تنشط في منظمة "مسيحيون من أجل السلام" إن في عرض الفيلم الإيراني "السيد المسيح" على قناة سما الفضائية "استهدافاً مباشراً لمعتقدات الديانة المسيحية وترويجاً لمعتقدات خاطئة ضمن المجتمع السوري الذي تُشكل المسيحية جزءاً أصيلاً من ثقافته التاريخية".
وأشار بيان المنظمة الى أن الفيلم احتوى "على أحاديث نُسبت للسيد المسيح، وهي غير مذكورة في أي من الأناجيل التي تشكل المبادئ التي تأسس عليها الإيمان المسيحي، بالإضافة الى تشويه مقصود لكافة مراحل حياة يسوع المسيح وعلى الأخص لمرحلة الآلام والصلب، والتي تعتبر ذات قدسية كبرى بالنسبة للمسيحيين، وترى المنظمة أن في عرض الفيلم على قناة سورية في توقيت عيد الميلاد المجيد، استهزاء بقيم الدين المسيحي وعدم مراعاة لمعتقدات المسيحيين السوريين ومقدساتهم".
ولفت البيان الى أن المنظمة "اذ نحترم الاختلافات بين كافة الأديان نشير الى أن استهداف المعتقدات الدينية لأي مذهب من شأنه أن يزيد الهوة بين المكونات السورية، ويستجلب المزيد من الضغائن الدخيلة على مجتمعنا السوري الذي تميّز تاريخياً بأصالة التعايش والمودة بين كافة أبنائه".
ووجه البيان دعوة الى رجال الدين المسيحي السوريين للوقوف بوجه هذا الاستهداف، الذي يصيب عمق الدين المسيحي، وقد يحمل تمهيداً لتشويهات ممنهجة للثقافة المسيحية في الشرق الأوسط في ظل هذه الظروف الحالكة، التي يعيشها أبناء سوريا من تهجير وظلم على كافة الصعد.