ذكرى رحيل الأستاذ حنا شيعا الى الاخدار السماوية في سوريا

الى الروح التي عانقت السماء أبداً.الى القلب الكبير الذي سكب اسراره في عوالم لا تعرف الانكسار.الى المنارة التي اهدت التائهين في طرقات البحث عن الحقيقة والثبات على قول الحق.الى النسيم المتمرد في صباحات ديريك النديّة. الى المعلم القدوة في الفكر والسياسة والرياضة والتنزه الذي يحمل بين جناحيه النهل من مخازن المعرفة وتتويجها بحب الحياة وزهوها والتمسك بثوابت انسانية الانسان.اليك يا استاذ الكل(حنا شيعا) اقدم لك محبة أهل ديريك الابية عربون محبة ووفاء لسجاياك الحميدة .فالوقار ولشموخ والتفرد بقول الحقيقة سماتك.وانا على ثقة انك مطمئن الروح بجوار الصالحين لما قدمته من صدقٍ ووفاء وثبات على المبادئ. جمال يعقوب

July 31, 2015 ·

ذكرى رحيل الأستاذ حنا شيعا
45 سنة والحزن في القلب
رحل ذاك الشاب ال 33 ربيعاً
شاباً نشيط ذو طاقة كبيرة
لا يصدقها من سمع ويسمع عنه اليوم
إلا الذين ألتقوا به وعاشوا ولعبوا وجلسوا وتحدثوا معه
في مدارس للسريان
وكنائس وملاعب وساحات وشوارع وبيوت وصالات
ديريك والقامشلي والحسكة
لا بل كل جزيرتنا السريانية وحلب وحمص ودمشق
كان رياضياً بكل معنى الكلمة
لأعباً ومدرباً وحكماً ومؤسسا لفرق رياضية كرة القدم والطائرة
عداءاً ممتازاً وملاكماً جيداً وسباحاً ماهراً
كان معلماً غيوراً ومهتماً
ومربياً ومرشداً اجتماعياً مميز
قاسي ونظامي إلى أبعد حد
كان انضباطياً ويحب القانون والنظام والدقة في المواعيد
كان يكره الكذب والغش واللف والدوران
كان يتابع طلابه في الشوارع والبيوت في الليالي كما في النهار أوقات الدوام
ليحثهم على العلم وحفظ الدروس
كان قائد كشافي لكشاف السريان ومحباً ومنظماً للرحلات (تنزهة)
كان مؤمناً بكنيستنا السريانية ومواظبا ومهتماً بلغتنا السريانية وصلواتها وتراتيلها
بالرغم من كونه شيوعياً
كان عنيداً ومناضلاً شرساً من أجل مبدأه
وكان سرياني غيور جداً على السريان وتراث السريان
هذا هو أبى الغالي حنا شيعا
من علمني ورباني وفهمني و وعاني
فتح أبواب الدنيا وزرع بذار الحياة أمامي
فترك أثر وبصمة ناصعة في حياتي
غادرني وترك جرح عميق في قلبي
فهو المنارة لحياتي وعنوانٍ لمستقبلي
والكنز الثمين لأمنياتي
لازلتُ استمد قوتي وأستنير بريق كلامي وجرأتي منه
غادرني وكنتُ طفلاً صغير إحدى عشر ربيعاً
أبي يا صاحب القلب الكبير
يا صاحب الوجه النضير
أنتَ حاضر في عقلي وقلبي دائماً
مهما كنتَ بعيد المسافات عني
أنتَ الأب المثالي
والرجل الذي قلة أمثاله بين الرجال
أكتب إليك وأنا في اشد الحاجة إلى وجودك بجانبي
لولا إني أعلم أنه أمر الله قد نفذ
وأمر الله على الرأس والعين
اشتقت إليكَ يا أبى
رحمك الله واسكنك فسيح جناته
صحبة الأبرار والصالحين والقديسين
ألف وردة وألف شمعة على قبرك
يا والدي الغالي الأستاذ حنا شيعا

بقلم د. جبرائيل شيعا
ببرى 31 تموز 2015م