تنسيق تركي - إيراني ؛ في مواجهة « سورية الفيديرالية » !
الأثنين 07 ـ 03 ـ 2016
إتفقت طهران وأنقرة على اتخاذ « خطوات تدرُّجيّة » لتسوية الأزمات في المنطقة ،
وبينها الأزمة السورية ، وسط مساعي البلدين لردم الفجوة بينهما والعمل لمنع قيام
كيان كوردي في شمال سورية قرب الحدود التركية ، ما يُنعش آمال أكراد تركيا وإيران .
في الوقت ذاته ، تراجعت الخروق في اليوم الثامن لوقف « العمليات العدائية » في سورية .
وأُعلن في موسكو أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري عبّرا
عن تفاؤلهما بالتزام اتفاق وقف العمليات العدائية .
وأبلغ لافروف نظيره الأميركي في اتصال هاتفي أهمية ضمان أوسع
مشاركة للمجموعات المُعارِضة في محادثات السلام ، بمن فيها الأكراد السوريون .
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية ( إرنا ) عن الرئيس حسن روحاني قوله خلال لقائه رئيس الوزراء التركي
أحمد داود أوغلو أمس : « ليس هناك اختلاف بين بلدينا حول ضرورة إحترام سيادة الدول ،
وإن مصير البلدان تقرّره شعوبها » .
وأضاف : « هناك ضرورة لوقف الحرب ووقف إراقة الدماء
وإغاثة اللاجئين والمشرّدين ، وباستطاعة طهران وأنقرة أنْ تُقدِما على خطوة جدية ومفيدة
وتدرُّجية تجاه هذه المشكلات التي تشتركان في وجهة النظر تجاهها من أجل تسويتها » .
وكان روحاني أشار الى وجود « أهداف ومصالح مشتركة » بين طهران وأنقرة ، وقال :
« عليهما التعاون والتنسيق والتركيز على مكافحة الإرهاب باعتباره عدواً مشتركاً ،
من أجل تعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة .
إيران وتركيا باعتبارهما بلدين كبيرين وجارين ، يمكنهما أن يقوما بخطوات بنّاءة ومؤثرة
من أجل إرساء أسس الوحدة في العالم الإسلامي » .
وحذّر روحاني من أنّ « الدول الأجنبية لا تريد تسوية مشكلات المنطقة في شكل كامل
وإنما تسعى إلى تحقيق مصالحها ، لذلك على دول المنطقة حل مشكلاتها بنفسها ،
والأكيد أنّ التعاون بين إيران وتركيا يلعب دوراً بنّاء في إرساء السلام الدائم فيها » .
وكان داود أوغلو ذكر أنّ تركيا تسعى إلى « الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ،
وترفض مشاريع تقسيم البلاد إلى دويلات » .
ونقل موقع « ترك برس » عن رئيس الوزراء التركي قوله :
« أنا واثق بأن تركيا وإيران وبقية الدول المنطقة متّفقة حيال وحدة الأراضي السورية ومنع تقسيمها » ،
لافتاً إلى أنّ « الشعوب العربية كانت تحلم بالحرية وبلاد تتمتع بديموقراطية أكثر،
لكن الأنظمة المستبدّة سيطرت على ثوراتها .
علينا وإيران أنْ نعمل متّحدين مع كل الدول لإيجاد حل سريع لأزمة سورية والحفاظ
على وحدة أراضيها » ، وجاءت زيارة داود أوغلو لطهران بعد أيام على إعلان موسكو عدم إعتراضها
على قيام دولة فيديرالية في سورية تضم إقليماً للأكراد شمال سورية يربط بين مناطق شرق سورية وشمالها ،
الأمر الذي يُقلِق تركيا وإيران ، ويتوقع أن يكون هذا الملف ضمن القضايا التي يبحثها نائب
وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع نظيره الإيراني حسين أميرعبداللهيان في طهران .
إلى ذلك ، أفادت شبكة « الدرر الشامية » المعارضة أمس ، بأن الحكومة التركية أغلقت موقتاً
معبر جلفا غوزو مقابل معبر باب الهوى في إدلب شمال غربي سورية ،
علماً أنه المعبر الوحيد بين تركيا ومناطق المعارضة السورية .
ميدانياً ، أشار « المرصد السوري لحقوق الإنسان » إلى أن يوم أمس كان
« الأكثر هدوءاً في المناطق التي يشملها اتفاق وقف الأعمال القتالية منذ دخوله حيّز التنفيذ
ليل 27 الشهر الماضي » ، وتستثني الهدنة ، بموجب اتفاق أميركي - روسي ، تنظيم « داعش »
و « جبهة النصرة » ومجموعات أخرى « إرهابية » ، لتقتصر المناطق المعنيّة على الجزء الأكبر
من ريف دمشق، ومحافظة درعا جنوباً ، وريف حمص الشمالي وريف حماة الشمالي ( وسط ) ،
ومدينة حلب وبعض مناطق ريفها الغربي ، ووثّق « المرصد » في مناطق الهدنة خلال 9 أيام
مقتل 148 شخصاً ، بينهم 37 مدنياً و52 عنصراً من الفصائل الإسلامية والمقاتلة
و26 من قوات النظام و 25 من « جبهة النصرة » ومجموعات حليفة لها .
وتستثني هذه الحصيلة المعارك مع « داعش » .
لكن ناشطين معارضين و « المرصد » أشاروا إلى استمرار المعارك في أرياف
حلب وحمص وحماة واللاذقية ، فيما أفادت « الشبكة السورية لحقوق الإنسان » بأنها
« سجّلت في اليوم الثامن للهدنة 36 خرقاً ليصبح مجموع الخروق 289 منذ 27 الشهر الماضي » .
وأكدت وزارة الدفاع الروسية ليل أمس أنها سجلت 15 خرقاً خلال 24 ساعة .