فرنسا: مستعدّون لحماية حكومة الوفاق الليبية إذا طلبت ذلك
الولايات المتحدة تعتبر ذلك أولوية
April 8, 2016
باريس ـ «القدس العربي» من صهيب أيوب: أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أمس الجمعة أن باريس لا تنوي شن ضربات جوية ولا إرسال قوات إلى ليبيا، لكنها قد تساعد في «تأمين الحماية لحكومة الوحدة الوطنية» الليبي،. في وقت قال قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز، إن إمكانية التدخل تتوقف على ما ستطلبه حكومة «الوفاق الوطني».
وفي تصريح لإذاعة «فرانس إنفو»، أكد ايرولت أنه «لا يجوز تكرار أخطاء الماضي. إذا كنتم تفكرون في ضربات جوية وإذا كنتم تفكرون في قوات على الأرض، فالأمر غير وارد، وعلى كل حال هذا ليس موقف فرنسا». وأضاف»بالمقابل، من أجل تأمين الحماية لحكومة (فايز السراج) ففي حال طلب مساعدة دولية عندها سندرس الطلب. ولكن القرار عائد إليه ويجب أن نحترم استقلال هذا البلد».
وأوضح إيرولت أنه تحدث هاتفياً مع السراج الذي دعاه إلى زيارة ليبيا، و»عندما تتوفر شروط الزيارة لليبيا سوف أقوم بها»، وفق ما قال.
وجددت فرنسا والمانيا في المجلس المشترك الذي جمع الرئيس فرنسوا اولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مدينة ميتز (شرق فرنسا)، تأكيد دعمهما لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة فايز السراج في ليبيا، وفق ما أعلن الرئيس اولاند.
ويحاول السراج بسط سلطته في طرابلس بدعم من الأسرة الدولية وبينها الاتحاد الأوروبي التي فرضت عقوبات على مسؤولين كبار متهمين بـ»عرقلة» العملية السياسية.
لكن الوضع في ليبيا ما زال هشا وغامضا. فالحكومة الموازية غير المعترف بها من قبل الأسرة الدولية التي تسيطر على العاصمة منذ آب/ اغسطس من عام 2014 انضمت إليها ولكن رئيسها رفض التخلي عن منصبه.
وتعرب فرنسا وعدة دول أوروبية عن قلقها من وجود آلاف المقاتلين من تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا الذين يعملون على ترحيل كثيف للسكان إلى أوروبا.
وأوضح أولاند أن «ليبيا يمكن أن تكون فوضى وتؤمن لمهربي البشر وكل أنواع التهريب الفرصة لوضع شعوب بأكملها في خطر وبعدها لإيصال عشرات آلاف الأشخاص إلى أوروبا، إيطاليا او مالطا».
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة «رويترز» إن السراج ليست له طلبات حتى الآن إلا مساعدته في مغادرة البلاد إذا تدهور الوضع الأمني في طرابلس.
وتنفذ الطائرات الفرنسية حاليا طلعات استكشافية فوق ليبيا، كما يعمل مستشارون عسكريون فرنسيون على الأرض بالتعاون مع بريطانيا والولايات المتحدة.
وقال إيرولت الأسبوع الماضي إن «فرنسا تأمل في إعادة فتح سفارتها في أسرع وقت ممكن كعلامة على دعم حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا».
إلى ذلك، أكّد قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال ديفيد رودريغيز، أنّ عدد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» تضاعف في ليبيا خلال عام ونصف إذ بات يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف مقاتل. ورداً على سؤال عن إمكانية حصول تدخل عسكري دولي ضد التنظيم في ليبيا، لفت إلى أن الأمر «يتوقف على ما ستطلبه حكومة الوفاق الوطني».
وقال رودريغيز، للصحافيين في البنتاغون، إن عدد مقاتلي تنظيم «الدولة» في ليبيا «يتراوح ما بين أربعة آلاف وستة آلاف»، مشيراً إلى أن هذا العدد «تضاعف خلال الأشهر الـ18 الماضية».
لكن الجنرال الأمريكي، طمأن إلى أن تمدّد التنظيم في ليبيا «هو أصعب بكثير» مما كان الأمر عليه في سوريا أو العراق. وأضاف «من المحتمل» أن يتمكن مقاتلو التنظيم يوماً ما من السيطرة على جزء من الأراضي الليبية و»لكن في الوقت الراهن أنا لست قلقاً من هذا الأمر».
وأوضح قائد القيادة الأمريكية في أفريقيا أن الجهاديين «ليس لديهم مقاتلون محليون يعرفون البلد جيداً» كما هي عليه حالهم في سوريا والعراق. وأضاف أن ما يزيد أيضاً من صعوبة المهمة عليهم في ليبيا هو أن عناصر الميليشيات الليبية لا يروق لهم أن تتدخل جهات غير ليبية في الشؤون الداخلية لبلدهم.
وفي سياق منفصل، أعلن تلفزيون (في.آر.تي) العام في بلجيكا أن السلطات اعتقلت محمد عبريني (31 عاما) البلجيكي المطلوب فيما يتعلق بالهجمات التي نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» في باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر.
كان عبريني على القائمة الأوروبية لأبرز المطلوبين منذ أن رصدته كاميرا أمنية قبل يومين من الهجمات التي وقعت في سيارة مع صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي الذي اعتقل في الآونة الأخيرة. واعتقل عبد السلام في بلجيكا قبل نحو أسبوعين، وقبل حوالى أربعة أيام من هجمات انتحارية نفذها تنظيم «الدولة الإسلامية» في بروكسل.