الجبوري: لا يجوز عقد جلسات البرلمان العراقي دون مشاركة الأكراد

May 08, 2016

العراق- الأناضول- قال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، الأحد، إنه “لا يجوز عقد جلسات البرلمان دون مشاركة النواب الأكراد”، الذين أعلنوا في وقت سابق، عدم العودة إلى بغداد، للمشاركة في الجلسات، على خلفية الأزمة الأخيرة التي تشهدها البلاد.

جاءت تصريحات الجبوري، في مؤتمر صحفي مشترك، عقده الأحد، مع نائبه آرام شيخ محمد، ورئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني مثنى أمين، في السليمانية بالإقليم الكردي، شمالي العراق، على هامش زيارة رسمية، بدأها، السبت.

وكان النواب الأكراد، قد أعلنوا الخميس الماضي، عدم المشاركة في جلسات البرلمان، دون وجود قرار واضح من قبل القيادة السياسية في الإقليم، ومن دون اجتماع للأحزاب الخمسة الأساسية، والخروج برأي موحد، بشأن الأزمة، مطالبين بضمانات عدم تكرار ما حدث من تجاوزات تجاه المجلس وأعضائه، على حد سواء، في إشارة إلى الاعتداءات التي تعرض لها النواب، عندما داهم أتباع رجل الدين الشيعي، مقتدى الصدر مقر المجلس، مطلع أيار/ مايو الجاري.

وتحظى الكتل الكردية بـ58 مقعداً في البرلمان العراقي، وتمثل الأحزاب الرئيسية الخمسة في الإقليم الكردي، تضم “الحزب الديمقراطي الكردستاني، الاتحاد الوطني الكردستاني، حركة التغيير، الاتحاد الإسلامي الكردستاني، الجماعة الإسلامية في كردستان العراق‎”.

ولفت الجبوري أن “الجهود مستمرة مع كافة الأطراف لبدء استئناف جلسات البرلمان، والوضع الحالي بحاجة إلى تفاهم بين جميع الجهات المعنية”.

وتابع “نحن نريد أن تشارك جميع الأطراف في الجلسات، وسنواصل اللقاءات مع الأطراف السياسية لعقد جلسة شاملة للبرلمان”، لافتا أنه “لا يجوز عقد جلسة بدون مشاركة الأكرد، ولا يجوز الضغط على البرلمانيين والتجاوز على إرادتهم”.

وأكد رئيس البرلمان “الحرص على بناء رؤية موحدة قائمة على أساس التفاهم المشترك”، موضحا أنه “يتفهم المشاكل بين بغداد والاقليم.”

يذكر أن العلاقة بين الإقليم والحكومة المركزية في العراق، تشهد خلافات عديدة من بينها مشاكل مالية تتعلق بحصة الإقليم من الموازنة العامة للبلاد وعوائد المنافذ الحدودية ووضع حرس الإقليم والمناطق المتنازع عليها.‎

وتجدر الإشارة أن النواب الأكراد، كانوا قد عادوا إلى الإقليم، قبل أسبوعين، بعد أن أعلن الجبوري، تأجيل جلسة للبرلمان، الى إشعار غير مسمى، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.

وعلى صعيد متصل ذكر بيان للمكتب الإعلامي للجبوري، وصل “الأناضول” نسخة منه، أن “رئيس البرلمان التقى في السليمانية قيادة، وأعضاء المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، واكد خلال اللقاء، أنه لا يمكن القبول بحالة الشلل التي قد تصاب بها العملية السياسية بالعراق، ومجال النقاش والحوار مفتوح لأي اختلاف في وجهات النظر”.

وأضاف، ان “ما جرى كان نتاج مشاكل متراكمة ونحن ماضون باتجاه ايجاد رؤية شاملة لحلها سواء من خلال الإسراع بإنجاز تشريعات طال انتظارها او باتجاه حسم ملف التعديلات الوزارية ودعم مسيرة الاصلاح”.

وكان الجبوري قد وصل، مساء أمس السبت، السليمانية، حيث يجري سلسلة لقاءات مع القيادات السياسية الكردية لبحث تطورات الوضع السياسي وضرورة الإسراع بوضع حلول عاجلة للأزمة الحالية.

وتفاقمت الأزمة السياسية في العراق، بعد أن قال العبادي قبل أشهر، إنه سيشكل حكومة من التكنوقراط، لا ينتمون للأحزاب بهدف احتواء الفساد، فيما وقفت الأحزاب النافذة في وجه مساعي العبادي، في محاولة للحفاظ على امتيازاتها في الدوائر الحكومية.

وقبل نحو أسبوعين، نجح العبادي، في تمرير خمسة وزراء جدد من التكنوقراط في البرلمان، لكن الخلافات بين السياسيين حالت دون عقد جلسة جديدة للبرلمان للتصويت على بقية المرشحين، يوم الخميس قبل الماضي 28 نيسان/ أبريل الماضي.

وأثار ذلك غضب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري)، ومطلع مايو الجاري، اقتحم أنصاره المنطقة الخضراء، التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدولية والأجنبية.

كما اقتحم المحتجون الغاضبون مبنى البرلمان، وحطموا بعض الأثاث فيه، وانهالوا بالضرب على عدد من النواب أثناء خروجهم من المبنى، إذ حمّلهم المحتجون “عدم نجاح مساعي تشكيل حكومة من التكنوقراط”.