اكثر من ثلاثون عاماً وايران تهدد أمريكا واسرائيل ولكنها لاتطلق النار إلا باتجاه العرب، حتى عندما تقوم بعمليات ارهابية خارج حدودها يكون المستهدف في عملياتها هم العرب والمسلمين، واحياناً بل اكاد أُجزم أن كل المنفذين للارهاب الايراني في الداخل والخارج يكونون من العرب ايضا أو من اصول عربية أو اسلامية.
ترجمة التهديد الايراني لامريكا او اسرائيل، هو توافق كامل على الارض سواء على مستوى الارهاب المنظم، أو على المستوى السياسي المشوه بتعمد. فاذا بحثنا في جذور كافة المليشيات الارهابية الموجودة على الارض، نجد أن هناك ما يربطها بامريكا وايران واحياناً كثيرة باسرائيل. أما سياسياً، فبمجرد النظر إلى الخارطة السياسية للعراق، ولبنان واليمن، الدول الاكثر سيطرة لايران عليها، نعرف تماماً حجم التشويه المتعمد وبدعم امريكي لهذا التشويه، وبالتنسيق مع ايران.
مؤخراً، السفير الامريكي ستيوارت جونز التقى اياد علاوي رئيس القائمة العراقية وبحضور ميسون الدملوجي، صاحبة الخبر، وبعض اعضاء القائمة وهددهم بحجب المساعدات العسكرية والمالية عن العراق اذا لم يبقى معصوم والعبادي والجبوري في مناصبهم وأكد انها اوامر الحكومة الامريكية.
أي يؤكد أنهم لن يدعموا إلا الرئاسات الثلاث (نظام المحاصصة الطائفية الاساسي الذي أقيمت عليه العملية السياسية المشوه).
وفي نفس السياق، ايران تعد تغيير الرئاسات الثلاث العراقية ضربا من الوهم والخيال، فعلى لسان علي أكبر ولايتي، كبير مستشاري خامنئي، مهددا العراقيين ممن هتفوا ضد ايران في ساحة الاحتفالات الكبرى، والذين أقتحموا البرلمان ورئاسة الوزراء، مؤكداً أن الرئاسات الثلاث باقية وتحظى بالدعم الايراني الكامل.
الطريف في الامر أن تصريح ولايتي جاء تهديداً للاامريكان حيث عد أن ذلك خيار الشعب العراقي الذي لن يسمح، بأي شكل من الأشكال، لا للأميركيين ولا لغير الأميركيين، أن يتسلّطوا أو يسيطروا على مقدراته وشؤون حكمه”..!
وعلى نفس الدرب، نجد ان عصابات ايران، بما فيها الموضوعة على قائمة الارهاب الدولي، تتخذ نفس النهج وتتبع نفس السياسة، فحزب الله اللبناني (بالاسم فقط)، يهدد اسرائيل وامريكا علناً ليل نهار، ولكنه يقتل السوريين والعراقيين في الوقت الذي يفاوض امريكا في لبنان واسرائيل في المانيا.
وهكذا هو الحال مع كافة المليشيات والعصابات، بكافة مسمياتها، المدعومة من ايران وامريكا، ماضية بنفس النسق وعلى نفس الوتيرة، والخاسر الوحيد فيها هو العرب والمسلمين.
فهل نبقى ندعي الى الله أن يوفق بينهم بدل هذا العداء التوافقي الذي يكون العرب فيه هم الضحية والخاسر الاكبر. أم للعرب والمسلمين حديث اخر؟!!
ملاحظة: العرب (هم كافة الطوائف والديانات التي تقطن المنطقة العربية)
شبكة البصرة
الاثنين 2 شعبان 1437 / 9 آيار 2016
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس