الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 233مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/12/2009الابراج :
موضوع: ((واذا اضطهدوكم فى هذه المدينه اذهبوا الى اخرى )) الجمعة 20 أغسطس 2010 - 6:02
(( واذا اضطهدوكم فى هذه المدينه فأذهبوا الى أخرى ))
هذا بيت جميل ولكنّه ليس بيتى
بمناسبة زيارة الابوين الفاضلين الخورسقف فرنسيس جحولا والاب لويس قصاب الى امريكا وكندا فى شهرآب 2010
بقلم :
ججو متى موميكا تورنتو
استبشر المغتربون العراقيون من ابناء شعبنا المسيحى وخاصة ابناء بغديدا فى كندا بلقاء الضيوف فاكتظّت الكنيسه بجمع المؤمنين شوقا للقائهم بعد غياب وفراق طويل فمرحبا بآبائنا الافاضل .... مرحبا بالزائرين ... آبائنا الاجلاء رعاتنا الافاضل حيثما وطأت اقدامكم ارض المهجر جئتم اهلا وحللتم سهلا وانتم تتفقدون رعيتكم. وعن لقاءاتنا بدءا كان حديثنا عن : الهجرة وما ادراك ماالهجره ...الغربه وما ادراك ماالغربه... ضياع وابتعاد... فقدان ونسيان وتحليق فى افلاك الكون ومتاهاته ...همّ وحزن ...آهات وحسرات ...دموع وآلام ... حشرجات ونبضات قلوب تدندن بحزن , عرق يتصبب بغزاره , معاناة وقنوط يسبح المهجريّ فى اليمّ الشاسع ببحوره المتلاطمة الامواج تتقاذفك تياراتها بين الفينة والاخرى فى مد وجزر فامّا أن تطفوا على السطح كاتما انفاسك او تغطس فتنام نومة اهل الكهف ..وانت ميّت فى كلتا الحالتين وليس من منقذ او مغيث. الحديث عن الهجرة موضوع شائك ومعقّد لو حاولنا الغوص فيه لم يوصلنا الى نتيجه لكن ما في اليد حيله تجرى الرياح بما لاتشتهى السفن مهما كتبنا ونكتب عنه ...لن يعدل قلمنا او يستقيم حيث يرسم خطوطا عنكبوتيه... متأرجحا ومترنحا بسطور منحنيه وغامضه سرعان ما ينحرف وتتشابك على القاريء خطوطه فتتلعثم الكلمات وتتشّوه الحروف بعد اطناب او قصر مغموره فى اتون القمقم ...وهكذا يستسلم للقدر حتى ينكسرهذا القلم الملعون لضعفه امام النائبات لايقوى عوده يجف مدده وينفذ حبره ويعجز فترميه بعيدا من شدة الحزن والالم لتصاب فى ارق شديد ومحنه دون ان تعالج موقفك وموقف من غادر الوطن ... هذه مصيبتنا نحن المهجرون ...أبتاه .فلمن نشتكى معاناتنا ومن يستجيب لندائنا وشكوانا نحن الضائعون فى بلد العم سام وموطن الهنود الحمر وجزر الواق واق و ماوراء البحار ...هل ينفع البكاء والنحيب واستذكار اطلال بلدى لنصنع سيمفونية جديده تسمّونها ما تشاءون من مسمّيات وسط هذا الصخب والفوضى التى يعيشها بلدنا كما يعيشها المغتربون ...تتملكنا العبره والغصّة تخنقنا لتنسال الدموع ونصاب بالقنوط وقطع الرجا محاولين عزف نشيد الوطن الذى كنّا نردّده ولم يسقط من افواهنا حتى تحرر وطننا على يد الغزاة وتلامذتهم فها نحن نخرس امام اناشيد الغرباء لم ننبس ببنت شفه ...لماذا غاب نشيد الوطن عن السنتنا والسنة ابنائنا واحفادنا فنخرس ونصمت ثانية ...لماذا لاننشد مع المنشدين فى كل مناسبه ...انه القدر الملعون انها عاصفة العولمه هبّت علينا فاكتسحتنا الى الاقاصى البعيده ...فلا تلوموننا اهلنا واحباءنا ولا تظلموننا فنحن لم نبع الوطن ولم نسرق نفطه ولم نغير ديمغرافيتنا او نطمس هويتنا ...لان التاريخ سيسجل من خان وطنه ومن نسي شعبه ومدينته وكنيسته وكاهنه ... هل بمقدورنا ان نعلق قيثارة او ننظم قصيده نسميها المعلقه الثامنه تجاوزا لحقوق العصر الجاهلى وآدابه ونغتصب حقوق اصحاب المعلقات السبع فنكون قد دخلنا الخطوط الحمراء ليصرخ فى وجهنا امرؤ القيس او عنترة العبسى او لبيد والنابغه وغيرهم من اصحاب المعلقات محتجين بشدة على هذا التجاوز الادبى فى مؤلفاتهم ؟ هل تسعفنا الدموع ونحن نكفكفها كلما جاءنا زائر رسولى من حضرة الفاتيكان ليواسينا ويضمد جروحنا ؟...ام نكرّر الحديث ونعيده كل فينة امام كهنتنا واساتذتنا وزائرينا للمرة الالف ونقول (( ياناس نحن مضطهدون ...ياعالم نحن مسلوبو الحريه ...ياناس نحن ضحايا القرن الواحد والعشرين ...لسنا سعداء فى جنائن الدنيا ولا ميسورى الحال كما تتصورون )) وهل من يسمع ندائنا ؟ ولمن نشكى همومنا نسمع شكوانا وهل نحس بالتنفيس عن الكبت والحرمان وفراق الوطن بحديثنا هذا الى آبائنا الافاضل من مطارنه واساقفه وكهنه فتصل همومنا الى اعلى المصادر ولكن ... ولكن حتى مطلع الفجر وصياح الديك فهل من منصت او مغيث (( كم ولكن نقول )) بعد ان عجزت السنتنا واطبقت افواهنا ؟ سادتى آبائى قراءنا الاعزاء نعم نحن مسرورون فى لقاء احبتنا وآبائنا فى كل زيارة يتشرفون بها بلداننا المضيفه تنشرح أفئدتناو صدورنا وتنفتح نفوسنا وتتألق حدقات عيوننا وترتفع هاماتنا اعتزازا بقدومهم ونحن نستقبلهم ونحتضنهم فى كرنفالات اللقاء ومهرجان الحديث عن الوطن فرحين مبتسمين ونلتقط صورا تذكاريه ونتحدث كثيرا عن امّنا الكنيسه وعن اخوتنا وعن جراحاتهم نسمع بترقب وتوأده وبشوق وحنين صامتين يصيبنا الذهول والحيره لمصيبتنا وما آلت عليه اوضاع بلدنا بعد الاحتلال .. كما يجّرنا الحديث. عن حصتنا من حرية المانحين ومكرمة المحررين وهدايا الفاتحين نحصى ونجرد ما اصابنا من براميل النفوط المباعه لاصدقائنا وكيف ستنير هذه الوقود المباعه سرّا وعلنا سراج بيوتاتنا لتتحّول من العتمة الى النور لاننا نطفو على بحار من البترول ... نسأل عن اهلنا واخوتنا وعن ايام الاحاد والاعياد والمناسبات وما حالهم ... نسال عن سلّة الغذاء التى اغتصبت كمثيلاتها... نسأل عن لقمة عيش الفقراء وعن كأس ماء خال من الجراثيم وعن مصباح زيتى ينير زقاق بلدتى...نسأل ونسأل ونتلقى الاجابات ليزداد حزننا وألمنا وضعنا النفسى اضطرابا ويكثر قلقنا ونضرب كفا بكف أسى وحسرة على وطنى ... هكذا الله احبنا فأغنانا ثروة وخصبا وشعبا عاطفيا رحوما. .أبتاه... وهل يلتقى الجرحان ؟؟؟ ام ان المصيبة التى اصابتنا واحده ...وهل امتزجت الاحزان (( حزن الغربه والهجرة والمعاناة ...وحزن المراره والماساة والاضطهاد والعنف الذى يفتك بأهلناو بلدنا الجريح العراق الصامد كل يوم لا بل كل ساعة.)) لماذا نحترق شوقا ونتلهف كلما اقبل زائر روحانى من بلدتنا نسرع و نخرج لاستقباله رجالا ونساءا زرافات ووحدانا ...لماذا يهرع المغتربون للقاء مطران اوكاهن قادم من بلدى متفقدا امور رعيته ...من يواسى من ؟ ومن يتحدث عن مأساة من ؟ من يضمد جروح من ؟ كلنا اصابتنا الكلوم وأدمت قلوبنا فأمتلات قيحا وجرحها لما يزل ينزف وبلا انقطاع ...من يداوينا بعد ان هرب الاطباء خارج الحدود خوفا من المصير من القتل والتصفيه بعد ان قتل الارهاب رفاقهم كما قتل كل حضارة وقيم وكفاءةساهمت فى سمعة بلدىو اهلى ووطنى لقد برحوا الى مجهول وهكذا نفضت مدننا ملائكة الرحمه فكثرت الجروح واختزنت قيحا وقل تداويها لشحة الطب والتطبيب وعلاجاتها. من يبنى كنائسنا بعدما هدمتها معاول الاشرارواقفلت ابوابها فى معظم مدننا الكبيره ...من يكسى العريان ويطعم الجوعان ويسقى العطشان بعد ان غرقت مدننا بالفوضى والناس يتركون ديارهم ؟بعد ان امتلأت مدننا بالارامل واليتامى والمعوقين والمتسولين اضافة الى ملايين المهجرين والمطرودين من ديارهم . من يوقف نزيف الهجره والرحيل الجماعى لبناة هذا البلد واهله الشرعيون بعدما فقد الشعب المسيحى نصف حجمه وانشطرت عوائله فغادر اكثر من 50% منهم الوطن ...اليست هذه الارقام مرعبه ونتائجها كارثيه وتهدد بزوال كيانات أصيله من هذا البلد بعد اقتلاع جذورها ؟ حقا لقد غمرتنا السعاده هذا الاسبوع لقدوم كوكبه من الاباء الاعزاء انها بحق زياره تستحق الوقوف عليها حيث اعطت مناسبة انتقال مريم العذراء الى السماء طعما ومذاقا خاصا للقاء الاحبه وسماع قداديسهم وتتويج امنا العذراء بأكليل الورد وبحضور المؤمنين فى كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك فى تورنتو. نسأل ...لماذ احتشد المؤمنون فى قاعات الكنيسه للقائكم ايها الاحبه ؟ ونحن نعلم جئتمونا مثقلين بجراحات العراق ونزيف بغديدا وسهل نينوى ومستقبل بلدنا وماينتظر مسيحييّه فى هذا الزمن الصعب ؟ انتم جئتم تحملون الجراحات المثخنه لاخوتنا والتى تدمى قلوب العالم وتهزّ مشاعرهم لما أصاب ويصيب العراقيين ؟ انتم حملتم آهات وحسرات شعبنا منذ استشهاد مطراننا الجليل فرج رحو والآباء الكهنه وشمامستهم ...جئتم حاملين هموم البلد ومرارة العيش والكبت والحرمان والاسى لعموم شعبنا وما ينتظره بعد التحرير المزعوم ونشر حرية القتل والدم نعم زيارتكم اشفت جزءا من غليلنا...
كان لنا شرف الالتقاء بكم وسماع قداديسكم فى كنيسة ماريوسف للسريان الكاثوليك فى تورنتو : أبتاه ...أبتاه قالوا بأن المهمه انجزت فى بلدى ...بعد ان صبغوا ازقتنا بدماء الابرياء!!! المهمه انجزوها على لسان زعيم الديمقراطية فى امريكا ومن على سطح المدمره ايزنهاور !!! المهمه انجزت بملايين الضحايا وهجرة المواكب الجماعيه الراحله الى مجهول ...ابتاه لو سألتنا فى موعظتك القيّمه التى هزّت الحجارة قبل أن تؤجج مشاعرنا...وكلماتك التى ابكت جموع المؤمنين حبذا لو سألت المهاجرين فى البلدان التى زرتها والتقيتهم ...لماذا تركتم ارض آبائكم واجدادكم ؟ لماذا رحلتم من ارض ابراهيم ويونس والنبى جرجيس ونينوس وآشور وسامراء وعكركوف والنجف ومدينة الكنائس بغديدا الحبيبه ...لماذا تركتم ارض الصليب وعبرتم الفيافى والبحار والمحيطات الى بلدان ناطحات السحاب ...هل اغرتنا عماراتها الشاهقه ام بهرنا برج تورنتو كأعلى برج فى العالم ام سحرتنا جنينات اوربا والامريكتين ...لا يا ابتاه صدقنى فنحن لم ولن نبرح ارضنا اعتباطا او تلقائيا ومن اجل جنائن معلقه او ملذات الحياة وترفها وابهتها ... عزّ علينا تراب بغداد والموصل ...عزّت علينا سهوب بغديدا ووديانها وتلول سهل نينوى وجبال شمالنا الشمّاء ونحن نشتمّ اريجها حين التقيناكم حيث رائحة الوطن ...وحيث اسم مدننا. ابتاه لم نفقد هويتنا ...لاتظلموننا مرتين بعد ان ظلمنا التاريخ وظلمنا الغازى فطردنا من ديارنا شرّ طرده حفاة وعراة وجوعى وعطشى بعد ان تركنا السلّة والعنب من اجل خلاصنا بعد ان ارتفع نقع الوغى و ادلهّم الخطب واريقت دماء زكيه امام اعيننا فبكينا دما على جيراننا واقربائنا واخوتنا وهم يقتلون بدم بارد ... ابتاه هويتنا لم نفقدها فهى باقيه فى صدورنا ووجداننا غائره فى نفوسنا ...لم نبع مبادئنا ولن ننسلخ من جلودنا ولم ننس تراثنا وآبائنا ومعلمينا . ابتاه ونحن نشاهد بلدنا يسير الى المجهول وتسىء اموره يوما بعد يوم ومواكب الراحلين تزداد صباح مساء هذه المسيره الشاقه والتى شاهدتموها بأم اعينكم فهو الموت الزؤام فمن لم يمت ضحية للارهاب فى بلده هاهو يقتل مرتين فى الغربه ... مرة نفسيا وهو يهاجر ويترك كل شىء واخرى يستنجد بقشة عسى يعثر عليها لتنقذه من الغرق فلا هو لاجىء لتأويه دول وبلدان فتحتضنه باسم حقوق الانسان واسم الانسانيه حتى يقع فريسة وضحية الغربه متشبثا فى كل الاتجاهات ليبدأ رحلة شاقّه منهكه فى المعاناة والغياب ...ابتاه لماذا الهجرة هذه السنين وبكثافه ؟ لمذا هربت الكفاءات وتركت شعبنا يعانى سكرات الموت ؟ لماذا هرب اساتذة الجامعات واطباء الاختصاصات النادره والمهندسون والكفاءات الاخرى ؟ لماذ يترك الاغنياء والفقراء على السواء بلدهم ومدنهم وكنائسهم وبكثافه هذه الايام ؟ لماذا يرحلون الى مجهول ينتظرهم والى مستقبل مظلم وايام سوداء حالكة الظلام هل كنا نسمع وحتى السبعينات ان خديديا واحدا ترك مدينته وبلدته وهاجر ؟ ماحجم المهاجرين فى السبعينات من القرن الماضى وما حجمهم اليوم ...هل هناك سرّيكمن ام ان السبب واضح. فلا تستغربون او تتعجبون من حجم الكارثه التى حلّت ببلدى اليوم (( اذا عرف السبب بطل العجب )) الم تكن مدينتنا نظيفة من الهجرة وغالبيتنا كان ينتقد او يعيب من يترك بلده؟ ألم يكن ابناء بلدتى ومدننا الاخرى ملتفون حول كنائسهم ومقدساتهم ويحتضنون ارضهم متحملين قسوة الشتاء وزمهريره ولهيب الشمس وحرارتها يشقون ارضهم ليزرعوا غلالا ويطعموا اهلهم ...اين وصل بنا المطاف وماذا حل ببلدنا . لماذا يقتلون المرأة والشيخ ...الطفل واليافع والرجل...الزرع والحيوان ...يهدمون البيت والكنيسة ...الجامع والحسينيه اذا ماذا بقى للوطن بعد ان ضاع كل ارثه وتراثه حضارته وبنيانه ؟...لماذا يجففون مياه انهارنا ويقطعون اسلاك كهرباءنا كى نعيش فى ظلام ؟لماذا يقفلون كنائسنا ويفرضوا علينا الجزيه ويقطعوا عنّا لقمة العيش؟لماذا يريدون تغيير لغتنا وديننا وهويتنا وهم يعرفونها قبل غيرهم ؟لماذا يقتلو طلبتنا ويحرقوا بيوتنا ويقطعوا الطريق علينا ويغلقوا جامعاتنا ويقتلوا دارسيها بابشع مظاهر القتل الجماعى والانتقام وعلى الهويه ...فتسيل دماءا بريئه ؟ لماذا يقتلون المطران والكاهن والشماس والمؤمن بأبشع صورة ويمثلون بجثثهم ؟ هل قرأنا فى سفر التاريخ وعلى مرّ العصور ابشع مما نقرأه ونسمعه ونشاهده اليوم على يد الوحوش والذئاب الكاسره ؟ انهم يريدون اجتثاثنا من الجذور يريدون طمس هويتنا طردنا من بيوتنا ...فهل هذا ثمن الحرية الحمراء التى قدمها لنا صاحب مقولة (( المهمة انجزت )) وهو يقصد بان المسلسل والسناريو فى ايامه الاخيره فلقد انجزوا مهمتهم بقتل اكثر من مليون عراقى وخلفوا اكثر من مليون ارمله وثلاثة ملايين يتيم واكثر من 4 ملايين مهجر ومطرود من دياره .. وماخلفته مهمتهم من جرحى ومعوقين ومفقودين ومعتقلين ومضطهدين وهم موتى يسيرون فى شوارع المدن لكن ليس من يدفنهم من شدة القهر والمجاعه والرعب الذى يعيشه عامة الشعب .لقد انجزوا مهمتهم فى خراب البلد وتهديمه وتحويله الى اكوام من القمامه والانقاض. عن اية حريه نتكلم ابتاه فلقد عجزت كل الالسنه عن الحديث وجفّت اقلامنا من التحبير وسكتت الاصوات التى كانت تصدح وتنشد وتغنى للعراق الواحد خرست الاصوات كى تعبر عن المأساة التى اصابتنا فمشكلتنا ليست اهون من صمودكم فنحن نموت هنا مرتين : موت الغربه والهجرة والحنين الى بيت الام ...وموت العراقيين كل يوم فى ساحات المدن ونحن نشاهد ارواحهم تنفق كالحيوانات بلا رحمه امام صراخ وعويل المفجوعين بفعل التفجيرات والمفخخات والاحزمه الناسفه وكواتم الصوت او الحزّ بالسكين والسيف والى آخره من فنون القتل وازهاق الارواح بلا ضمير او ذرة من الانسانيه ؟ ابتاه همومنا اكثر من همومكم والمحنه التى يعيشها المغترب اشد بأسا من محنتكم اعانكم الله وزاد من صبركم وثباتكم .. ابتى العزيز لويس قصاب ...فى موعظتك القيّمه... .نعم انت خيّرت صليب العراق على جنّات كندا وامريكا وبئست من جنات نحن نعيشها واجيالنا ضاعت كما يضيع احفادنا فى متاهات وتغرق فى مسالك معتمه ...انت خيّرت صليب العراق على ناطحات السحاب وابراج ايفل وبيزا وتورنتو وتمثال الحريه فى امريكا ومباهج اوربا وساعة بيكبن ولندن بريدج وغيرها من مآثر الدنيا وعجائبها لكن هل ياترى؟؟؟؟نجيبك بعد ان خيّرتنا : ...كلها لاتزن حبة خردل امام قوّة الصليب وجبروته وعظمته ...لكن ما الحيلة ابتاه لقد قتلونا وقتلو اخوتنا فى الدين والوطنيه وهاهم يواصلون قتلنا وحرق ماتبقى من حضارتنا ...اين المفر واذا كان البحر من امامنا والعدو من وراءنا وما السبيل وكيف الخلاص والنجاة من الوطيس اذا حمى والحريق اذا امتد ولعنة الاشرار اذا توسعت وانبسطت عمت وانتشرت وحيثما تمسك فهو الجمر بعينه يكويك ويحرقك ... ابتى الفاضل لويس قصاب ابتى الفاضل فرنسيس جحولا لقد فرحت جموع المؤمنين بلقائكم كما حزنوا كذلك بلقائكم نعم : فرحوا بعد ان علموا بأن القادمين من بغديدا للقائهم هم اوتاد واعمدة حملت جزء من هيكل كنيسة القديس مار بهنام واخته ساره عندما اشرف على تشييدها حتى علا ناقوسها وارتفعت ليسمع المؤمنين ...والوتد الثانى حمل ولازال يحمل جزءا من هيكل كنيسة دير ماربهنام الشهيد واخته ساره ...ساره وهو فخور بهذه الخدمه ومنذ عشرات السنين ولازال عطاءه متواصلا امام المذبح من اجل المسيح. . هكذا فرح ابناءكم فى المهجر للقائكم ... ولكن .. حزنوا لانهم استقبلوكم وانتم تحملون جرح الوطن وهمومه ومأساته ولمّا يزل ينزف ... وداعا ابواى الجليلين ورحلة ميمونه ورافقتكم السلامه فى حلّكم وترحالكم لتواصلون مسيرة الصليب حتى يهنأ شعبكم وابنائكم بالأمن والسلام ويعود الهدوء الى بلداتنا وتنعمون بالخير بقوة المسيح وكما قال معلمنا الفادى :
((طوبى لكم اذا اهانكم الناس واضطهدوكم من اجل اسمى فافرحوا وتهللوا لأن اجركم عظيم فى السموات .))