لندن ـ «القدس العربي»: تتعرض قواته لتراجع في أكثر من جبهة ويعتبر المطلوب الأول في العالم، وهو يقود بحسب الأمريكيين أكثر التنظيمات الإرهابية في العالم «ثراء»، على الأقل حتى وقت قريب قبل أن تضرب مصادر ماليته النفطية وتغلق الحدود.
إلا أن أبو بكر البغدادي لم يظهر للعلن منذ صعوده منبر الجامع النوري في مدينة الموصل ليعلن ولادة «الخلافة» ومنذئذ لم يسمع له حس أو صوت سوى تسجيل صوتي هدد فيه إسرائيل. وظلت حركته أو مصيره محلاً للتسريبات العراقية أو الكردية التي قالت مرة أنه تعرض لهجوم قرب الموصل أو مدينة القائم على الحدود العراقية- السورية.
وهناك شائعات قالت إنه شبه مشلول. وبعيداً عن البغدادي فقد نجحت الحملة الأمريكية باستهداف عدد من قادة الصف الأول والوسط، ونجحت باعتقال مقاتلين واغتالت بعملية خاصة في مدينة دير الزور من كان يعرف بوزير النفط والمالية أبو سياف واعتقلت زوجته.
وبحسب مارتن شولوف وسبنسر إكرمان في تحقيق نشرته صحيفة «الغارديان» فالبغدادي يتحرك اليوم ضمن قوس ضيق ما بين شمال- غرب العراق وشمال- شرق سوريا والذي لا يبعد عن خطوط القتال القريبة من الأكراد والتي لا يزال فيها زعيم تنظيم «الدولة».
وينقل التقرير عن مسؤولين أكراد وقادة بارزين في تنظيم «الدولة» وعدد آخر من المسؤولين الغربيين قولهم إن البغدادي ظل في بلدة الباعج، شمال العراق لمدة ستة أشهر حيث كان يتعافى من جراح أصابته بغارة جوية، ولم تعرف عن الحادث سوى حفنة قليلة من الأصدقاء والمقربين.
وقال مسؤول أمني بارز إن أبو بكر البغدادي في حركة دائمة و»يذهب إلى الموصل» كما يتحرك في المنطقة ما بين بيليج وباعج وتلعفر.
في خطوط القتال جنوب سنجار والتي سيطرت عليها القوات الكردية بمساعدة من الطيران الجوي الأمريكي في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 قال الجنرال خالد حمزة إنه متأكد من زيارة أبو بكر البغدادي بلدة باعج قبل شهرين «لدينا معلومات دقيقة من داخل المدينة أنه زار واليها».
وزعم حمزة أن البغدادي يحظى بدعم من القبائل هناك وأنهم «موالون له، ونعرف أنه في البلدة، وفي ذلك اليوم قاموا بمصادرة كل الهواتف بحوزة كل شخص قبل وصوله. ولم يكونوا يريدون قيام أي شخص بعمل مكالمة».
ملاحقة القادة
وبعد عامين من الحرب على التنظيم قتلت الغارات عدداً من قادته البارزين، 15 منهم وأبرزهم أبو مسلم التركماني وأبوعلي الأنباري وأبو عمر الشيشاني وأبو مالك وعدد آخر من القيادات المهمة في محافظة الأنبار ونينوى. وكان البغدادي سيلحق بهم لولا نجاته العام الماضي من محاولة اغتيال.
وتكشف المقابلات التي أجرتها صحيفة «الغارديان» على مدار عام أن الجراح التي تعرض لها البغدادي ظلت سراً محفوظاً من التنظيم. ورفض أعداؤه أيضاً الإعتراف بالغارة أو الكشف عن محاولة قتله، لأن عملية الإغتيال لم يكن البغدادي المقصود بها بل كان شخصاً آخر. وفي التحقيق الذي أجرته «الغارديان» قامت بتجميع تفاصيل الهجوم وتعافي البغدادي البطيء وعودته لقيادة التنظيم من جديد والجهود التي تقوم بها قوات التحالف للتأكد من أن الهجوم المقبل يجب أن يكون دقيقاً وناجحاً. وأكد مسؤول استخبارات كبير أن البغدادي قد تعرض لغارة قرب بلدة الشرقاط الواقعة على نهر دجلة والتي تبعد 190 ميلاً عن العاصمة بغداد.
واتصلت صحيفة «الغارديان» مع ثمانية مصادر على معرفة بحراح البغدادي. وكلها أكدت أنه تعرض لجروح خطيرة أفقدته القدرة على الحركة وقضى وقتاً طويلاً يعالج منها. وقام فريق صغير من الأطباء والممرضين بالإشراف على علاجه وهم فقط الذين كانوا يعرفون بحالته بالإضافة لمجموعة صغيرة من القيادات البارزة في داخل التنظيم.
ولم يعرف حتى من كانوا يعرفون البغدادي قبل ظهور تنظيمه، وظلوا يتساءلون عن غياب الزعيم الطويل عن الاجتماعات والتي كان من المفترض أن يكون على رأسها.
وكان يعتقد حسب مسؤول بارز في التنظيم بالإضافة لمسؤولين عراقيين في بغداد أن الهجوم الذي تعرض له البغدادي حصل قرب الحدود السورية في 18 آذار/مارس 2015 إلا أن الهجوم حصل في بلدة الشرقاط وفي الوقت نفسه.
زيارات الشيشاني
ومن المصادر التي أكدت الحادث قيادي في فرقة المقاتلين الأجانب، حامد خليلوف، من أوزبكستان والذي عمل في دابق السورية مع أبو عمر الشيشاني الذي قتل قبل شهرين. وألقي القبض على خليلوف قرب بيجي- قرب الشرقاط في آب/أغسطس 2015 وقال إنه ذهب مع الشيشاني لمقابلة البغدادي في باعج حيث كان يتلقى العلاج. وقدم خليلوف تفاصيل عن اللقاء للمحققين العراقيين كما ورد على أسئلة وجهتها له صحيفة «الغارديان». ونقلت الصحيفة عن شخص آخر له معرفة بجراح البغدادي اعترف للمحققين العراقيين والأمريكيين بتفاصيل الغارة وكذا مصدر ثالث أصر على عدم نشر اسمه وتأكدت الصحيفة من هويته بشكل مستقل.
وهناك مصدر رابع وهو مسؤول بارز في تنظيم «الدولة» تحتفظ الصحيفة بصلات معه منذ سنوات. وتم التأكد من المعلومات التي وفرها هؤلاء من مسؤولين أمنيين في المنطقة وحكومتين غربيتين على معرفة بالجراح التي أصيب بها البغدادي وشفائه منها. وكالعادة رفض أي من المسؤولين الأمنيين ذكر اسمه خوفاً من التأثير على العلاقات الحساسة مع شركائهم الأمنيين بالمنطقة. وقال مسؤول أمني «أعرف أنه أصيب بجراح، وكان حادثاً ولم يكن قاتلاً». وأضاف أن البغدادي «يتحرك الآن ولكنه اخذ وقتاً طويلاً ونعرف عنها أكثر من الوقت الماضي».
وينقل عن الخبير هشام الهاشمي في بغداد «وهذا أمر تعرفه المخابرات العراقية»، و»اقتضى التأكد من المعلومات التي قدمها الأمريكيون وغيرهم وقتاً طويلاً».
موقف الاستخبارات
وتقول الصحيفة إن تفاصيل تعرض البغدادي لجراح تم تبادلها بين خمس وكالات أجنبية: نيوزلندية، أمريكية، استرالية، بريطانية وكندية وقامت بدورها بمشاركة مخابرات دول أخرى بها كالعراق والسعودية ودول الخليج بالإضافة لأكراد العراق.
وترى الصحيفة أن هناك خلافات بين الأجهزة الأمنية حول الكشف عن محاولة الإغتيال الفاشلة ومن سيكون مسؤولا عنها. وقال مسؤول أمني «لا أستطيع إخبارك عن السبب الذي يمنع الناس من الحديث عنها لأنني لا أعرف».
ولكنه قال «هناك نقاش فيما إن كان الحديث عنها سيعزز موقفه وأنه نجا» وفيما إن كان سيتوازى هذا مع فكرة أن دول التحالف الدولي استطاعت الوصول إليه ولم تقتله. ويضيف «كل ما نعرفه أنه وقف على قدميه من جديد في العام الماضي».
وفي بيان تلقته الصحيفة من مسؤول أمريكي أكد فيه أن لا معرفة بحكومة بلاده بهجوم ضرب البغدادي «لا توجد لدينا معلومات موثوقة تؤكد أن البغدادي جرح في غارة جوية» و»يتعامل المجتمع الأمني (الأمريكي) مع البغدادي كأمير عام يقدم القيادة للجماعة وينسجم مع الدور الذي تقدمه دعاية التنظيم».
ويرى مسؤولون في منطقة كردستان وأوروبا أن البغدادي تعافي من جراحه ويتحرك الآن بشكل منتظم في شمال العراق وشمال- شرق سوريا. وفي الأشهر الستة الماضية شوهد في الشدادي السورية والمدينة الحدودية البوكمال وهناك أدلة قوية عن زيارته للباعج وتلعفر والعباسية وكذلك الموصل.
ونقل التقرير عن العقيد قاسم قائد مجموعة تعرف باسم «أسييش» «لدينا ناس يتحدثون معنا. ونعرف متى يصل البغدادي، وقبل أسابيع بدأ أفراد داعش يتصرفون بغرابة في بلدة تلعفر وحركوا سياراتهم إلى الساحات العامة ووقفوا فوقها. وكان من الواضح أن أمراً ما سيحدث، ولهذا اتصلنا بالأمريكيين، ووافقوا ولكنهم قالوا لا نستطيع ضرب أي شيء، حددوا لنا هدفاً». ويقول «أعرف أنه عاد إلى العباسية والقى خطبة فيها، ويقيم في كوخ صغير على هامش البلدة، ونحن متأكدون من هذا. ونعرف متى يأتي ويذهب». ويتبع تنظيم «الدولة» نظاماً أمنياً مشدداً لحماية تحركات زعيمه.
ويقول مسؤول أمني أمريكي قسم تكنولوجيا المعلومات يديره 30 شخصاً من الذين يثق بهم القادة. و»والبارعون في عملهم هم مثل من نعتمد عليهم، وبعضهم لا يعرف مهمته».
وتظل بلدات مثل تلعفر وباعج وبيليج في مرمى مراقبة أبراج الإتصالات التي أقامها الأكراد. وفي الوقت الذي استهدف فيه تنظيم داعش بعض الأبراج لا يزال سكان هذه المناطق يحصلون على إشارات من شبكات الإتصالات الكردية بشكل يتيح للمصادر- المخبرين داخل هذه المناطق الإتصال مع المسؤولين الأكراد.
ويقول مسؤول كردي في سنجار «سنمسك به في النهاية»، و»قد تكون القرى التي تراها موالية له لكن ليس كل من فيها».
ولكن كل من فيها يعاني بطريقة أو بأخرى كما هو حال مدينة الفلوجة التي عاشت حصاراً منذ اشهر وتواجه اليوم خطر الدمار من جديد في حملة ثالثة وتقوم بها القوات العراقية مدعومة بميليشيات الحشد الشعبي.
الحملة الثالثة
وفي تعليق لمجلة «إيكونوميست» في عددها الأخير أن «الفلوجة هي مكان فيه ذكريات سيئىة للجنود الأمريكيين الذي خدموا في العراق. وأكدت معركتان عام 2004 كانت الثانية الأكثر دموية منهما مكانة المدينة كمعقل للمقاومة التي برزت لتحدي الإحتلال الأمريكي. وكانت أول مدينة كبيرة يحكم تنظيم «الدولة» سيطرته عليها في بداية حملته داخل العراق عام 2014. والآن ستكون هناك معركة ثالثة في الفلوجة». وتشير لقرار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الإثنين 22 أيار/مايو استعادة المدينة التي تبع نصف ساعة غرب العاصمة بغداد. وترى أن قرار الهجوم على المدينة لا يحمل منطقا عسكريا بالنسبة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لأن الأولوية هي استعادة مدينة الموصل ثاني كبرى المدن العراقية.
والتحضيرات للمعركة هناك جارية على قدم وساق مع أن قلة تعتقد أنها ستبدأ قريباً. ويخشى الأمريكيون أن تحرف العملية في الفلوجة النظر عن المعركة في الموصل. ورغم أن المنطق العسكري وراء العملية ليس قوياً وفيه شك إلا أن الدوافع السياسية مهمة خاصة بالنسبة للعبادي. فقد واجهت حكومته الضعيفة من أسابيع مضطربة.
واستطاع مؤيدو الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اختراق دفاعات «المنطقة الخضراء» مرتين وعبثوا بالبرلمان احتجاجا على الفساد والمحسوبية. كما تدهور الوضع في مدينة بغداد بعد سلسلة من التفجيرات التي عاشتها العاصمة بغداد ونفذها تنظيم «الدولة». ومن هنا ترى المجلة أن العبادي يريد أن يظهر بمظهر من يعمل شيئاً.
ويرى مايكل نايتس، الخبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن الفلوجة ليست المكان الذي تخرج منه التفجيرات لأنها تعيش حصاراً منذ شهور. ومن المحتمل خروج القنابل والسيارات المفخخة من ديالى. إلا أن الفلوجة تظل مصدر «مضايقة» ويجب التعامل معها.
ويعتقد نايتس أن الحملة فيها لن تكون سبباً في تأخير عملية استعادة الموصل لأن القوة في الشمال مكونة من وحدات الجيش النظامي وقوات البيشمركة الكردية فيما تعتمد عملية الفلوجة على قوات الحشد الشعبي المدعومة مباشرة من إيران والشرطة المحلية.
وتتوقع المجلة عودة الفلوجة لسيطرة الحكومة ولن يوقف هذا حملات تنظيم «الدولة» في بغداد. ويقول الأمريكيون أن خسارة التنظيم مناطق يجبره للعودة إلى الأساليب القديمة. ويعاني سكان الفلوجة من وضع إنساني مزر.
ونشرت «الغارديان» مقالاً حول الفلوجة المحاصرة للصحافية هولي يونغ كما روتها لها بيكي بكر عبدالله، المنسقة الإعلامية لمجلس اللاجئين النرويجي في العراق، تقول فيه إنها صدمت لدى رؤيتها مخيم النازحين في عامرية الفلوجة، وهو الأقرب لمدينة الفلوجة المحاصرة.
وتعيش فيه بعض العائلات القليلة التي استطاعت الهروب من القتال في المدينة. وقالت إن العائلات التي قابلتها كانت في حالة صدمة وتحدثت عن محنة هروبها. وكان هؤلاء من بين 21 عائلة في مخيم العراق من بين حوالي 114 يعتقد أنهم هربوا من المدينة لحد الآن. وقالت إحدى النساء اللواتي أخبر المسلحون عائلاتهن بأنهم سيقتلونها إن حاولن الهروب انها انتظرت حلول الظلام للخروج.
وحمل أفراد العائلة أحذيتهم ونعالهم بأيديهم كي لا يسمع لها صوت بينما كانوا يركضون. ويجد آخرون صعوبة في الحديث عن تجربتهم القريبة في الفلوجة تحت الحصار حيث لم يصلهم أي مساعدات إنسانية منذ كانون الأول/ديسمبر.
وأصبح الوضع حرجا أكثر بالنسبة للناس الذين يحتاجون المساعدة. وقالت امرأة هربت يوم الإثنين بأنه لم يبق شيء في المدينة – لا طعام ولا كهرباء ولا وقود. وقالت إن عائلتها عاشت على التمر المجفف والماء من النهر. وقالت إن الناس يموتون جوعاً وأن البعض ينتحرون مع أننا لا نستطيع التحقق من ذلك لعدم إمكانية الوصول للمدينة. وقالت إن أماً أغرقت نفسها وطفليها بدلاً من الموت البطيء جوعاً.
لم يكن لدى من تحدثت المسؤولة معهم في المخيم فكرة عما يحصل في المدينة على مستوى أوسع بينما كانوا تحت الحصار. فخطوط التليفون كانت رديئة ولا يمكن الاتصال بآخرين والكثير توقفوا عن الخروج من البيت.
وتوقف الأطفال عن الذهاب للمدارس. وقالت امرآة أنها عاشت حالة من الخوف الدائم. والآن وقد هربوا من المدينة ليست لديهم وسيلة للاتصال بمن تركوا خلفهم.
كوماندوز
وعلى العموم فالحملة الأمريكية التي تنشط في مناطق سوريا والتي تشارك فيها قوات كوماندوز قرب الرقة حسبما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» لن تؤدي للقضاء على نشاطات التنظيم حتى لو خسر الرقة والموصل. ونفى المسؤولون الأمريكيون صورة نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية عن جنود أمريكيين ظهروا على جبهات القتال قرب قرية الفاطسة من ريف الرقة.
وتعترف الولايات المتحدة بوجود 200 من قوات العمليات الخاصة في داخل سوريا حيث تعمل إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية. وهناك مئة آخرون في طريقهم نحو سوريا كما تقول الصحيفة.
وأكد مسؤولو وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون أن الأمريكيين لا يشاركون في العمليات القتالية. إلا أن قائداً سورياً أخبر مصور الوكالة الفرنسية أن الجنود الأمريكيين قاموا بإطلاق صواريخ من على ظهر بيت لتدمير سيارة مفخخة في قرية قريبة. وهو ما نفته وزارة الدفاع الأمريكية. وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في العراق العقيد ستيف وارن « نقوم بتوفير النصيحة والمساعدة للعمليات التي تقوم بها عناصر قوات سوريا الديمقراطية ومنذ أسابيع عدة».
وفي رسالة الكترونية للصحيفة أكد وارن أن «شيئا لم يتغير في علاقتنا أو بعدنا عن جبهات القتال». وقال العقيد وارن أن قوات الكوماندوز الأمريكية كانت تعمل في غرب الفرات وهي المنطقة التي تنشط فيها قوات سوريا الديمقراطية.
إلا أن المصور أخبر وكالته أنه شاهد حوالي 20 جندياً أمريكياً في بلدة الفاطسة يوم الأربعاء وسمعهم يتحدثون باللغة الإنكليزية ورفض الجنود الأمريكيون التحدث للمصور. وقال القيادي السوري واسمه براء الغانم للمصور إن القوات الأمريكية موجودة على كل خطوط القتال.