أكبر مقبرة في العالم ؛ تستقبل 100 جثّـة يوميًا منْ الحرب في العراق !!!
الأحد 12 ـ 06 ـ 2016
ملايين الجثث الموجودة في وادي السلام تشهد على حماسة الشيعة العراقيين
في تبني عقيدتهم ورغبتهم في أنْ يدفنوا قرب أسلافهم الدينيين .
على مد البصر ترى القبور وشواهدها والرموز الشيعية المستمرة في خطوط طويلة ،
هذه هي مقبرة وادي السلام ، أكبر مقبرة في العالم وتقع في محافظة النجف العراقية .
تحدث موقع “ ميدل إيست آي ” مع حافر القبور في مقبرة وادي السلام ،
التي يتم دفن الشيعة المقتولين في معارك الفلوجة وغيرها منْ المدن .
ومع ازدياد أعداد المصابين إثر القتال لاستعادة معقل تنظيم داعش في الفلوجة ، على بعد 200 كم للجنوب .
يقول حافر القبور حامد الواد إنه كان مشغولاً بدفن قتلى ساحات المعركة .
وقال الواد : “ في مكتبي الخاص ، تلقيت زيادة بمقدار 13-14 جثة باليوم ، لكن المقبرة ككل تستقبل
أكثر من 100 متوف باليوم ” ، ويعد الواد أحد حافري القبور في المقبرة التي تأسست قبل 1400 عام ،
ويقال إنها تتسع لجثث أكثر منْ 5 ملايين شخص مدفونين على آمتداد مساحة 6 كيلومترات مربعة
منْ الأرض ، فيما أدى القتال المستمر بين داعش والجيش العراقي وحلفائه
إلى إرتفاع عدد القتلى في جميع أنحاء البلاد ، ويقول الواد إنّ جثث المقاتلين الذين قتلوا مؤخراً لم تأت فقط
منْ الفلوجة ، بل كان يتم آستقدامها منْ “ الصقلاوية وجرف الصخر، والرمادي . ”
بينما لا تنشر الحكومة العراقية الأعداد الحقيقية لأولئك الذين يقتلون في المواجهات ، لكن عضواً
منْ قوات الأمن المتمركزة خارج المقبرة أخبر وكالة فرانس پرس أنه تم دفن أكثر منْ 70 مسلحاً
منْ العملية العسكرية على الفلوجة ، منذ الأول منْ حزيران / يونيو الجاري .
إلى ذلك، قال جويل وينغ ، رئيس تحرير مدونة “ ميوسينغ أون آيراك / تأملات حول العراق ” ،
إنّ الحكومة تملك سياسة رسمية لعدم نشر الأرقام الحقيقية للقتلى منْ أجل الحفاظ
على “ المعنويات عالية ” ، وآشتد القتال حول الفلوجة منذ أنْ بدأ الجيش العراقي بالاشتراك
مع وحدات الحشد الشعبي والتحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش ، بشن هجوم
على المدينة قبل أسبوعين ، ومنذ ذلك الوقت وأعداد القتلى في تصاعد مستمر.
ونظراً لأن المقبرة تقع بالقرب منْ ضريح الصحابي علي بن أبي طالب ابن عم الرسول ( صلعمْ ) ،
وثاني أكثر شخصية مبجلة عند المسلمين الشيعة ، يرغب العديدون بأن يدفنوا فيها .
ومنْ ضمن أكثر القبور زيارة هو قبر آية الله العظمى محمد صادق الصدر ، الذي قتل في كمين عام 1999.
وآستولى آبنه مقتدى الصدر في عام 2004 على ضريح الإمام علي في تحدٍ لسلطات الاحتلال الأمريكي .
بالرغم منْ المساحة الكبيرة التي تحتلها المقبرة، توجد دلالات تشير إلى أنّ قطع الأرض ، تحديداً
في المناطق الثمينة القريبة من ضريح الإمام علي بدأت بالنفاذ .
وآرتفعت أسعار الأراضي في المقبرة منْ قرابة 1500 دولار لكل 500 متر مربع في عام 1991 ،
لتصل إلى أكثر منْ 10 آلاف دولار اليوم .
وبالرغم من الجهود الحثيثة للحكومة العراقية لتصوير القتال ضد داعش على أنه صراع ضد التعصب الديني ،
وتسليطها الضوء على مدى التنوع الديني ضمن الجيش والمسلحين ، يعتبر أغلب المقاتلين أنه يغلب
على الحرب الطابع التبشيري والطائفي بشكل واضح .
على صعيد متصل ، أفاد أحمد حسن خالد صالح ، طالب علم أحياء سابق ومقاتل الآن مع صفوف كتيبة عباس
التابعة لوحدة الحشد الشعبي ، لموقع ميدل إيست آي ، أنّ هزيمة داعش ستتزامن مع عودة “ المهدي ”
المخلص المنتظر حيث قال :
“ مضى عام واحد على القتال وقد طفح الكيل ، نحنُ بانتظار شخص واحد ، اسمه المهدي .
نحنُ ننتظر ظهوره ، وعندما يأتي سنبدأ القتال معه بإذن الله . ”
ويضيف : ” نحن نقاتل دفاعاً عنْ معتقداتنا ، لكن أولويتنا هي الدفاع عن بلدنا .
والحق دائماً مستهدف ، لا أحد يرغب بأن يسود الحق . ”
وتشير أسماء الميليشيات العديدة بوضوح إلى أنّ الصراع يغلب عليه [ الطابع الإسلامي الشيعي ] .
حيث أنشئت كتيبة العباس عند ضريح العباس في كربلاء بعد دعوة آية الله العظمى
علي السيستاني لجميع الوحدات بحمل السلاح لتتهيأ للقتال ضد داعش .
وكذلك الأمر بالنسبة لكتائب حزب الله ، ولواء علي أكبر، ولواء أبو الفضل العباس ، وجيش المهدي
وغيرهم الكثيرين الذين يعكسون ميول أولئك المشاركين في القتال .
وتشهد ملايين الجثث الموجودة في وادي السلام على حماسة الشيعة العراقيين في تبني عقيدتهم ،
ورغبتهم في أنْ يدفنوا قرب أسلافهم الدينيين .
وهذا التوسع المستمر في عدد المدفونين هو نصب تذكاري أيضاً لمئات الآلاف منْ الأشخاص
الذين قتلوا منذ عام 2003 على يد قوات الاحتلال الأمريكي ، والحرب الطائفية وداعش .
ويرجح ألا تفقد المقبرة مكانتها كموقع دفـنْ مفضل عند الشيعة ، لكن يأمل العديدون أنْ يؤدي إنهاء الحرب
على داعش إلى تقليل تدفق الجثث لها لأول مـرّة منذ سنوات .