حكايات نسوة وقعـنَ في فخ " داعش " !
الأثنين 04 ـ 06 ـ 2016
دأب تنظيم " داعش " منذ نشأته على استقطاب العنصر النسائي في صفوفه ، وكلفهن بمهام قتالية
وأسندت لبعضهن مناصب عليا في هرم القيادة ، لكن تبقى الحياة في " البيت الداعشي " تثير فضول الجميع .
إخترن " الداعشيات " الظلام بدلا عن عيش حياة طبيعية كغيرهن من الفتيات ،
وسلكن طرق الموت ، أو ما يسمى في منظورهن بـ " حياة الجهاد " ،
ولازلن يتشبثن بحياة جبلن على عيشها .
هن 3 فتيات تونسيات انضممن إلى معسكرات " داعش " في ليبيا ، وانقلب مسار حياتهن
بعد أن أصابت ضربة جوية أمريكية في 19 فبراير/ شباط ، وقتلت عشرات المتشددين ،
على خلفية الكشف عن خلية إرهابية تنشط بالقرب من الحدود التونسية .
بعد هذه الضربة ، انقلبت حياة الشابات التونسيات الثلاث ، فبعد أن كن متزوجات
من متشددين قتلوا في الضربة أو بعدها ، ها هن يقبعن اليوم محتجزات مع أطفالهن بسجن في طرابلس .
وفي مقابلة نادرة نشرتها وكالة " رويترز " مع الشابات تحدثن فيها عن حياتهن السابقة لدى التنظيم ،
وكشفن عن مخططات كانت تدبر لتنفيذ هجمات على تونس .
حياة طبيعية .. وصالونات تجميل :
رحمة الشيخاوي ( 17 عاما ) زوجة نور الدين شوشان أبرز القياديين التونسيين في داعش بليبيا ،
تتحدث عن حياتها العادية السابقة في مدينة مصراته ، والعيش في كنف الرفاهية
حيث يمارسن حياتهن بشكل طبيعي ، بل ويذهبن لصالونات التجميل .
تضيف رحمة التونسية أن رجال التنظيم كانوا يستعدون للتوجه إلى سرت معقل التنظيم
في ليبيا أو الانتقال إلى سوريا ، كما أنهم كانوا يعدون مخططات لعمليات تستهدف تونس .
ويعتقد المسؤولون الأمريكيون ونظرائهم التونسيون أن نور الدين شوشان زوج رحمة ،
لعب دورا مهما في الإعداد لهجومين كبيرين آستهدفا سياحا في تونس العام الماضي ،
أولهما الهجوم على متحف باردو في العاصمة والثاني الاعتداء الدامي على منتجع سوسة في نفس العام 2015 .
وعلى الرغم من أنه كان على رأس المطلوبين ، تؤكد زوجة شوشان أن السلطات لم تأت إلى صبراتة
أبدا للبحث عنهم ، رغم أن الجميع كان يعرف مكان وجودهم ، لكن الأمر تغير بعد الضربة الأمريكية .
تفكك داخلي :
بحسب أقوال غفران الشيخاوي شقيقة رحمة ( 18 عاما ) ، فإن كل مجموعة يقودها أمير يعمل
وفق استراتيجيته الخاصة ، فالبعض كان يعد جوازات سفر خاصة بسوريا ،
والبعض الآخر كان يتكفل بملف الهجمات على تونس ، وآخرون مختصون بأمر ليبيا .
وتشير غفران أن جميع قياديي التنظيم في صبراتة كانوا يستعينون بمشورة البغدادي ،
وهو بدوره كان يحثهم على تقديم الطاعة والولاء إلى أمير داعش في سرت ،
بيد أنهم كانوا يعصون هذا الطلب ويتخذون جميع القرارات بشكل أحادي وفردي .
والغريب في أقوال الشابات ، أنهن لم يبدين ندما على خوضهن هذه التجربة مع أبشع تنظيم
عرفه العالم ، بل جميعهن يرفضن العودة إلى تونس ، وذلك لعدم رغبتهن بالعودة
إلى حياة الفقر التي طوقت حياتهن لسنوات ، مبدين رفضهن العودة إلى مواجهة الاضطهاد
بسبب نهجهن المتشدد ، على الرغم من صغر سنهن ، إلا أنهن عانقن الموت بأبشع صوره
وتركن مقاعد الدراسة مبكرا ، وآعتنقن أفكارا متشددة ، نسفت حياة ذويهم ،
وآخترن الطاعة والولاء " للبيت الداعشي " بدل العطاء والفداء للوطن .