تريزا ماي ؛ خليفة كاميرون المحتملة - صاحبة النفس الطويل !
الأثنين 11 ـ 07 ـ 2016
تبحث بريطانيا عن رئيس وزراء يخلف ديفيد كاميرون . تريزا ماي ، التي فازت بالجولة الأولى لانتخابات
زعامة حزب المحافظين ، تعتبر من المرشحين الأوفر حظا للحصول على هذا المنصب .
فمن هي ماي ؟ وما الذي يجعلها الأقرب لخلافة كاميرون ؟
تمكنت تريزا ماي ، وزيرة الداخلية البريطانية ، من الفوز بالجولة الأولى لانتخابات زعامة حزب المحافظين .
وسيتواصل التصويت بين أعضاء البرلمان من حزب المحافظين حتى تنحسر المنافسة بين شخصين فقط .
ومن المقرر أن يخوض المرشحون الثلاثة ماي وأندريا لدسم ومايكل غوف جولة أخرى من المنافسة يوم الخميس
يصوت فيها أعضاء البرلمان من حزب المحافظين .
وبعدها تجري جولة أخيرة من التصويت يوم الثلاثاء المقبل ، ما لم ينسحب أحد المرشحين .
وبعد تحديد المرشح الفائز، تصوت قواعد الحزب في الـ 9 من سبتمبر/ أيلول .
الطريق للفوز بزعامة الحزب لن يكون سهلا أمام ماي ، التي كانت نسبيا من دعاة بقاء بريطانيا
داخل الاتحاد الأوروپي ، ولكنها تملك من المقومات ما يجعلها قادرة على مواجهة
هذا التحدي ، لتصبح رئيسة الوزراء القادمة . ومباشرة بعد إعلان النتائج وفوزها بالعدد الأكبر من الأصوات ،
قالت ماي إنّهناك " مهمة كبيرة " تمثل في توحيد الحزب والبلاد ، بعد الاستفتاء ،
و" التفاوض " من أجل التوصل إلى أفضل اتفاق لمغادرة الاتحاد الأوروپي " ولجعل بريطانيا قادرة
على تحقيق تطلعات الجميع . " وشددت ماي ، على أنها المرشحة الوحيدة القادرة على تحقيق
هذه الأهداف الثلاثة كرئيسة للوزراء ، وأيضا الوحيدة القادرة على الحصول على تأييد أعضاء
حزب المحافظين ، على حد تعبيرها. فمن هي هذه المرأة التي قد تحكم بريطانيا في مرحلة
حساسة من تاريخ البلاد ؟
تحب الأحذية الفريدة !
تريزا ماي تبلغ من العمر 59 سنة ، وتحب الأحذية الباهظة الثمن والفريدة .
وهو ما يجعلها مرارا وتكرارا في عناوين الصحف البريطانية . وفي أحد المواعيد الرسمية حضرت
ماي بحذاء أسودْ مزين بالمسامير المعدنية .
تريزا ماي تختلف بشكل مطلق عن معظم السياسيين البريطانيين وتعتبر النسخة البريطانية
من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل . فهي تتصف بالصلابة والنزاهة ، تعمل باجتهاد كبير
وردود فعلها تتسم بالواقعية والبرغماتية . هكذا يصفها ، ليس فقط العديد من الزملاء
في الحزب المحافظ ، بل أيضا أولئك الذين يعرفونها شخصيا ، كامرأة متزوجة ، ليس لديها أطفال
وابنة لرجل دين في الكنيسة الأنجليكانية .
صاحبة النفس الطويل :
تريزا ماي ، تلقت تعليمها في جامعة أكسفورد ، بعدها عملت لمدة ست سنوات في بنك إنجلترا ،
وتشغل منذ سنة 2010 منصب وزيرة الداخلية . وهو ما يثير إعجاب الكثير من المتتبعين ،
فلمدة 100 سنة لم تستطع أي شخصية بريطانية الحفاظ على هذا المنصب لهذه الفترة الطويلة .
وهو من بين الأسباب ، الذي يجعلها تقارن بـ " المرأة الحديدية " مارغريت تاتشر .
تريزا ماي بعد اجتماع وزاري في مقر الحكومة بشارع " داونينغ ستريت 10 " :
تصوراتها للبريكسيت :
المصالحة أو التعصب ؟ هذا السؤال يشغل بال الكثير من البريطانيين الذين يأسفون على نتائج الاستفتاء
حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروپي .
ما الذي يمكن انتظاره من ماي ، كخليفة محتملة لديفيد كاميرون ؟
تريزا ماي كانت حذرة بعض الشئ أثناء الحملة الانتخابية قبل التصويت على آستفتاء عضوية المملكة المتحدة
في الاتحاد الأوروپي ، ولكنها أبدت انفتاحها أمام إمكانية انتقاد الاتحاد الأوربي . وعلى الرغم
من أنها دعمت ديفيد كاميرون في حملة " بقاء بريطانيا " ، إلا أنها أعربت في عدة مناسبات
عن مواقف منتقدة للاتحاد الأوروپي . فقد اشتكت مثلا عدة مرات من نقص في نقاط التفتيش الأمنية
على الحدود الأوروپية . وآخر هذه التصريحات كان في مايو الماضي
لصحيفة " إنديبندنت " .
سياسة هجرة صارمة :
وخلال الإعلان الرسمي عن ترشحها لزعامة الحزب قالت ماي بشكل واضح إنه لن يكون هناك استفتاء ثان ،
مضيفة أنها ، إذا أصبحت رئيسة وزراء ، فستعمل على تقديم طلب الانسحاب الرسمي لبريطانيا
من الاتحاد الأوروپي في غضون أشهر قليلة . ولكن تفعيل المادة 50 من معاهدات الاتحاد الأوروبي ،
وبالتاي الخروج الرسمي لن يكون قبل نهاية السنة ، على حد تعبير ماي .
وعلاوة على ذلك قالت تريزا ماي في مقابلة مع التلفزيون البريطاني ، بأن تصويت البريطانيين
لمغادرة الاتحاد الأوروپي ، كان رسالة قوية ضد حرية التنقل المعمول بها داخل
الاتحاد . ولهذا تخطط ماي ، بعد إتمام إجراءات المغادرة ، الحد من الهجرة إلى بريطانيا .
وهو ما يتناسب مع مواقفها كوزيرة للداخلية ، حيث أظهرت ماي دائما صرامتها ، خاصة
بشأن ملف الهجرة . وهو ما قد يكون لصالحها خلال المنافسة الحزبية الداخلية ،
فكثير من المحافظين يدعون إلى إصلاح قوانين الهجرة .
ومن بين تصريحاتها الأكثر صرامة في هذا الشأن قولها :
" عندما يكون هناك هجرة ، من المستحيل بناء مجتمع متماسك " .
وقد دعت ماي في وقت سابق إلى الحد من برامج للطلبة الأجانب في الجامعات البريطانية والزيادة
في المساهمات المادية الصحية للعمال من باقي دول الاتحاد الأوروپي .
قاعدة شعبية كبيرة :
كانت تيريزا ماي تبلغ أقل من 30 سنة عندما بدأت مسيرتها في السياسة المحلية .
وفي 1990 تمكنت في وقت مبكر من الوصول إلى مجلس العموم البريطاني .
ووفق مسح أجرته مؤسسة الاستطلاع icm ، فإن أكثر من 60 في المائة داخل الحزب
يساندونها . وهي بذلك في الصدارة بفارق كبير عن أبرز منافسيها في الحزب :
أندريا ليدسم ، ستيفن كراب ، مايكل غوف وليام فوكس . وأحد الأسباب في ذلك هو شوق
المحافظين للاستقرار والموثوقية . وقبل سنوات وصفت تيريزا ماي حزبها باسم " الحزب الشرير " .
ولكن يبدو أن طريقتها الصريحة ، لم تؤثر على شعبيتها في الحزب .
تريزا ماي تربطها علاقة جيدة مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ، الذي يراها الشخص الأنسب لخلافته .
كاميرون يدعمها :
ساندت تريزا ماي كاميرون للوصول إلى منصب رئيس الوزراء . ولذلك ، فإن كاميرون يدعمها
كخلف له في زعامة الحزب ومنصب رئيس الوزراء . وحسب مؤسسة استطلاع الرأي icm
فإن تيريزا ماي ، تحظى بشعبية كبيرة لدى المواطنين أيضا . من جهتها ذكرت صحيفة
" ذا صن أون صنداي " ، آستنادا إلى اقتباس من مؤسسة icm مع عبارة :
" .. ومن الواضح أن الأغلبية الساحقة تعتبرها المرشحة الأكثر كفاءة ، سواء عند الرجال
أو النساء ، في كل منطقة من مناطق البلاد، وبين مؤيدين وأعضاء من جميع الأحزاب " .
بالإضافة إلى ذلك ، فإن غالبية الصحف البريطانية " تمجد " تيريزا ماي كمرشحة " العقل "
خلفا لديفيد كاميرون . ومن جهتها وصفت صحيفة " تلغراف " تيريزا ماي بـ " النجم الصاعد " .