+ لاجئة كرديّـة عراقية مسلمة ؛ تتحول إلى المسيحية وتتزوج منْ مقدوني +
الخميس 21 ـ 07 ـ 2016
تسبب لقاءٌ عابر بين أحد موظفي حرس الحدود المقدونيين وعائلة عراقية مؤلفة من 5 أفراد على طريق البلقان
الذي يسلكه اللاجئون في تطورٍ درامي قلب حياة الجانبين رأساً على عقب بعد أنْ وقع الموظف المقدوني
في غرام إبنتهم من النظرة الأولى ، وعرض عليها الزواج ، لتكون بدايةً لقطيعة
بين الفتاة وعائلتها بعد أنْ وافقت على تغيير دينها من الإسلام للمسيحية للزواج منه .
وكانت ألمانيا وجهة العائلة الكردية العراقية القادمة منْ ديالى قرب بغداد ، التي هربت
بعد تقدمٍ أحرزه تنظيم “ داعش ” المتطرف وآستغرقت رحلة الوصول إلى مقدونيا أشهرا .
وشاهد بوبي دودفسكي ، وهو من مدينة كومانوفو المقدونية ، ويعمل كموظف حدودي
مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ، الفتاة العراقية نورا أركنازي على السياج الحدودي
بين صربيا ومقدونيا فأغرم بها من النظرة الأولى ، ثم تعرف عليها
في مخيم اللاجئين في تابانوفكسا ، وفقاً لتقرير تلفزيوني ألماني .
وكانت “ تابانوفكسا ” نقطة عبور رئيسية على ممر البلقان ، يمر به الآلاف من اللاجئين والمهاجرين
من دول كسوريا والعراق وأفغانستان في شهر آذار الماضي ، حين التقاها الموظف الحدودي .
يقول “ بوبي ” للقناة الألمانية الأولى إنه عندما شاهدها لأول مرة رفقة عائلتها في نقطة التفتيش على الحدود ،
كانت متعبة وعاجزة ، ومصابة بالحمى، فتحدث مع نورا، وشاهد شيئاً مميزاً في عينيها ، على حد تعبيره.
وتصف “ نورا ” اللحظة التي طلب منها الزواج بالقول : ” قال لي أعطني يدك وسألني ،
هل تريدين أنْ تصبحي زوجتي ؟ ، فظننت أنه يمزح ، لكنه كان جاداً عبر ( إحضاره ) الخاتم وكل شيء ،
لقد كانت أجمل لحظة في حياتي ، كانت مثل فيلم ” ، وقام زميلهم بتسجيل
لحظة عرضه الزواج منها بكاميرا هاتفه المحمول .
وقام كل من [ “ بوبي ” و“ نورا ” ] بوشم أسم الآخر على ذراعه .
وشغلت قصة حياة الزوجين وسائل الإعلام المقدونية ، إذ كان مثيراً للاهتمام في الواقعة ،
أن طرفيها كانا ينتميان لدولتين متباعدتين ، وينتميان لثقافتين ودينين مختلفين .
لكن ما بدا حكايةً وردية شبيهة بفيلم سينمائي في البداية لم يستمر كذلك ، حيث تابعت عائلة نورا ،
التي بدأت العمل مذّاك مع الصليب الأحمر لتساعد اللاجئين أيضاً ، طريقها إلى شمال أوروبا ،
فيما تخلت آبنتهم عن كل شيء لأجل من تقدم للزواج منها ، فاعتنقت المسيحية ، وغيرت إسمها ،
وبعد 5 أشهر منْ الإجراءات تزوجا يوم الأربعاء الماضي ،
بعد أن عقدا قرانهما في كنيسة بمدينة كومونوفو شمال مقدونيا ، وفقاً للشعائر الأرثوذكسية ، واقاما حفلاً لم يحضره أهلها .
وكانت نورا قد أخبرت عائلتها بحذرٍ عن نيتها الزواج من مسيحي أرثوذكسي ، لتبدأ فترة طويلة
من حالة عدم الاستقرار بالنسبة للزوج ، الذي لم يكن متأكداً من إمكانية زواجه منها .
وساهمت علاقات “ بوبي ” مع السلطات في تغيير اسمها خلال أسابيع قليلة ، وتغيير دينها بشكل رسمي أيضاً ،
وأصبح اسمها الحالي “ سفيتلانا دودفسكا ” .
ويقول الزوج “ بوبي ” : ” هنا في البلقان ، لا يعد زواج فتاة مسلمة من مسيحي بالمشكلة الكبيرة ،
ويمكن لفتاة مسيحية أنْ تتزوج مسلماً ، الأديان كلها متساوية بالنسبة للقانون في مقدونيا ،
نريد أن يكون الحب هو المنتصر، لأن الحب لا يعرف حدوداً ” .
وتقول نورا إنه كان لدى عائلتها مشكلة في تغيير الدين ، أصبحوا في النمسا الآن ،
وما عادوا يتحدثون معها .
وقال الزوج “ بوبي ” بعد عقد قرانهما إنه ” وأخيراً آستطعنا بعد 5 أشهر من تجاوز
كل العقبات والعوائق ، وبدأت الآن حياتنا الجديدة ” .
وتقول “ نورا ” إنّ أطفال “ بوبي” منْ زواجه الأول يحبونها ، وأنها تعتبرهم أولادها
كما هم أولاده ، وأن أهله قد تقبّلوها وأنهم يعيشونَ سوية .